عنوان الرسالة:الاوضاع العراقية بعد العام 2003
الشهادة : الماجستير في العلوم السياسية
الدرجة: جيد
تاريخ المناقشة:19-10-2011
تقرير حول رسالة الطالب طارق كاكه رش محي الدين
الأوضاع العراقية بعد العام 2003 في ظل الصراع الأمريكي – الإيراني
لنيل درجة الماجستير في العلوم السياسية
يعتبر الصراع الأمريكي – الإيراني منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979 واحداً من أهم محركات السياسية الدولية بشكل عام والإقليمية بشكل خاص، وقد تعددت حلقات هذا الصراع وامتدت إلى مناطق عديدة في العالم وتنوعت إلى أكثر من ساحة في الشرق الأوسط ، تعود أهمية هذا الصراع إلى الموقع الجغرافي التي تحظى به إيران ، وكذلك بسبب تمتع إيران بالموارد الطبيعية والبشرية التي تمتلكها فضلا عن التأثير في العديد من القضايا الإقليمية والعالمية مثل امن الخليج وأزمة الشرق الأوسط والوضع في أفغانستان واسيا الوسطى وبحر قزوين ويعكس العراق نسبة مهمة من القدرة الإيرانية على التأثير ، ويمكن القول ان أي تغيير ايجابي أو سلبي في العلاقات الأمريكية- الإيرانية سينعكس تأثيره على مجمل قضايا المنطقة وعلى رأسها العراق بسبب قربه الجغرافي من إيران ولأهمية تأثيره في المصالح الإستراتيجية الأمريكية بذات الوقت ، وبما ان إيران كانت مستهدفة من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة قبل العراق أصلا وموضوعة في خانة محور الشر ، لذا فقد اصبح ينظر لها من قبل الادارة الأمريكية على انها دولة تحاول زعزعة امن المنطقة من خلال دعمها لجماعات وتنظيمات مسلحة عديدة في الشرق الأوسط ، ناهيك عن معارضتها للتسوية العربية- الإسرائيلية، وسعيها الحثيث لامتلاك أسلحة نووية . لذا فقد بدا تأثير الأحداث واضحا في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران من خلال انتهاج الإدارات الأمريكية سياسة التصعيد المستمر في تعاملها مع إيران منذ عام 1979، وقد تمثل هذا الصراع بشكل أكثر وضوحاً وحدة وخطورة في الساحة العراقية لا سيما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003 ، و بالرغم من ان العلاقات العراقية – الإيرانية ما بين الأعوام 1979 – 2003 كانت واحدة من مجالات الصراع الأمريكي – الإيراني الواضحة إلا ان الصراع بعد احتلال الأمريكي للعراق اكتسب زخماً جديداً بسبب انهيار النظام العراقي السابق و تحول الصراع من صراع بالنيابة أو بالوكالة إلى شكل مباشر و سافر بل إلى طابع عسكري في أحيان كثيرة داخل الساحة العراقية.
واتهمت القيادات الإيرانية الولايات المتحدة في احتلالها العراق بانها تعمل الى تحقيق الأطماع الاستعمارية والسيطرة على منظمة اوبيك وابتلاع مصادر المنطقة البترولية خدمة للنظام الصهيوني وللتآمر بشكل أوسع على إيران وسوريا ودول وشعوب المنطقة - بالإضافة إلى الضغط على القيادة الإيرانية لتغيير توجهاتها أو إسقاطها لذا فأن موقف إيران في بداية الاحتلال الأمريكي للعراق بدا متأثرا بدرجة كبيرة بسبب خوفها من ان نجاح واشنطن في العراق قد يشجع الأمريكيين على معاودة التجربة على طهران أيضا. لذلك سعى الإيرانيون الى زعزعة الوجود الأمريكي بكافة الوسائل الغير مباشرة ولضمان اغراقهم في وصول العراق كما اغرق الصينيون والسوفيت والأمريكان في وصول فيتنام من قبل .
ولا يعني هذا ان الحرب بالنيابة أو بالوكالة قد اختفت، ولكن المفارقة ان الجانب الإيراني هذه المرة استطاع تجنيد قوى عديدة للعمل على افشال المشروع بل الوجود الأمريكي برمته في العراق
تقوم هذه الرسالة على فرضية مفادها ان الصراع الأمريكي – الإيراني متواصل على الساحة العراقية وهو لن ينتهي إلا بحدوث احتمالين ، إما بانتصار احد الطرفين على ألآخر وقيامه بطرد الطرف المهزوم والاستحواذ كلياً على الساحة العراقية، و أما بقيام الجهة الوطنية العراقية القادرة على إقصاء الطرفين عن التحكم في مقدراته و إقامة علاقات متوازنة معهما في نفس الوقت.
أما إشكالية البحث فتقوم على التساؤل التالي في ضوء الصراع الأمريكي – الإيراني بدءاً من الاحتلال الأمريكي للعراق وحتى نهاية حكومة المالكي عام 2010، هل ستكون نتيجة هذا الصراع مستقبلاً لصالح إيران أم لصالح الولايات المتحدة أم ان هناك احتمالا آخر؟
المنهجية المتبعة في هذه الرسالة تدور حول:
1- المنهج التاريخي العام لاستعراض الصراع بين الطرفين خلال عمر الثورة الإيرانية قبل الاحتلال الأمريكي للعراق و بعده.
2- ومنهج إدارة الصراع لفهم آلية إدارة الصراع لدى الطرفين الأمريكي والإيراني في العراق.
نافش الطالب رسالته أمام اللجنة المكونة من الدكاترة محمد المجذوب خليل حسين جورج عرموني حيث قبلت اللجنة الرسالة ومنحت صاحبها شهادة الماجستير في العلوم السياسية بدرجة جيد جدا.
