مجلة الجيش ،العدد 335 ، ايار 213
الدكتور خليل حسين يحاضر في الكلية الحربية حول الإرهاب وكيفية مواجهته
الإرهاب مشكلة العصر، وقد تعددت الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لمكافحته، لكن من دون الاتفاق على تحديده حتى الآن.
الدكتور خليل حسين تناول الإرهاب وأشكاله وواقع انتشاره وتأثيراته في محاضرة ألقاها في الكلية الحربية وحضرها قائد الكلية العميد الركن شربل الفغالي ممثلاً قائد الجيش، وضباط من مختلف قطع الجيش ووحداته، وتلامذة ضباط السنة الثالثة.
استهلّ المحاضر كلامه بالحديث عن جذور العنف وأصوله حيث عرفت المجتمعات البشرية ظاهرة العنف والتصارع على النفوذ والسلطة منذ أقدم العصور بأشكال مختلفة ومتعددة. فالبرديات المصرية القديمة تحدثت عن الصراع الدموي بين الكهنة بسبب التنافس على المناصب. كما سجل التاريخ صراعات كثيرة في المدن اليونانية القديمة وفي أوروبا خلال العصور الوسطى.الدكتور خليل حسين تناول الإرهاب وأشكاله وواقع انتشاره وتأثيراته في محاضرة ألقاها في الكلية الحربية وحضرها قائد الكلية العميد الركن شربل الفغالي ممثلاً قائد الجيش، وضباط من مختلف قطع الجيش ووحداته، وتلامذة ضباط السنة الثالثة.
وفي تعريفه للإرهاب قال: الإرهاب ليس مجرد عمليات مثيرة، إنما هو نمط من أنماط استخدام القوة في الصراع السياسي، وهو استخدام قد تمارسه الجماعات السياسية أو الحكومات بهدف التأثير في القرار السياسي لغيرها. مشيرًا إلى أنّ ثمة العديد من المشاكل التي تحيط بالمفهوم وتجعل من الصعب إيجاد تعريف محدد له. ومن أهم هذه المشاكل، تشعب ظاهرة الإرهاب وتعدد أشكاله وأهدافه ودوافعه، فضلاً عن ممارسات القوى الكبرى وبعض الدول التي تستخدمه أو تشجع عليه...
وتطرّق إلى التعريفات الموسوعية للإرهاب قبل أن ينتقل إلى واقع التنظيمات الإرهابية وانتشارها، حيث قال: ثمَّة العديد من الإحصائيات المتباينة حول انتشار المنظمات والجماعات الإرهابية في العالم، ويرجع ذلك إلى عدم وجود اتفاق دولي على تعريف المنظمات الإرهابية، حيث أنّ بعض الإحصائيات تعد المنظمات الثورية أو الجماعات التي تطالب بحق تقرير المصير من الجماعات والمنظمات الإرهابية.
وتناول أشكال الإرهاب المختلفة والعمليات الإرهابية التي تأثرت بتطور الوسائل المعتمدة لتنفيذها، من عمليات الاغتيال والقتل بالسيوف القصيرة إلى عمليات التفجير بالطائرات، مرورًا بأعمال الخطف واحتجاز الرهائن والتفجير بالعبوات الناسفة...
وأشار إلى انتشار الإرهاب بشكل واسع في العالم عمومًا وفي الشرق الأوسط خصوصًا، لأسباب عديدة أبرزها البيئة السياسية والواقع الجيوسياسي والصراع العربي - الاسرائيلي وصراعات ونزاعات أخرى، فضلًا عن البيئة الاجتماعية والتعدد القومي والديني، واستبداد النظم السياسية، وغياب الديمقراطية وحقوق الإنسان، والتهميش الاقتصادي والاجتماعي.
وحول تأثيرات الإرهاب على الشرق الأوسط، أشار إلى تفكك البنى السياسية للأنظمة وانهيارها وتقسيم المقسّم وتجزئة المجزأ، وانتشار النزاعات الطائفية والإثنية، وانهيار النظم الثقافية والحضارية وزيادة مظاهر التخلف.
أما حول مكافحة الإرهاب، فاعتبر الدكتور حسين أنه لا يوجد اتفاق حول معنى مكافحة أو مواجهة أو منع الإرهاب، فكلها مفاهيم لم يتمَّ الاتفاق على تعريف محدد لها، وبالتالي لم يتم التوصل إلى اعتماد سبل موحدة للمواجهة وآلياتها وإستراتيجياتها وتكتيكاتها. وقال إنّ الحديث عن حل لمشكلة الإرهاب لا يعني القضاء عليه قضاءً تامًا وبصورة كاملة، فمثل هذا القول لا يعدو كونه فرضًا نظريًا بحتًا. وحلّ مشكلة الإرهاب يعني تحجيم الخطر الإرهابي وحصره في حدود دنيا بحيث لا يشكل تهديدًا لحياة الجماعة واستقرارها.
وقد تعدَّدت الجهود الدولية لمواجهة هذه الظاهرة، منها الجهود الفردية التي تبذلها كل دولة على حدة، والجهود المتعدِّدة الأطراف التي تقوم بها مجموعات إقليمية محددة، مثل الجهود العربية من خلال جامعة الدول العربية، والجهود الأوروبية في إطار الاتحاد الأوروبي، ثم الجهود الجماعية على المستوى العالمي من خلال منظومة الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وختم الدكتور حسين بالتنويه بجهود المؤسسة العسكرية في مكافحة الإرهاب في لبنان.
في ختام المحاضرة، ألقى العميد الركن شربل الفغالي كلمةً باسم قائد الجيش شكر فيها الدكتور خليل حسين على محاضرته القيّمة، وقدم له درع الكلية الحربية.