29‏/10‏/2009

توصيف مقرر قضايا دولية

توصيف مقرر قضايا دولية
جامعة بيروت العربية
كلية الحقوق والعلوم السياسية
المرحلة : تمهيدي دكتوراه
أ.د.خليل حسين

تعتبر العلاقات الدولية من العلوم المعقدة والمتشعبة والمتداخلة ،وبالتالي إن اختيار قضايا معينة لدراستها دون قضايا أخرى يرتبط بأولويات وأهداف فكرية ونظرية واعتبارات علمية وأكاديمية. وعلى الرغم من أن هذا المخطط يهدف إلى صياغة تصوّر فيه قدر من الاستمرارية حول هذه الأولويات والأهداف والاعتبارات، إلا أنه ينطلق من وعي كامل بأن العلاقات الدولية تتغيّر وتتبدل بشكل دائم ومتسارع، وأنَّ ذات القضية تأخذ صورا وأشكالا وأحيانا أشكالا ومضامين مختلفة ومتنوعة ، وأنَّ التحوّلات والتغيّرات في العلاقات الدولية لا تأتي دائما بما هو مألوف أو متوقع.
لذلك، ظلَّ المبدأ الناظم لهذا المخطط هو مبدأ طرح قضايا، وليس طرح مشكلات، بهدف المرونة وإمكانية استيعاب مشكلات جديدة تطرأ على واقع دولي سريع التغيّر، واستيعاب مشكلات متنوعة من واقع دولي شديد التعقيد والتركيب.
أولا: أهداف المقرر
تتحدد أهداف المقرر انطلاقا من عدة اعتبارات:
1. أن المقرر يعتبر أحد المقررات النهائية التي يدرسها الطالب قبل اختتامه لدراساته العليا وقبل البدء في تحضير أطروحة الدكتوراه.وبالتالي يصبح أحد أهداف المقرر إطلاع الطالب على أهم مجريات الساحة الدولية، وتمكينه من تكوين رأي شخصي حول هذه المجريات ،على تنوع مجالات العمل المحتملة ما بين البحثي والسياسي والدبلوماسي والإعلامي والأكاديمي وغيرها.
2. أنَّ المادة تخاطب بيئة على درجة عالية من الإدراك والإلمام بقضايا وموضوعات ومسائل هذا العلم.وبالتالي يصبح أحد أهداف المقرر الانطلاق من داخل الإطار النظري لعلم العلاقات الدولية نحو "تنظيم عملية تفكير الطالب" في هذه القضايا وغيرها من قضايا العلاقات الدولية؛ بالاستناد إلى الأطر النظرية التي اطلع عليها سابقا. كما يتم إطلاع الطالب على القضية وتحليلاتها المختلفة وتفسيراتها واستدعاء مداخل نظرية متنوعة للتعامل معها، وعرضه على آراء مختلفة ومتضادة حول هذه القضايا بهدف التخلص من الأفكار والمواقف المسبقة في الطرح والتنميط في التحليل اللذين يشوبان التناول غير الأكاديمي للقضايا المختلفة. .
3. إنَّ لهذا المقرر أهدافه العملية لجهة التنشئة السياسية والمعرفية للطالب، والتي يفترض فيها أن تستجيب لاحتياجات بناء وإعادة بناء كل من المجتمع والدولة والأمة والمجتمع الدولي. وهو العنصر الثابت الذي يحكم اختيار القضايا في بيئة دولية شديدة التغيّر.

ثانيا : النتائج المستهدفة
يمكن حصرها في نقطتين أساسيتين:
1. تتعلق بالمعرفة والاستيعاب حيث ينتظر من الطالب أن:
-يتعرف على أهم القضايا الدولية المعاصرة محل الدراسة.
-إدراك تعدد أبعاد القضايا الدولية بين العسكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
- إدراك تعدد مستويات القضايا الدولية المعاصرة ما بين وطني-محلي، وإقليمي وعالمي، وإدراك طبيعة التداخل بين هذه المستويات.
- تطوير رؤية تحليلية ونقدية بشأن هذه القضايا .
- التفكير في بدائل التعامل مع هذه القضايا وطنيا وإقليميا وعالميا.
2. النقطة الثانية تتعلق باكتساب المهارات:
- تطوير مهارات التفكير النقدي والتحليل المقارن.
- تطوير مهارات الملاحظة.

ثالثا: طرق التدريس
بما أنَّ الفئة المستهدفة لهذا المقرر قد قطعت شوطا كبيرا في مراحل التعلم،فالأفضل الابتعاد عن أسلوب التلقين في إعطاء المحاضرات،لذا سيتم إتباع طرق تعتمد على عمل الطالي وحثه على ابتداع أسليب المعرفة واستعمالاتها وفقا للتالي:
- تكليف كل طالب بعدة عناوين للقضايا المحددة سلفا،على أن يلتزم بتحضير معلوماتها والاستعداد لعرضها في الصف ومناقشتها.
- في نفس الوقت يكون باقي الطلاب مسؤولون أيضا عن تحضير القضية المعروضة وان بنسب أقل.
- يعطي أستاذ المقرر شرحا وافيا لمخطط القضية في بداية المحاضرة،خلال ساعة من الزمن،ثم يبدأ الطالب بعرض ما توفر له من معلومات خلال بحثه،ومن ثم تجرى المناقشات بين الطلاب حول القضية المعروضة.