بيروت: 19/10/2011 أ.د.خليل حسين
الأوضاع العراقية بعد العام 2003 في ظل الصراع الأمريكي – الإيراني
لنيل درجة الماجستير في العلوم السياسية
يعتبر الصراع الأمريكي – الإيراني منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979 واحداً من أهم محركات السياسية الدولية بشكل عام والإقليمية بشكل خاص، وقد تعددت حلقات هذا الصراع وامتدت إلى مناطق عديدة في العالم وتنوعت إلى أكثر من ساحة في الشرق الأوسط ، تعود أهمية هذا الصراع إلى الموقع الجغرافي التي تحظى به إيران ، وكذلك بسبب تمتع إيران بالموارد الطبيعية والبشرية التي تمتلكها فضلا عن التأثير في العديد من القضايا الإقليمية والعالمية مثل امن الخليج وأزمة الشرق الأوسط والوضع في أفغانستان واسيا الوسطى وبحر قزوين ويعكس العراق نسبة مهمة من القدرة الإيرانية على التأثير ، ويمكن القول ان أي تغيير ايجابي أو سلبي في العلاقات الأمريكية- الإيرانية سينعكس تأثيره على مجمل قضايا المنطقة وعلى رأسها العراق بسبب قربه الجغرافي من إيران ولأهمية تأثيره في المصالح الإستراتيجية الأمريكية بذات الوقت ، وبما ان إيران كانت مستهدفة من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة قبل العراق أصلا وموضوعة في خانة محور الشر ، لذا فقد اصبح ينظر لها من قبل الادارة الأمريكية على انها دولة تحاول زعزعة امن المنطقة من خلال دعمها لجماعات وتنظيمات مسلحة عديدة في الشرق الأوسط ، ناهيك عن معارضتها للتسوية العربية- الإسرائيلية، وسعيها الحثيث لامتلاك أسلحة نووية . لذا فقد بدا تأثير الأحداث واضحا في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران من خلال انتهاج الإدارات الأمريكية سياسة التصعيد المستمر في تعاملها مع إيران منذ عام 1979، وقد تمثل هذا الصراع بشكل أكثر وضوحاً وحدة وخطورة في الساحة العراقية لا سيما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003 ، و بالرغم من ان العلاقات العراقية – الإيرانية ما بين الأعوام 1979 – 2003 كانت واحدة من مجالات الصراع الأمريكي – الإيراني الواضحة إلا ان الصراع بعد احتلال الأمريكي للعراق اكتسب زخماً جديداً بسبب انهيار النظام العراقي السابق و تحول الصراع من صراع بالنيابة أو بالوكالة إلى شكل مباشر و سافر بل إلى طابع عسكري في أحيان كثيرة داخل الساحة العراقية.
واتهمت القيادات الإيرانية الولايات المتحدة في احتلالها العراق بانها تعمل الى تحقيق الأطماع الاستعمارية والسيطرة على منظمة اوبيك وابتلاع مصادر المنطقة البترولية خدمة للنظام الصهيوني وللتآمر بشكل أوسع على إيران وسوريا ودول وشعوب المنطقة - بالإضافة إلى الضغط على القيادة الإيرانية لتغيير توجهاتها أو إسقاطها لذا فأن موقف إيران في بداية الاحتلال الأمريكي للعراق بدا متأثرا بدرجة كبيرة بسبب خوفها من ان نجاح واشنطن في العراق قد يشجع الأمريكيين على معاودة التجربة على طهران أيضا. لذلك سعى الإيرانيون الى زعزعة الوجود الأمريكي بكافة الوسائل الغير مباشرة ولضمان اغراقهم في وصول العراق كما اغرق الصينيون والسوفيت والأمريكان في وصول فيتنام من قبل .
ولا يعني هذا ان الحرب بالنيابة أو بالوكالة قد اختفت، ولكن المفارقة ان الجانب الإيراني هذه المرة استطاع تجنيد قوى عديدة للعمل على افشال المشروع بل الوجود الأمريكي برمته في العراق
تقوم هذه الرسالة على فرضية مفادها ان الصراع الأمريكي – الإيراني متواصل على الساحة العراقية وهو لن ينتهي إلا بحدوث احتمالين ، إما بانتصار احد الطرفين على ألآخر وقيامه بطرد الطرف المهزوم والاستحواذ كلياً على الساحة العراقية، و أما بقيام الجهة الوطنية العراقية القادرة على إقصاء الطرفين عن التحكم في مقدراته و إقامة علاقات متوازنة معهما في نفس الوقت.
أما إشكالية البحث فتقوم على التساؤل التالي في ضوء الصراع الأمريكي – الإيراني بدءاً من الاحتلال الأمريكي للعراق وحتى نهاية حكومة المالكي عام 2010، هل ستكون نتيجة هذا الصراع مستقبلاً لصالح إيران أم لصالح الولايات المتحدة أم ان هناك احتمالا آخر؟
المنهجية المتبعة في هذه الرسالة تدور حول:
1- المنهج التاريخي العام لاستعراض الصراع بين الطرفين خلال عمر الثورة الإيرانية قبل الاحتلال الأمريكي للعراق و بعده.
2- ومنهج إدارة الصراع لفهم آلية إدارة الصراع لدى الطرفين الأمريكي والإيراني في العراق.
نافش الطالب رسالته أمام اللجنة المكونة من الدكاترة محمد المجذوب خليل حسين جورج عرموني حيث قبلت اللجنة الرسالة ومنحت صاحبها شهادة الماجستير في العلوم السياسية بدرجة جيد جدا.
بيروت: 19/10/2011 أ.د.خليل حسين