هجوم جنبلاط وموقف لحود من ممثليه في مجلس الوزراء
أستاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية
مدير الدراسات في مجلس النواب اللبناني
الخميس : 11-1-2001
ربما يكون الهجوم الاعتيادي لكن غير المبرر من قبل جنبلاط على رئيس الجمهورية اميل لحود املى على الاخير الرد بطريقة مختلفة هذه المرة لعدة اسباب من بينها :
- لقد اتى الهجوم رغم انه اعتيادي وقد عوّد جنبلاط الكثيرين على هذا الاسلوب بعد عزلته عن الساحة السياسية منذ هجومه غير المألوف على سوريا ، الا ان هذه المرة اتى الهجوم ليتجاوز الشخص الى الموقع الذي يمثل وهو رئاسة الجمهورية ، مما حدا ببعض الموارنة الى الرد بقسوة على جنبلاط ومنهم الوزير سليمان فرنجية الذي اعتبر ان الرئاسة ليست مكسر عصا لاحد.
- ان الهجوم على الاجهزة وان كان اعتياديا من قبل جنبلاط ، الا انها تكتسب هذه المرة اطارا جديدا لجهة دعوة الرئيس الى التخلي عنها واعتبارها متراسا له كما العكس أي اعتبار الرئيس متراسا لهذه الاجهزة الامنية ، وبالتالي ان على لحود ان يميز في ادارته بعض ما للسياسة وبعض ما للعسكر في قيادة البلاد .
- وربما يكون النائب جنبلاط اختار لحود موقعا للهجوم عليه لعدة اعتبارات تتعلق بالشارع المسيحي الذي يعتبر فيها حاليا الرئيس لحود اضعف مواقعها وبالتالي سهولة التسديد عليها باقل خسائر ممكنة ، اضافة الى رجعته الى الساحة تتطلب بابا ملفتا لكي لا تكون العودة عادية وغير مستثمرة بشكل جيد ولو اعلاميا على الاقل .
- وربما يكون اتصال اللواء الركن غازي كنعان بجنبلاط قبل ايام جعل هذا الاخير يصعّد مواقفه في محاولة منه لافهام سوريا السقف الذي يود محاورتها به ، أي لقد حاول تعلية السقف لتعلية سقف التفاوض مع سوريا وهذا ما المّح اليه في احد تصريحاته باعلانه طلب موعد مع الرئيس بشار الاسد رغم احترامه كما قال لموقع كنعان في الملف اللبناني وهذا ما يثير العلاقة بين الهجوم على لحود والسقف التفاوضي مع سوريا.
وفي الواقع ، تعتبر هذه المعطيات قمة ما وصل اليه جنبلاط من هجومات استثمارية على العهد منذ انتخاب لحود فما هي خلفية الرد الذي اوحى به الرئيس لحود على جنبلاط :
- ان مجاهرة لحود للمرة الاولى بعدم التسامح مع هذه التصريحات واعتبارها لا تمسه شخصيا انما تمس الرئاسة ، انما يعني النية بالتصعيد الى مواقع لم تصلها الامور في المرات السابقة.
- ان الرد الذي اسند للحود عن ضرورة تفسير موقف ممثليه الثلاثة في مجلس الوزراء من مواقف جنبلاط امر هجومي متقدم وهو يلامس الدعوة العلنية للاستقالة من المجلس ، فربما تكون الدعوة لتفسير الموقف امر طبيعي الا ان الدعوة للاستقالة وان كانت منطقية في حال تطابق المواقف بين الوزراء الثلاثة مع مواقف جنبلاط وهو امر اكيد ، تعتبر دعوة غير دستورية لجهة القنوات التي يفترض سلوكها ، وهو من الناحية الدستورية امر متاح عبر امكانية توجيه رسالة الى المجلس النيابي حول ما يعتمره من افكار في هذا الخصوص وللمجلس ان يقرر ما اذا كان يود سحب الثقة من الوزراء ام لا .
- ان طلب الرئيس لحود من الرئيس رفيق الحريري معالجة الموضوع لهو امر طبيعي الا انه يلوح لمشروع اهتزاز علاقة بين الحريري من جهة وجنبلاط من جهة اخرى رغم ان الحريري كان واضحا منذ البداية من انه غير ملزم البتة بمواقف جنبلاط تجاه سوريا اوغيرها ، وبالتالي ان تدخل الحريري بصرف النظر عن نتائجه لا يحمله أي مسؤولية.
- ربما تكون زيارة الرئيس الحريري الى سوريا واجتماعه بالرئيس بشار الاسد قد اعطى انطباعا تشاؤميا لهذا الملف لجهة ان الخط الذي فتح لجنبلاط على سوريا مؤخرا ربما سيتأثر بتصاريحة الاخيرة ، سيما وان المعلومات تشير الى انزعاج القيادة السورية من هجوم جنبلاط على لحود وربما تكون زيارة عبد الحليم خدام وغازي كنعان الى قصر بعبدا هي في اطار حلحلة ما يمكن من حلحلة في الاوضاع المستجدة .
ومهما يكن من امر فان ما حدث سيؤسس لمنهج جديد سوف يعتمده على ما يبدو الرئيس لحود أي الانتقال من مرحلة الدفاع الى موقع الهجوم الامر الذي سيشهدنا صورا ساخنة في المستقبل القريب .
أستاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية
مدير الدراسات في مجلس النواب اللبناني
الخميس : 11-1-2001
ربما يكون الهجوم الاعتيادي لكن غير المبرر من قبل جنبلاط على رئيس الجمهورية اميل لحود املى على الاخير الرد بطريقة مختلفة هذه المرة لعدة اسباب من بينها :
- لقد اتى الهجوم رغم انه اعتيادي وقد عوّد جنبلاط الكثيرين على هذا الاسلوب بعد عزلته عن الساحة السياسية منذ هجومه غير المألوف على سوريا ، الا ان هذه المرة اتى الهجوم ليتجاوز الشخص الى الموقع الذي يمثل وهو رئاسة الجمهورية ، مما حدا ببعض الموارنة الى الرد بقسوة على جنبلاط ومنهم الوزير سليمان فرنجية الذي اعتبر ان الرئاسة ليست مكسر عصا لاحد.
- ان الهجوم على الاجهزة وان كان اعتياديا من قبل جنبلاط ، الا انها تكتسب هذه المرة اطارا جديدا لجهة دعوة الرئيس الى التخلي عنها واعتبارها متراسا له كما العكس أي اعتبار الرئيس متراسا لهذه الاجهزة الامنية ، وبالتالي ان على لحود ان يميز في ادارته بعض ما للسياسة وبعض ما للعسكر في قيادة البلاد .
- وربما يكون النائب جنبلاط اختار لحود موقعا للهجوم عليه لعدة اعتبارات تتعلق بالشارع المسيحي الذي يعتبر فيها حاليا الرئيس لحود اضعف مواقعها وبالتالي سهولة التسديد عليها باقل خسائر ممكنة ، اضافة الى رجعته الى الساحة تتطلب بابا ملفتا لكي لا تكون العودة عادية وغير مستثمرة بشكل جيد ولو اعلاميا على الاقل .
- وربما يكون اتصال اللواء الركن غازي كنعان بجنبلاط قبل ايام جعل هذا الاخير يصعّد مواقفه في محاولة منه لافهام سوريا السقف الذي يود محاورتها به ، أي لقد حاول تعلية السقف لتعلية سقف التفاوض مع سوريا وهذا ما المّح اليه في احد تصريحاته باعلانه طلب موعد مع الرئيس بشار الاسد رغم احترامه كما قال لموقع كنعان في الملف اللبناني وهذا ما يثير العلاقة بين الهجوم على لحود والسقف التفاوضي مع سوريا.
وفي الواقع ، تعتبر هذه المعطيات قمة ما وصل اليه جنبلاط من هجومات استثمارية على العهد منذ انتخاب لحود فما هي خلفية الرد الذي اوحى به الرئيس لحود على جنبلاط :
- ان مجاهرة لحود للمرة الاولى بعدم التسامح مع هذه التصريحات واعتبارها لا تمسه شخصيا انما تمس الرئاسة ، انما يعني النية بالتصعيد الى مواقع لم تصلها الامور في المرات السابقة.
- ان الرد الذي اسند للحود عن ضرورة تفسير موقف ممثليه الثلاثة في مجلس الوزراء من مواقف جنبلاط امر هجومي متقدم وهو يلامس الدعوة العلنية للاستقالة من المجلس ، فربما تكون الدعوة لتفسير الموقف امر طبيعي الا ان الدعوة للاستقالة وان كانت منطقية في حال تطابق المواقف بين الوزراء الثلاثة مع مواقف جنبلاط وهو امر اكيد ، تعتبر دعوة غير دستورية لجهة القنوات التي يفترض سلوكها ، وهو من الناحية الدستورية امر متاح عبر امكانية توجيه رسالة الى المجلس النيابي حول ما يعتمره من افكار في هذا الخصوص وللمجلس ان يقرر ما اذا كان يود سحب الثقة من الوزراء ام لا .
- ان طلب الرئيس لحود من الرئيس رفيق الحريري معالجة الموضوع لهو امر طبيعي الا انه يلوح لمشروع اهتزاز علاقة بين الحريري من جهة وجنبلاط من جهة اخرى رغم ان الحريري كان واضحا منذ البداية من انه غير ملزم البتة بمواقف جنبلاط تجاه سوريا اوغيرها ، وبالتالي ان تدخل الحريري بصرف النظر عن نتائجه لا يحمله أي مسؤولية.
- ربما تكون زيارة الرئيس الحريري الى سوريا واجتماعه بالرئيس بشار الاسد قد اعطى انطباعا تشاؤميا لهذا الملف لجهة ان الخط الذي فتح لجنبلاط على سوريا مؤخرا ربما سيتأثر بتصاريحة الاخيرة ، سيما وان المعلومات تشير الى انزعاج القيادة السورية من هجوم جنبلاط على لحود وربما تكون زيارة عبد الحليم خدام وغازي كنعان الى قصر بعبدا هي في اطار حلحلة ما يمكن من حلحلة في الاوضاع المستجدة .
ومهما يكن من امر فان ما حدث سيؤسس لمنهج جديد سوف يعتمده على ما يبدو الرئيس لحود أي الانتقال من مرحلة الدفاع الى موقع الهجوم الامر الذي سيشهدنا صورا ساخنة في المستقبل القريب .