تقرير
عن أطروحة الطالبة منيرة ابو بكر محمد
مستقبل
القوة الأمريكية في النظام الدولي
لنيل
درجة الدكتوراه في العلوم السياسية
مازالت القوة الأمريكية محطَّ اهتمام الأكاديميين
والدارسين للعلاقات الدولية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، ولاسيّما بعد أن
حازت الولايات المتحدة على قوة غير مسبوقة في التاريخ، وذلك بفضل التقدم التقني
والتكنولوجي اللذين تشهدهما القوة الأمريكية.وبحسب الطالبة ، أن القوة الأمريكية شأنها شأن أيّ قوة تنقسم
وتتعدد أشكالها بين المادي والمعنوي، وينقسم المادي إلى عسكري وسياسي واقتصادي
ومعرفي (معلوماتي وعلمي) وغيرها من أشكال القوة.
كل هذه التركيبة من القوى أنتجت ما يعرف بالسيطرة الأمريكية ،على أكثر من
نصف العالم ، للفترة الممتدة من 1945-1990 وفق ما كان يسمى أو يطلق عليه بالحرب
الباردة. وبانهيار الاتحاد السوفيتي
المنافس الأكبر لهذه القوة في مطلع العقد الأخير من القرن الماضي، بدأ عصر ما بعد
الحرب الباردة أو ما اصطلح على تسميته بعصر الأُحادية القطبية. ونتيجة لذلك نشأ نظام دولي جديد. والذي يفترض تغييراً
مستجداً في وضع كان قائماً قبل ذلك. لكن هذا الوضع الجديد لم يكن على شكل تغيير،
بل هو انقلاب في المسار الدولي. فانهار الاتحاد السوفياتي وانهارت معه المنظومة
الاشتراكية ، وتحول النظام العالمي من النظام الثائي القطبية إلى الأحادي القطبية،
بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وباتت القطب الوحيد المسيطر على مقدرات النظام
العالمي بعد انهيار النظام الشيوعي، فأصبحت السيادة للنظام الرأسمالي بكل أبعاده ومخططاته،
وبإمكان الولايات المتحدة ، أن ترسم سياستها في العالم انطلاقاً من مبدأ الأحادية
القطبية بلا منازع.
واجهت الولايات المتحدة في قيادتها المنفردة للنظام
العالمي جملة متنوعة من المصاعب والتحديات الهيكلية ، التي أثارت الكثير من التساؤلات حول مصير هذه القوة
ومستقبلها، وتبدو احتمالات بقاء القوة الأمريكية أو تدهورها، أمرا خاضعا لجملة معقدة من الأسباب
والعوامل التي ينبغي دراستها وتحليلها علمياً وأكاديمياً برأي الطالبة.
تكمن أهمية البحث في تسليط الضوء على ظاهرة من أهم ظواهر تاريخ العلاقات
الدولية تحليلاً وتمحيصاً،هي ظاهرة القوة في العلاقات الدولية وصولا إلى معرفة
القوة الأمريكية، ودورها في النظام الدولي من جهة، ومستقبل هذه القوة من جهة أخرى،
وفق تحديين أساسيين هما: أحدهما: تحدي التآكل الداخلي لعناصر هذه القوة، والآخر:
تحدي بروز قوى الخصوم والمنافسين وحتى الأعداء بوجه هذه القوة.
كما تكمن أهمية الدراسة في معرفة واستشراف مستقبل القوة الأمريكية وفق
التحديات السالفة ، بغية الوصول إلى معرفة وضع النظام الدولي مستقبلا ،إذ أن
مستقبل القوة الأمريكية يعد المحدد الأساس في رسم خارطة النظام الدولي القادم ،وما
يترتب على ذلك من تداعيات لا يقتصر تأثيرها على القوى العظمى فحسب ، وإنما على مجمل العلاقات الدولية والإقليمية.كما تحاول الدراسة ، أن تقدم تصورا للقوى الدولية الصاعدة ومحاولاتها في منافسة قوة الولايات
المتحدة الأمريكية في المجالات المختلفة مع ملاحظة الفارق بين قوة الولايات
المتحدة والقوى الأخرى وما تأثير ذلك على مستقبل النظام الدولي.
