07‏/07‏/2012

بشير الجبوري / انتهاكات حقوق الإنسان في العراق في ظل الاحتلال

اسم الطالب : بشير الجبوري
موضوع الرسالة:انتهاكات حقوق الإنسان في العراق في ظل الاحتلال
الشهادة : الماجستير في الحقوق
تاريخ المناقشة: 4/7/2012 
رغم تأكيد المبادئ الخاصة بحقوق الإنسان من الأمم المتحدة وصدور الاتفاقيات والمعاهدات الدولية الهادفة إلى الحفاظ على حقوق الإنسان، فان تلك المبادئ ظلت محصورة في المجال النظري ، ولم تأخذ بعين الاعتبار إطلاقا عند احتلال الولايات المتحدة الأمريكية للعراق، الذي شكل انتهاكاً واضحاً لكل المعايير الدولية لحقوق الإنسان، وخرقاً صارخاً لقواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني. ومن هنا برزت المسؤولية الدولية للولايات المتحدة الأمريكية وضرورة محاكمة مجرميها لما ارتكبوه من جرائم بحق الشعب العراقي ضاربين كل الأعراف والقوانين الدولية بعرض الحائط.
حاول الطالب في هذه الدراسة تسليط الضوء على الخروق والانتهاكات الأمريكية في حربها على العراق، باعتبار الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الأولى التي فكرت وروجت وحشدت جيوشها للغزو، وكان لها الدور الأكبر في جميع العمليات التي حدثت في العراق، نظراً لحجم قواتها، وضخامة دعمها المالي، ومكانتها العالمية.
لقد انتهكت الولايات المتحدة الأمريكية سيادة الدولة العراقية، بعد ان حولت البلد إلى تجمعات متناحرة متقاتلة فيما بينها في جو من الطائفية بكل أشكالها لخدمة أهداف المحتل وإسرائيل عبر مخططها بإضعاف العراق وإنهاء دوره الإقليمي والعالمي لأنه يمثل السد المتين بوجه الصهيونية العالمية.
وحلت سلطة الاحتلال محل جميع السلطات الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية)، فألغت قوانين كانت سارية، وسّنت قوانين أخرى تتماشى مع مصالحها ومطامعها في هذا البلد، ثم حلت محل السلطة التنفيذية، عندما حلت الجيش العراقي بكامله وحلت معه بعض الأجهزة والهيئات العسكرية الأخرى لتعم الفوضى في البلاد وتصبح الحدود مفتوحة. وبذلك يصبح العراق ساحة للصراع وتصفية الحسابات وتنفيذ الخطط الإجرامية. وغيرت التنظيم القضائي بإنشاء محاكم جديدة وإلغاء محاكم أخرى، وتدخلت في شؤون القضاء، مما افقده استقلاليته.
ولم تكف الولايات المتحدة الأمريكية باستباحة دماء العراقيين، بل نهبت موارد العراق الطبيعية، وأولها النفط، الذي حرصت عليه منذ دخولها إلى العراق. ونتج من تلك الانتهاكات حصول العراق على المراتب المتقدمة في الفساد الإداري. ومع كل ذلك استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية كل أنواع الأسلحة الفتاكة، خاصة الكيماوية منها والقنابل العنقودية المحرمة دولياً، ليكون الإنسان العراقي حقل تجارب لهذه الأسلحة التي تم إلقاؤها على المدنيين العزل، بالإضافة إلى أعمال القتل العمد من قبل سلطة الاحتلال والشركات الأمنية التي أتى بها المحتل، وأعمال الاعتقال ومداهمة المنازل وسرقة محتوياتها، ووضع المعتقلين في سجون انفرادية أو جماعية لمدة طويلة، بدون أي محاكمة مع تعذيبهم بشتى طرق التعذيب. وسجن ابو غريب شاهدٌ على ذلك، فقد ارتكب الجنود الأمريكيون في داخله العنف ضد النساء العراقيات وضد الأطفال الذين لم تحمهم المواثيق الدولية من بطش سلطات الاحتلال.
ان الآثار والممتلكات الثقافية العراقية لم تسلم من التدمير فقد كانت عرضه للسلب والنهب اللصوص لها أمام أنظار قوات الاحتلال. لقد تّخلت الولايات المتحدة الأمريكية عن التزاماتها بالمواثيق الدولية لحمايتها. وكذلك جعلت بعض المواقع الأثرية قواعد لقواتها، وأبرزها موقع آثار بابل. ونتج من هذه الأوضاع المأساوية انتشار الأوبئة والأمراض في مختلف مدن العراق بعد ان قُتل أو هجّر أو صفي الكثير من الأطباء والعلماء العراقيين.
ان المشكلة التي انطلقت منها هذه الدراسة هي كيفية مقاضاة أفراد قوات الاحتلال عن جرائمهم المرتكبة في العراق. وتأتي أهمية هذه الدراسة بتبيان قسم كبير من الانتهاكات التي ارتكبت، والبحث عن الوسائل والآليات القانونية التي يمكن ان يستخدمها العراقيون لمقاضاة مرتكبي الجرائم، من جنود الولايات المتحدة الأمريكية أو الدول التي شاركتها في غزو العراق، مما يؤدي بالنتيجة إلى تحقيق العدالة وتطبيق القانون الدولي.
وتبين الدراسة موقف مجلس الأمن من القضية العراقية ومواقفه من القضايا الدولية المشابهة للحالة العراقية، عندما تدخل في حل هذه القضايا، سواء بصورة مباشرة بقرارات أصدرها وشكل بموجبها محاكم دولية جنائية مؤقتة خاصة، كما حصل في يوغوسلافيا ورواندا، أم عن طريق محاكم أخرى سميت بالمحاكم الدولية الخاصة، كما حدث في سيراليون ولبنان.
وقد قسم الطالب الدراسة إلى فصل تمهيدي وفصلين:ففي الفصل التمهيدي تناول بالشرح أهمية حقوق الإنسان والاهتمام العالمي بها، مع ذكر أهم المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تعنى بها وكيفية إدخالها في الدساتير والتشريعات وكيفية معاقبة المنتهكين لها.وفي الفصل الأول درسنا نشأة القانون الدولي لحقوق الإنسان وتطوره ومصادره، مع تمييزه عن القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي الجنائي. وفي الفصل الثاني ركز على الأفعال التي ارتكبتها القوات الأمريكية، سواءً كانت قانونية أم مادية، فضلا عن دراسة آليات المحاسبة والمقاضاة أمام الهيئات الدولية، سواء عن طريق الجهات الرئيسية والثانوية أم عن طريق الهيئات القضائية الدولية والإقليمية الأخرى.
ناقش الطالب بشير الجبوري رسالته بتاريخ 4/4/2012" انتهاكات حقوق الإنسان في العراق في ظل الاحتلال" اما اللجنة المكونة من الدكاترة محمد المجذوب وجورج عرموني وخليل حسين ووليد عبد الرحيم ،حيث قبلت اللجنة الرسالة ومنحت صاحبها شهادة الماجستير في الحقوق بدرجة جيد جدا.

بيروت: 4/7/2012 أ.د.خليل حسين