اسم الطالب : ثائر مصيخ
عنزان الرسالة : الأهداف الأمريكية المعلنة والمضمرة لاحتلال العراق
الشهادة : الماجستير في العلوم السياسية / اختصاص علاقات دولية ودبلوماسية
تاريخ المناقشة: 12/12/2012
الدرجة الممنوحة :جيد جدا
لجنة الحكم : محمد المجذوب/خليل حسين/جورج عرموني
حظي العراق بأهمية كبيرة في توجهات السياسة الأمريكية منذ أوائل القرن الماضي. وهذه الأهمية لا تخرج عن المعايير الأساسية للأهداف والمصالح الإستراتيجية الحيوية الأمريكية تحديداً، لاعتبارات عدة تتعلق بالمكانة الجيو- إستراتيجية وبالإمكانات والموارد الاقتصادية والبشرية التي جعلت الشركات الأمريكية بعد صراع شديد مع القوى الرئيسة المهيمنة على المنطقة (بريطانيا، وفرنسا)– آنذاك - تحصل على امتيازات نفطية لغرض الاستكشاف والاستثمار. وعبر هذا المدخل بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تعزيز نفوذها في العراق والمنطقة العربية عموماً.
في الثمانينات من القرن الماضي، حين اندلعت الحرب العراقية - الإيرانية، رأت الولايات المتحدةالأمريكية فيها الفرصة المناسبة لاحتواء الدولتين بوصفهما من أكثر دول المنطقة تهديداً للأهداف والمصالح الأمريكية. إلاّ أنّ نهاية الحرب لم تأتِ بنتائج تخدم الأهداف الأمريكية، حيث تنامت القدرات العسكرية والاقتصادية للعراق وتطورت صناعته الحربية، فضلاً عن محاولته تحقيق التوازن الإقليمي للتسلح مع الكيان الصهيوني. وهنا كان لابد من تحطيم قدرات العراق العسكرية والاقتصادية والسياسية والفكرية. وكانت حرب الخليج الثانية في العام 1991 بمثابة الفرصة المؤاتية لذلك، فقد تزامن ذلك مع التحول الذي شهدته البيئة الدولية، والمتمثل بتفكك الاتحاد السوفيتي وزواله، وانفراد الولايات المتحدة بالساحة الدولية.
وبعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001، رأت الولايات المتحدة الأمريكية الفرصة سانحة لتنفيذ إستراتيجيتها الجديدة (الحرب على الإرهاب) أو (الحرب الوقائية)، التي يدخل في إطارها: تدمير أسلحة الدمار الشامل، ومحاربة الدول المارقة. وكان ذلك بمثابة عنوان كبير وحساس ولكنه يخفي تحته تلكم الأهداف الأخرى الأهم من موضوع (الحرب على الإرهاب)، ألاّ وهي: السيطرة ورسم ملامح جديدة للمنطقة بما يتلاءم وأطماع الولايات المتحدة الأمريكية.
ونتيجة لتأثير (المحافظين الجُدد) أقدمت الإدارة الأمريكية بالتعاون مع بريطانيا، وبدون تفويض من مجلس الأمن على غزو العراق واحتلاله في 9 / 4 / 2003، بسبب مواقفه السياسية المناهضة للسياسة الأمريكية في المنطقة العربية، وتمسكه بالسيادة على ثرواته الوطنية، لاسيما النفطية منها، ورفضه المستمر للوجود (الإسرائيلي)، ومواقفه المعلنة من الصراع العربي – الصهيوني، الأمر الذي جعله نداً لـ(إسرائيل)، وعقبة أمام تنفيذ مشروعها الكوني، وتحقيق أهدافها، وضمان مصالحها في المنطقة.
لقد أدى الغزو الأمريكي - البريطاني للعراق إلى إسقاط حكومته، وتدمير مؤسساته وبناه التحتية، وإيقاع خسائر بالشعب العراقي، وتلويث بيئته وتهجير الملايين من أبناء شعبه داخل وخارج العراق. ونتج من هذا الغزو ولادة حكومة ضعيفة وخاضعة لإرادة المحتل، لم تحقق شيئاً خلال الأعوام الماضية. وقد صدر دستور بتدخل مباشر من الولايات المتحدة كرس الطائفية في العراق، وأدى إلى حرب أهلية طيلة الأعوام التي مضت. والى يومنا هذا ما تزال الحكومة العراقية الجديدة غير مستقرة.
