تقرير حول رسالة الطالب سفيان محمد ابراهيم
اعداد : أ.د.خليل حين
الموضوع : تقرير حول رسالة ماجستير في العلوم السياسية
الطالب : سفيان محمد ابراهيم
عنوان الرسالة : احتلال العراق وتداعياته عربيا واقليميا ودوليا
عمدت الوليات المتحدة الامريكية الى احتلال العراق من ضمن جملة مبررات كانت واهية ولا اساس شرعي او قانوني لها،لكنها استندت في الحقيقة الى استراتيجيات هدفت من خلالها تأمين مصالحها الاستراتيجية اولا،وبناء نظام اقليمي دولي تساند هذه الاهداف غير المعلنة. لقد حاول الطالب سفيان محمد ابراهيم القاء الضوء على هذه القضية التي تعتبر النكبة الثانية للعرب،بعد اغتصاب فلسطين،ذلك من خلال مقدمة وخمسة فصول وخاتمة.
لجهة التقسيم، بدأ الطالب رسالته، بفصل تمهيدي من أربع فقرات : تناولت الأولى الخطاب الأيديولوجي الجديد في ظل النظام الدولي الجديد، فيما درست الفقرة الثانية إستراتيجية عسكرية جديدة والبحث عن عدو جديد، وناقشت الفقرة الثالثة إضعاف الأنظمة السياسية القائمة وتمثيلها بدول محور الشر. أما الفقرة الأخيرة فتضمّنت مشروع الشرق الأوسط الجديد . وتناولت الفصول الأربعة الأخرى دراسة الوضع العراقي في ظل الاحتلال، فتضمن الفصل الأول آليات السيطرة الأمريكية على العراق. وجرى تقسيم الفصل إلى ثلاثة مباحث تضمنت اتهام العراق بمعاداة الديمقراطية وتأييد الإرهاب ودعم تنظيم القاعدة، ورفض قرارات الشرعية الدولية. وناقش في الفصل الثاني سقوط النظام والبديل الديمقراطي ووضع الدستور الجديد، وبيَّن الفصل الثالث الأهداف الأمريكية من احتلال العراق، وتناول الفصل الرابع والأخير أثر الاحتلال عربياً واقليميا ودوليا.
أما أهداف البحث فقد ظهر في عدد منها من بينها، أولاً: دراسة المفهوم العلمي للسياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط من خلال عرض وتحليل الفكر الأيديولوجي الذي يتماشى مع النظام الدولي الجديد، ونوع الإستراتيجية المستخدمة لإضعاف وتحديد الأنظمة السياسية المارقة وعنونتها بمحور الشر وفقا للتوصيف الامريكي .ثانياً: التعرّف على الآليات المستخدمة للسيطرة على تلك الأنظمة وتدميرها من خلال الحرب الإعلامية والاتهامات بعدم مراعاة حقوق الإنسان والتذرع بالقرارات الدولية للتدخل المباشر باستخدام القوه العسكرية .ثالثاً: تحديد نوعية الأهداف (السياسية والاقتصادية والأمنية) التي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيقها في الساحة العراقية وأثرها في دول المنطقة.
اما إشكالية البحث فظهرت في عدة اسئلة منها: ما مدى العلاقة ما بين الإستراتيجية السياسية الأمريكية وعناصر بنائها الأساسية المتمثلة بالجانب العسكري والاقتصادي؟ .وما هو الدور الذي أثرت به الإستراتيجية السياسية الأمريكية في الجوانب السياسية والاقتصادية والتقنية ؟ .وما هي المستويات القيادية التي تعاملت مع هذه الإستراتيجية وساعدت على تنفيذها ضمن مؤسسات صنع القرار ؟وما هي المشاكل التي برزت اثناء تطبيق عناصر القوة العسكرية في العراق وانعكاساتها على مستوى القيادة والشعب العراقي؟.
اما فرضية البحث فقد انطلقت على قاعدة مفادها أن احتلال العراق تسبَّب في تداعيات عربية وإقليمية ودولية. ولإثبات صحة فرضية البحث سعى الطالب للوصول إلى حقيقة أن السياسة الأمريكية سعت إلى استخدام إستراتيجيتها للسيطرة على بعض الدول ومن ضمنها العراق، باستخدام الآليات التي تنفذ تلك الإستراتيجية لتحقيق أهدافها ،وأثرَّ ذلك الانجاز في النظام الإقليمي والدولي. وبهدف اختيار هذه الفرضية ،تمَّ الاعتماد على الأسلوب النظري، الذي استند الى المراجع العلمية المتعلقة بدراسة عنوان البحث والاستفادة من جميع العلوم المختلفة إغناءً للمادة العلمية الموجودة فيه.
اما منهجية البحث فقد اعتمد الطالب في كتابة رسالته على المنهج التاريخي لدراسة الظروف السياسية التي شهدتها الساحة الدولية، وما آلت إليه بكل تداعياتها. كما اعتمد على المنهج الوصفي التحليلي في معالجة كل الظواهر السياسية التي رافقت عملية الغزو والاحتلال، مستندا إلى قاعدة شكل النظام السياسي العالمي عموماً والنظام الأمريكي خصوصاً . كما استند الطالب على مروحة واسعة من المصادر والمراجع العربية والاجنبية التي كانت كافية من الناحية العلمية والموضوعية للاحاطة بمتطلبات البحث الاكاديمية.
وبعد مناقشة اللجنة لرسالة الطالب سفيان محمد ابراهيم ،بعنوان "احتلال العراق وتداعياته عربيا واقليما ودوليا" في جلسة علنية في مبنى الجامعة بتاريخ 30/3/2010 ،برئاسة الاستاذ الدكتور محمد المجذوب،والاستاذ الدكتور خليل حسين،والاستاذ الدكتور رامز عمار، قررت اللجنة قبول رسالة الطالب، ومنحه شهادة الماجستير في العلوم السياسية بدرجة جيد جدا.
بيروت: 30/3/2010
أ.د. خليل حسين