وتبرز
إشكالية الدراسة بحسب رأي الطالبة من خلال إثارة مجموعة من التساؤلات منها: هل
القوة الأمريكية بلغت درجة من التكامل والاستقرار؟ وما مدى القدرة الأمريكية
للحفاظ على مكانتها الدولية ؟ وهل هناك منافسون قادرون على مجاراة القوة الأمريكية
؟ وهل هناك احتمالات فشل القوة الأمريكية وانحدارها في إعادة تثبيت نفسها بوصفها
القوة العظمى الوحيدة ؟
في محاولة الإجابة عن التساؤلات
السابقة وغيرها ينطلق البحث من فرضية رئيسة مفادها " أن القوة الأمريكية قد
بلغت درجة من التقدم تشكل فارقا كبيرا بينها وبين المنافسين الدوليين الآخرين ،ما
يجعلها القوة الأولى والرئيسة في النظام الدولي، لاسيّما بعد انهيار الاتحاد
السوفيتي، بيد أن هذه القدرات تعاني جملة من المشكلات الداخلية والخارجية التي
تحول دون استمرار تفردها في قمة الهرم الدولي .
اعتمدت الطالبة المنهج التاريخي في محاولة معرفة التطور
التاريخي لقوة الولايات المتحدة الأمريكية وابرز المراحل التاريخية التي مرت بها
لحين تفردها بالنظام الدولي، فضلا عن منهج تحليل المضمون لدراسة العناصر الأساسية
لقوة الولايات المتحدة في المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية ،
بالاعتماد على
دراسة الوثائق الصادرة عن تحليل القوة الأمريكية ، فضلا عن الاستفادة من مناهج
الدراسات المستقبلية لمعرفة مستقبل القوة الأمريكية واتجاهاتها المحتملة على الأقل
في المستقبل المنظور.
ثمة العديد من الملاحظات التي توجه للإطروحة شكلا
ومضمونا:
أولا: في الشكل
1. يعتبر
اختيار موضوع الرسالة من الاختيارات الموفقة، بالنظر لان الموضوع يطرح تساؤلات
وإشكالات عدة في نطاق العلاقات الدولية ومستقبل الدول الفاعلة في النظام الدولي.
2.
اتى عنوان الأطروحة متوافقا إلى حد ما مع المضمون، وكذلك
مع بعض العناوين الرئيسة للفصول والمباحث والمطالب.
3. جاء
التقسيم الثنائي لموضوع الأطروحة متوافقا إلى حد ما مع متطلبات معالجة الموضوع،
لجهة الفرضيات والإشكالية والمنهج.
4.
وعلى الرغم من وضوح الرؤية لدى الطالبة، لم يتم التعبير
عنها بطريق سليم.
5.
ثمة أخطاء مطبعية ولغوية فادحة في النصوص والهوامش.
6.
ثمة سياقات لغوية غير مفهومة، مما أثر على فهم الكثير من
مقاطع الأطروحة.
7.
ثمة أخطاء كثيرة في كتابة المراجع، أو إسناد المراجع في
المكان المناسب لها.
8.
ثمة نقل متكرر للكثير من المعلومات، دون إسنادها إلى
مراجع محددة.
9.
ثمة إسناد لصفحات كثيرة متتالية إلى مرجع واحد.
ثانيا: في المضمون
1. إشكالية
الأطروحة وفرضياتها كانت واضحة إلى حد ما، لكن لم تُصاغ بطريقة تعبر عن فهم
الطالبة الدقيق لهذا الموضوع.
2. إن
الاستنتاجات والمقترحات التي أتت في الخاتمة، كانت مبتورة، وتفتقد إلى آليات
تنفيذية في الكثير منها، كما اشتملت على مقترحات وصفية ليس إلا.
3. ثمة
الكثير من المعلومات الإحصائية في الأطروحة وبعض الجداول لم تثبت بمراجع ومصادر
منضبطة ، مما يؤثر على صدقية المعلومات ، وبالتالي إمكانية الاعتماد عليها لاحقا.
4.
لم تكن بعض الاستنتاجات في الأطروحة دقيقة، إلى الحد
الذي يمكن الاعتماد عليه علميا وأكاديميا.
5. ثمة وصف غير
موضوعي لجهة ،أن الصين هي المنافس الوحيد للولايات المتحدة في النظام العالمي، وقد
بنت فرضيتها في الاستنتاجات النهائية على ذلك، مما يضعف الأطروحة بشكل عام.
ناقشت الطالبة منيرة أبو بكر محمد ، أطروحتها
الموسومة بعنوان"مستقبل القوة الأميركية في النظام العالمي بتاريخ 2/6/2016،
أمام اللجنة المكوّنة من الدكاترة كمال حماد مشرفا ووليد عبد الرحيم وطوني عطالله
وجورج عرموني وخليل حسين أعضاءً. وجهت للأطروحة العديد من الملاحظات في الشكل
والمضمون، كما وجهت بعض الأسئلة للطالبة، وبعد المداولة والمناقشة، قررت اللجنة
بيروت: 2/6/2016 أ.د.خليل حسين