إشكالية الدراسة:
تنطلق هذه الدراسة من إشكالية مُفادها إنّ الولايات المتحدة لم تكن جادة في طرح مسوغاتها حول الحرب على العراق، فقد أثبت الواقع أن في داخل هذه المسوغات كانت هناك أهداف حقيقية عبرت بشكل أو بآخر، وسواء أكان ذلك للرأي العام الأميركي والعراقي أم للرأي العام العالمي، عن النية الحقيقية لهذا الاحتلال. وعليه حاول الطالب الإجابة عن الأسئلة الآتية:
- ما هي مراحل السياسة الأمريكية التي مهدت لإحتلال العراق؟
- ما هي الأهداف الأمريكية المعلنة لاحتلال العراق. وهل كانت هذه الأهداف كافية لتسويغ غزو العراق واحتلاله؟
- ما هي الأهداف المضمرة لاحتلال العراق؟ ولماذا لم تعلن عنها الولايات المتحدة؟
- لماذا كان هناك تناقض ما بين المعلن والثابت من الأهداف الأمريكية لاحتلال العراق؟
- هل نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في تحقيق أهدافها من احتلالها العراق؟
فرضية الدراسة:
تنطلق فرضية إلدراسة من أن عملية احتلال العراق تمثل علاقة طردية موجبة بين ما هو معلن من أهداف، وما هو مضمر من أهداف. ولإثبات صحة الفرضية تسعى الدراسة للوصول إلى حقيقة، أن السياسة الأمريكية سعت لاستخدام إستراتيجيتها للسيطرة على بعض الدول، ومن ضمنها (العراق).
منهجية الدراسة:
حاول الطالب الإجابة عن التساؤلات المذكورة آنفاً متبعا (المنهج التاريخي) في دراسة العلاقات العراقية - الأمريكية وتطورها في الفصل التمهيدي، واعتمد على (المنهج الوصفي التحليلي)، وذلك عن طريق وصف وتحليل المصالح والأهداف الأمريكية في العراق، وذلك في الفصلين الأول والثاني، ومن ثم التطرق إلى الإستراتيجية الوقائية التي استخدمت حيال العراق، وابرز التداعيات التي تمخضت عن تنفيذها (غزو العراق واحتلاله في العام 2003).
أهمية الدراسة:
تنطلق أهمية الموضوع من حقيقة مفادها أن الأمريكيين سوقوا أهدافاً لاحتلال العراق منافية للأهداف الحقيقية، وأن خطة احتلال العراق لم تكن وليدة الصدفة، بل كانت نتاج عمل سنوات سبقت الحرب، وكل ذلك لأهمية العراق بالنسبة للمنطقة ودوره الفاعل والمؤثر، وخاصة بالنسبة إلى إسرائيل التي تعدّ راعية للمصالح الأمريكية في المنطقة، وكذلك للموقع الاستراتيجي المتميز للعراق وما يمتلكه من موارد هائلة.
لجأ الطالب الى مروحة واسعة من المراجع العربية والأجنبية التي أغنت الدراسة وأعطتها قيمة اضافية لافتة لجهة التوثيق والنتائج التي توصل اليها.ثمة بعض الأخطاء المطبعية واللغوية التي كان من الافضل التخلص منها. ثمة توازن بين الفصول والمباحث،وثمة استنتاجات واضحة لدى الطالب.
ناقش الطالب ثائر مصيخ رسالته المعنونة الأهداف الأمريكية المعلنة والمضمرة لاحتل العراق، بتاريخ 12/12/2012،امام اللجنة المكونة من الدكاترة محمد المجذوب رئيسا وعضوية كل من خليل حسين وجورج عرموني، وبعد المناقشة والمداولة،قبلت اللجنة الرسالة ومنحت صاحبها درجة الماجستير في العلوم السياسية اختصاص العلاقات الدولية والدبلوماسية بدرجة جيد جدا.
بيروت : 12/12/2012
أ.د.خليل حسين