الطالبة ميساء شور
السيادة في النظام العالمي الجديد
دكتوراه في الحقوق
ناقشت الطالبة ميساء شور اطروحتها امام اللجنة المكونة من الدكاترة خليل حسين ومحمد المجذوب وجورج عرموني وكمال حماد ووليد غبد الرحيم، وبعد المناقشة والمداولة منحت اللجنة درجة الدكتوراه في الحقوق بتقدير جيد جدا
السيادة في النظام العالمي الجديد
دكتوراه في الحقوق
ناقشت الطالبة ميساء شور اطروحتها امام اللجنة المكونة من الدكاترة خليل حسين ومحمد المجذوب وجورج عرموني وكمال حماد ووليد غبد الرحيم، وبعد المناقشة والمداولة منحت اللجنة درجة الدكتوراه في الحقوق بتقدير جيد جدا
أن جميع دول العالم تسعى لتحقيق التفوق
في جميع المجالات، وخاصة تلك الدول التي لها إرث تاريخي في السيطرة العالمية في
السابق. وأمثلة التاريخ عديدة، فمنذ أقدم الحضارات والدول في صراع للهيمنة
والسيطرة على الحضارات المجاورة. وفي عصرنا الحالي، نلاحظ أن جميع الدول الكبرى في
سباق للحصول على وسائل القوة، سواء القوة الاقتصادية او العسكرية والتكنولوجية.
وهذا السباق لا تحده أي حدود اخلاقية أو دينية، أو قانونية. ففي سبيل الوصول إلى القوة
أصبحت كل الوسائل مباحة، الامر الذي أدى بالتالي إلى كثرة الحروب والازمات الدولية
التي وقعت نتيجة لهذا الصراع.
إن المتأمل للوضع العالمي والمتابع
للأحداث التي تجري على الساحة الدولية، وتسلسل الاحداث المنظم تارة، والفوضوي
" بشكل منظم" تارة أخرى، يرى نظاماً يحكم هذا الوضع، ويديره وفق أهداف
وأجندات وضعها لتحقيق مصالحه وسياساته. وتدير هذا النظام العالمي مجموعة من الدول
الكبرى الفاعلة فيه، تساندها منظمات سياسية واقتصادية وثقافية وإعلامية، وتحميها
القوة العسكرية لهذه الدول. وهذه الدول هي المسيطرة على هذا النظام. وبذلك أصبح
النظام العالمي الجديد يشبه دكتاتورية عالمية تحكم العالم، ويحقق أهدافه بالمناداة
بشعارات براقة مثل (حماية حقوق الإنسان، والتخلص من أسلحة الدمار الشامل،
محاربة الإرهاب، وتحقيق العدالة، وحكم الشعوب لأنفسها). وبهذه الشعارات يتم
التدخل في شؤون الدول الداخلية، أو الاعتداء عليها، أو احتلالها، أو إثارة الفتن
فيها. وجُعلت هذه الشعارات شماعة يُعلق عليها أهدافه للضغط على كل من يخالف هذه
الأهداف، غير عابئ بمبادئ القانون الدولي ومواثيقه، وضارباً بها عرض الحائط لتنفيذ
أهدافه، وذلك بوصف بعض الأعمال بأنها نابعة من الشرعية الدولية، وباستخدام
المنظمات الدولية كأدوات مشرعنة لتصرفاته وأعماله أو لإضفاء الشرعية عليها.
فما هي، أولاً، اشكالية
الاطروحة ؟
إن
النظام العالمي يحتاج إلى تكاتف القوى الدولية في العالم كافة
لتغيير توجهاته تغييراً جذرياً، لأن هذا التغيير لو صلحت اتجاهاته، وأحسن اختيار
آلياته، كان لخير الإنسانية جمعاء، في عصر زاخر بالتحديات الأمنية والسياسية
والعسكرية والاقتصادية والأخلاقية والعلمية والتكنولوجية والإيديولوجية.
انطلاقاً مما تقدم فان إشكالية هذه الأطروحة تكمن في أن
عالم اليوم يتميز بصراع الدول الكبرى للهيمنة على النظام العالمي، وبالتالي إسقاط
كل المبادئ التي تحث على تحقيق السلام، فلو بحثنا قليلاً لوجدنا أن كل القوانين
السماوية قد أكدت على أن السلام هو الهدف الأول والأسمى في هذه القوانين. أما على
صعيد القوانين الوضعية فكل الدساتير والمواثيق الدولية تؤكد على وجوب تحقيق السلام.
إلا اننا نلاحظ العكس في التطبيقات العملية. فعالم اليوم يتميز بصراع جميع
القوى لمحاولة السيطرة على هذا النظام والاستفراد بخيرات الدول الغنية بمواردها
الطبيعية.
بناءً على ذلك
تتمحور إشكالية اطروحتنا حول النقاط التالية :
1. بيان ما هية مكونات النظام العالمي .
2. تصنيف الدول الكبرى المهيمنة على النظام
العالمي .
3. أسس العلاقات بين الدول الكبرى في
النظام العالمي .
4. الأمم المتحدة قائدة أم أداة في قيادة
النظام العالمي ؟
5. مدى احترام الدول الكبرى لمبادئ السلام
.
6. أبرز التحديات التي تواجه الدول الكبرى
لتحقيق السلام .
7. آلية إدارة الازمات في النظام العالمي .
