30‏/06‏/2012

حسن ناصر عبد الحسين / الماجستير في العلاقات الدولية والدبلوماسية

اسم الطالب : حسن ناصر عبد الحسين

موضوع الرسالة : الدبلوماسية الوقائية لحل اللازمات الدولية:الأزمة العراقية نموذجا"
الشهادة: الماجستير في العلاقات الدولية والدبلوماسية
تاريخ المناقشة:  25/6/2012
الدرجة الممنوحة : جيد جدا 

ان النطاق الذي تتحرك فيه الدبلوماسية الوقائية هو نطاق الأزمة، وبدايات الأزمة يكون التوتر والخلافات بين الدول، فتسعى المنظمات الدولية والإقليمية ومنها الأمم المتحدة باعتبارها الرائدة في هذا المجال ، إلى محاولة إجهاض الأزمة ومنع وقوعها، أما الأزمات التي لم تتمكن من إجهاضها ومنع حدوثها، فالأمم المتحدة تقوم بمحاولة منع تصاعدها حتى لا تهدد السلم والأمن الدوليين، ثم بعد ذلك تقوم بمحاولة احتوائها وتخفيف آثارها وبناء السلام وعودة الأمور إلى نصابها، عبر استعمال الدبلوماسية الوقائية.
ثمة دور بارز للمنظمات الإقليمية في توسيع نطاق الدبلوماسية الوقائية بهدف حلِّ الأزمات الدولية بالطرق السلمية. فكانت جامعة الدول العربية من أهم المنظمات الإقليمية التي اعتمدت الدبلوماسية الوقائية لتسوية العديد من الأزمات العربية - العربية والعربية – غير العربية.
إن الفلسفة التي تنطلق منها الدبلوماسية الوقائية لحل الأزمات الدولية بالطرق السلمية، هي ذات الفلسفة والمنطلقات التي تدعو إليها المدرسة المثالية لجهة ضرورة إحلال السلام في العلاقات الدولية وفض المنازعات بالطرق السلمية.
لقد كانت حرب الخليج الثانية معياراً حقيقياً لاكتشاف مدى قدرة الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية في منع حدوث هذه الأزمة وإجهاضها أو منع تصاعدها.
لقد وضعت أزمة احتلال الكويت، الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية أمام امتحان صعب وتحدٍ حقيقي، عندما أخفقت هاتين المنظمتين في منع حدوث الأزمة، ولم تتمكنا من منع تصاعدها، كما شاركت ظروف دولية عديدة في إخفاق الأمم المتحدة في منع حرب الخليج الثانية، فما هي تلك الظروف الدولية التي حالت دون تمكين الأمم المتحدة من حل الأزمة؟ وما هي أهم المعوقات التي واجهت الأمم المتحدة لتسوية تلك الأزمة؟كما كانت هناك آثار وتداعيات كبيرة لأزمة الخليج الثانية على الوطن العربي والعالم أجمع، فما هي أهم تلك الآثار والتداعيات على الدول العربية؟
لقد حاولت الأمم المتحدة فيما بعد لعب دور احتواء الأزمة العراقية وبناء السلام ومنع عودة الصراع العسكري وتخفيف آثار وتداعيات تلك الأزمة على الشعب العراقي والكويتي، بإصدارها عدد من القرارات والمساهمة في تنفيذها، بالرغم من هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على المنظمة الدولية، فما هي تلك القرارات والاتفاقيات التي ساهمت الأمم المتحدة في تنفيذها لتخفيف آثار وتداعيات الأزمة على الشعبين العراقي والكويتي؟
من وظائف ومهام الأمم المتحدة الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وحل النزاعات الدولية بالطرق السلمية عبر استخدام الدبلوماسية الوقائية التي تعتبر تطبيقا لنظام الأمن الجماعي.
إن فرضية الدراسة تحاول تأكيد أهمية الدور الذي تلعبه الدبلوماسية الوقائية في حل الأزمات الدولية قبل تصاعدها وتحجيم آثارها بغية احتوائها ومنع انتشارها في حالة تحوّل الأزمة إلى صراع، سواءً على المستوى الإقليمي أو الدولي، وصولاً إلى تسويتها بالطرق السلمية للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
تهدف الدراسة إلى معالجة المعوقات التي تواجه تحقيق أهداف الدبلوماسية الوقائية لحل الأزمات الدولية، ومحاولة إبراز المعوقات التي تعترض طريق استعمال الدبلوماسية الوقائية من قبل المنظمات الدولية أو الإقليمية، ثم معالجة ردّات الفعل المختلفة التي أحدثتها تلك المعوقات، بهدف السيطرة عليها والتخلص منها.
تم الاعتماد في هذه الدراسة على المنهج التاريخي في ذكر الأزمات الدولية، ثم المنهج التحليلي لدراسة وتحليل المهام التي قامت بها الأمم المتحدة في استخدامها للدبلوماسية الوقائية لتسوية الأزمات الدولية، وكذلك المنهج المقارن لتوضيح الفروق بين إيجابيات وسلبيات الوسائل المتبعة في تسوية النزاعات الدولية.
تألفت الدراسة من فصل تمهيدي تناول مفهوم الدبلوماسية الوقائية ثم الأهداف والممارسة كما تضمن لمحة عن آثار الأزمات الدولية في تعكير صفو العلاقات الدولية وتهديد الأمن والسلام في العالم.أما الفصل الأول فقد تناول مهام الدبلوماسية الوقائية على الصعيدين الدولي والإقليمي في حل الأزمات الدولية وتضمن مبحثين.تناول المبحث الأول محاولة إجهاض الأزمات الدولية قبل نشوب الصراع من خلال استعمال الوسائل ذات الطابع الاختياري ثم استعمال الوسائل ذات النتائج الملزمة لأطراف النزاع أما المبحث الثاني، فقد تناول إسهام المنظمات الإقليمية في تعزيز دور الدبلوماسية الوقائية، وتم اتخاذ جامعة الدول العربية كنموذج للمنظمات الإقليمية في معالجة أسباب النزاعات الإقليمية.أما الفصل الثاني، فتناول موضوع الدبلوماسية الوقائية للأمم المتحدة ودورها في حل الأزمة العراقية، وهذا الفصل انقسم إلى مبحثين أيضاً، المبحث الأول: خصص للأزمة العراقية في حرب الخليج الثانية، حيث تم ذكر خلفياتها وأسبابها المعلنة، وتداعياتها على الدول العربية.أما المبحث الثاني من هذا الفصل فقد تناول الدبلوماسية الوقائية للأمم المتحدة بغية احتواء الأزمة، كما تضمّن قرارات الأمم المتحدة في هذا المجال، لبناء السلام بعد وقف إطلاق النار ولمنع عودة الصراع العسكري، إضافة إلى موضوع نشر قوات للأمم المتحدة في إطار حفظ السلام.
ناقش الطالب حسن ناصر عبد الحسين رسالته المعنّونة " الدبلوماسية الوقائية لحل اللازمات الدولية:الأزمة العراقية نموذجا"، بتاريخ 25/6/2012 ،أمام اللجنة المكونة من الدكاترة محمد المجذوب وخليل حسين وجورج عرموني ووليد عبد الرحيم، حيث قبلت اللجنة الرسالة ومنحت صاحبها شهادة الماجستير في العلوم السياسية تخصص العلاقات الدولية والدبلوماسية، بدرجة جيد .
بيروت: 25/6/2012 أ.د.خليل حسين