جائزة نوبل للأمم المتحدة وأمينها العام : الحدث المضحك المبكي
د.خليل حسين
أستاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية
الاثنين : 15-10-2001
بصرف النظر عن قيمتها المعنوية والجهة التي تمنحها فان العديد من التساؤلات تطرح نفسها حول خلفية المنح والجهات التي تمنح لها عادة لا سيما في العقد الاخير من هذا الزمن الاغبر الذي لا لون له الا الخزي والعار جراء محاكمة الشعوب والامم ، ومن ثم منح من يشارك بهذه التفاصيل هذه الجائزة التي باتت الشبهات تحوم حولها ، لجهة الخلفية السياسية التي تتحكم بها .
في البداية ما هي المساهمات الجليلة التي ادتها الامم المتحدة وبخاصة امينها العام ليمنحا هذه الجائزة ، وان كانت لا تعني للكثيرين من شعوب هذه المعمورة؛ وكذلك ما هي التحديات التي قامت او ساهمت في حلها ، ان التدقيق في الامور توحي شيئا واحدا وهو مكافئة الامم المتحدة وامينها العام على الطواعية المطلقة التي تميزا بها خلال ادائهما للامور التي تريدها الولايات المتحدة ومن يقف ورائها .
ان مسلسل الازمات والصراعات اقليمية كانت اودولية على مر العصور لم تتمكن الامم المتحدة من حلها او حتى المساهمة في حلها ، والدلائل عليها كثيرة ولا تعد ولا تحصى عمليا ، والتدقيق في مجمل تفاصيل الصراعات تظهر أن الخارطة الجغرافية – السياسية لمختلف قارات العالم كانت ظاهرة للعيان وتحتاج إلى الكثير من التدخل وبخاصة من الامم المتحدة لحلها ، الا ان تهميش أوضاعها عن قصد او عن غير قصد قد ساهم في خفت الاضواء عنها واعتبارها أداة طيعة بيد القوى في الماضي والقوة المسيطرة حاليا لتنفيذ أهدافها .
ان منطق الأمور يجعل من هذه المنظمة جمعية بعيدة كل البعد عن عن المؤسسات القادرة على تحقيق اهدافها ، كما ان الاحتجاج الكلي بان الظروف التي تحيط بها هي المسبب لفشلها ، امر يجب اعادة النظر به عمليا ، صحيح ان القوى المسيطرة تلعب دورا رئيسا في توجيه اعمالها الا ان الكثير من الوقائع اثبتت ان محاولة التحرك باتجاه معاكس للرياح يمكن ان يعطي نتائج معينة ، مثال الكونت برنادوت الذي اشتغل لمصلحة القضية الفلسطينية ولو بحدود ، وكذلك بطرس غالي الذي لم يجدد له لمواقفه من مجزرة قانا .
فعلا إن الأمم المتحدة قد أدت قسطها للعلا ، كما امينها العام الذي كوفىء على مواقفه، بهذه الجائزة التي لن تخلد اسمه في كتب التاريخ مستقبلا ، بل ستظل علامات استفهام كثيرة تدور حول هذه الجائزة .
د.خليل حسين
أستاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية
الاثنين : 15-10-2001
بصرف النظر عن قيمتها المعنوية والجهة التي تمنحها فان العديد من التساؤلات تطرح نفسها حول خلفية المنح والجهات التي تمنح لها عادة لا سيما في العقد الاخير من هذا الزمن الاغبر الذي لا لون له الا الخزي والعار جراء محاكمة الشعوب والامم ، ومن ثم منح من يشارك بهذه التفاصيل هذه الجائزة التي باتت الشبهات تحوم حولها ، لجهة الخلفية السياسية التي تتحكم بها .
في البداية ما هي المساهمات الجليلة التي ادتها الامم المتحدة وبخاصة امينها العام ليمنحا هذه الجائزة ، وان كانت لا تعني للكثيرين من شعوب هذه المعمورة؛ وكذلك ما هي التحديات التي قامت او ساهمت في حلها ، ان التدقيق في الامور توحي شيئا واحدا وهو مكافئة الامم المتحدة وامينها العام على الطواعية المطلقة التي تميزا بها خلال ادائهما للامور التي تريدها الولايات المتحدة ومن يقف ورائها .
ان مسلسل الازمات والصراعات اقليمية كانت اودولية على مر العصور لم تتمكن الامم المتحدة من حلها او حتى المساهمة في حلها ، والدلائل عليها كثيرة ولا تعد ولا تحصى عمليا ، والتدقيق في مجمل تفاصيل الصراعات تظهر أن الخارطة الجغرافية – السياسية لمختلف قارات العالم كانت ظاهرة للعيان وتحتاج إلى الكثير من التدخل وبخاصة من الامم المتحدة لحلها ، الا ان تهميش أوضاعها عن قصد او عن غير قصد قد ساهم في خفت الاضواء عنها واعتبارها أداة طيعة بيد القوى في الماضي والقوة المسيطرة حاليا لتنفيذ أهدافها .
ان منطق الأمور يجعل من هذه المنظمة جمعية بعيدة كل البعد عن عن المؤسسات القادرة على تحقيق اهدافها ، كما ان الاحتجاج الكلي بان الظروف التي تحيط بها هي المسبب لفشلها ، امر يجب اعادة النظر به عمليا ، صحيح ان القوى المسيطرة تلعب دورا رئيسا في توجيه اعمالها الا ان الكثير من الوقائع اثبتت ان محاولة التحرك باتجاه معاكس للرياح يمكن ان يعطي نتائج معينة ، مثال الكونت برنادوت الذي اشتغل لمصلحة القضية الفلسطينية ولو بحدود ، وكذلك بطرس غالي الذي لم يجدد له لمواقفه من مجزرة قانا .
فعلا إن الأمم المتحدة قد أدت قسطها للعلا ، كما امينها العام الذي كوفىء على مواقفه، بهذه الجائزة التي لن تخلد اسمه في كتب التاريخ مستقبلا ، بل ستظل علامات استفهام كثيرة تدور حول هذه الجائزة .