8. حوار الحضارات والرد الطبيعي على صراع
الحضارات .
9. إستراتيجية تحقيق السلام العالمي .
وماهي، ثانياً،
أهمية الأطروحة ؟
مع تزايد دور المنظمات
ورغبة المجتمع في تحقيق توازن دولي فانه لم يعد للسيادة دور كبير، وذلك بسبب تطور
التكنولوجيا وتوسع العلاقات بين المجتمعات والدول، وفرض الصفة
"العالمية" على النظم السياسية الدولية، من هنا نشأت حالة الصراع بين
القوى الدولية وينبغي لكل حديث عن نظام عالمي أو محلي أن لا يولد في الذهن
انطباعاً بأنه رديف للالتزام بالشرعية والتطبيق المطلق للقانون، أو أنه رديف
للسلام والاستقرار والتعاون الدولي، فهذا النظام مبني على أساس القوة وعلى تفوق
الأقوى. وهذا ما يذكرنا بشريعة الغاب. ويؤكد ذلك تكاثر مظاهر العنف ومحاولات امتلاك
الأسلحة النووية في العديد من دول العالم، والخلل الكبير في أداء المنظمة الام
(منظمة الامم المتحدة) وتجاهل كل الاعراف والقوانين الدولية من قبل الدول الكبرى. وتكون
الدول الأقل قوة ضحية هذا الصراع
وماهو،
ثالثاً، هدف الأطروحة ؟
تهدف الأطروحة إلى تسليط الضوء على
الجوانب السلبية في النشاطات الدولية من خلال توضيح سياسات الدول الكبرى وكيفية
تعاملها واستغلالها للدول الاخرى ومدى هيمنتها على النظام العالمي، ومدى مقدرتها
على تحويل الباطل إلى حق. إن عالم اليوم يسير، على ما يبدو، نحو حرب عالمية ثالثة إن
لم ننتبه إلى ذلك. والدليل هو سباق التسلح المخيف، الذي يذكرنا بسباق التسلح الذي
سبق الحرب العالمية الثانية، وبالتوجه الدولي في حل المشكلات عن طريق الحروب،
متجاوزين كل القيم والاعراف الدبلوماسية في حل المشكلات الدولية
وما
هي، رابعاً، منهجية الأطروحة ؟
اتبعنا في كتابة هذه الاطروحة المنهج التاريخي المقارن في دراسة التطورات
التاريخية للنظام العالمي، ومدى تشابه واختلاف الأحداث الدولية، بالإضافة إلى
الاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي في معالجة أهم اسباب الصراع وأنواعه، ثم
المنهج المقارن في دراسة شكل النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي بين الدول
الكبرى في النظام العالمي ذات العلاقة بموضوع الأطروحة، ومحاولة إيجاد سبل لتحقيق
السلام العالمي .
وماهي،
خامساً، صعوبات البحث ؟
تبرز صعوبة الأطروحة في حداثة الموضوع الذي يتطلب توافر
المصادر الحديثة عن كل العناصر الدولية والإقليمية، والمنظمات الدولية في النظام
العالمي، وقد حاولنا الحصول على أحدث المصادر المتوافرة في المكتبات الجامعية
والأهلية، رغم صعوبة إيجادها. إضافة إلى أن الصراع الدولي يتطور وبشكل متسارع
يتطلب من الباحث العمل بشكل مستمر على رصد آليات وأنواع الصراع المختلفة التي
سنبين جزءاً كبيراً منها. ولا
ندعي العصمة من الخطأ، فالعصمة لله وحده، ولمن خصهم الله بها من عباده، ولكن ما ندعيه
هو أننا بذلنا قصارى جهدنا لإعداد هذه الأطروحة في ظروف قد تكون الأسوأ بالنسبة
إلى اهلنا في العراق، ولكن الواجب العلمي يفرض علينا تكريس الجهد والوقت لهذه
الدراسة نظراً لأهميتها في هذا الوقت، راجين أن تعود بالنفع على من يبحث في هذا
الموضوع، مبتهلين إلى الله ان يمن علينا وعلى الوطن بالتوفيق والخير والسلام في
الحياة العلمية والعملية.
سادساً، الفرضيات المقترحة ؟
لقد
تطور النظام العالمي حتى وصل اليوم إلى نظامنا العالمي الراهن، وهو "النظام
العالمي الجديد"، الذي تميز بهيمنة الولايات المتحدة الامريكية على العالم،
وتفردها بقيادته. ومع ذلك فهناك عدة فرضيات أهمها :
1. بروز العديد من الدول الكبرى لمنافسة للهيمنة
الامريكية في طليعتها الاتحاد الاوروبي، والصين، وروسيا، واليابان. وهذه الدول بدأت
تشكل قوى ضغط على الولايات المتحدة الامريكية.
2. إزدياد حدة الصراع الدولي وتوسعه،
وتنوعه، فالصراع كان في الماضي مقتصراً على الجانب العسكري، فأصبح اليوم صراعاً
أقتصادياً وثقافياً وأيديولوجياً ودينياً، وهذا ما زاد من شراسة هذا الصراع .
3. إزدياد ظاهرة التعصب الديني والطائفي
منذ بداية النظام العالمي الجديد .
4. إزدياد ظاهرة الصراع الإقتصادي، نتيجة
التنافس الكبير في مجال الصناعة .