رابعا: القضايا والتوصيف
1. الصراعات الدولية
تعرض الندوة من خلال التعرّف على الخلفيات والإبعاد التي تؤدي إلى الصراعات الدولية، وكيف ولماذا تتصارع الدول والتكتلات.إضافة إلى أنواعها ووسائلها وحتى بدائلها غير العسكرية،وصولا إلى التساؤل هل أن الصراعات هي حتمية أم لا؟.
2. الإرهاب الدولي:
يتم التركيز على جذور العنف والأعمال الإرهابية،ومن ثم إلقاء الضوء على الاتجاهات المختلفة لتعريف الإرهاب، إضافة إلى التمييز بين عمليات الإرهاب وغيرها من الأعمال المشروعة في إطار القانون الدولي ،علاوة على التركيز على عوامل انتشار الإرهاب وأشكاله. ومن ثم وسائل مكافحته.
3. القوة والأحلاف الدولية
تركز الندوة على التعريف بالقوة وعناصرها ووسائلها واستخداماتها وجدودها،وعلاقتها في تركيب وتنظيم الأحلاف الدولية وأهدافها.مع التركيز على بعض النماذج في مجال العلاقات الدولية ومنظماتها الإقليمية المتنوعة.
4. الأصولية
عبر التركيز على خلفياتها وإبعادها، والتعرّف على الأصوليات التي اشتهرت عبر التاريخ، قديمها وحديثها وصولا إلى المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية. وانعكاساتها على العلاقات الاجتماعية ومؤسسات الدول وبالتالي على العلاقات الدولية.
5. حوار الحضارات
إلقاء الضوء على الحضارات وخصائصها ومقاربتها بالثقافات، كما التعريف بالحضارات التي سادت وبادت، ومن ثم طرح الإشكاليات من طرح موضوع الحوار وجدواه، وبخاصة بعد أحداث 11 أيلول وما تلاها.
6. حقوق الإنسان
رسم صورة متعددة الأبعاد لقضية حقوق الإنسان: فيتم التطرق لحقوق الإنسان في بعدها القانوني كما تجسده الوثائق الدولية ما بين إشارة إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وإشارة إلى العهدين الدوليين الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والاتفاقيات اللاحقة عليهما، وإشارة خاصة إلى حالة المحكمة الجنائية الدولية، خصوصيتها في سياق تطور التنظيم القانوني الدولي لحقوق الإنسان، وأهم التحفظات على ميثاق هذه المحكمة ،علاوة على مجلس حقوق الإنسان التابع للجمعية العامة لأمم المتحدة.
7. البيئة
ويهتم المقرر بالتعريف بالاتهامات المتبادلة بين دول الشمال والجنوب حول المسؤولية عن المشاكل البيئية، وتناول حدود مسؤولية الأطراف المختلفة عن التصدي للمشكلات البيئية العالمية وطبيعة التعاون المنشود بينها من خلال التعريف بمفاهيم التغيّر المناخي والاحتباس الحراري، والتنوّع البيولوجي، ومصادر الطاقة البديلة، وأهم المؤتمرات العالمية التي تصدت لمشاكل البيئة.
8. العدالة الدولية
من خلال التركيز على الجرائم الدولية ومحاكمها في القانون الدولي الجنائي،مع التركيز على المحكمة الجنائية الدولية وبعض القضايا المطروحة أمامها.علاوة على إلقاء الضوء على ازدواجية المعايير الدولية في التعاطي مع القضايا المتشابهة.
9. الأزمة المالية العالمية
تتم الإشارة إلى الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، مسبباتها وسبل إدارتها في ضوء أفكار قديمة- جديدة حول الحاجة للإصلاح المؤسسي السياسي والاقتصادي والمالي الدولي، مع رصد لأهم أسباب تعثر مشاريع إصلاح مؤسسات النظام الدولي، وكذلك تأثيرات الأزمات على مستقبل النظام العالمي وبنية النظام الدولي.
10. التسلح
عبر إشارات سريعة إلى كل من اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية والاتفاقيات الخاصة بحظر استخدام وتطوير الأسلحة الكيميائية والأسلحة البيولوجية، والمعالم الأساسية لهذه الاتفاقيات، والاختلافات بينها، وأوجه القصور التي تشوبها وتعيق فاعليتها على مستوى الممارسة. كذلك الإشارة إلى الاتفاقية الخاصة بالصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية. باعتبار أن هذه الاتفاقيات هي بمثابة الإطار القانوني العام الذي يفترض أن يضبط انتشار أسلحة الدمار الشامل ومن ثم يمكن من خلال دراستها إدراك حجم الفجوة بين واقع قضية انتشار أسلحة الدمار الشامل، وبين الآليات القانونية المتاحة لضبط / منع هذا الانتشار، كما يمكن إدراك طبيعة التحوّل الذي لحق بهذه القضية في ظلِّ تحولات توازنات القوى الدولية وتحوّل هيكل النظام الدولي، وكيف تمَّ الانتقال من نظام الضبط / المنع في ظلِّ الثنائية القطبية إلى نظام جديد في ظلِّ ما بعد الحرب الباردة. وتتم الإحالة إلى أنماط متنوعة من النماذج مثل نموذج العراق،وكوريا الشمالية،وإيران، نموذج الهند وباكستان، وإسرائيل.
11. السيادة
عبر التطرق إلى الجانب القانوني وبخاصة في إطار القانون الدولي العام ،وكيف تحوّل التدخل في الشؤون الداخلية للدول تحت مسميات وظروف مختلفة شكلا من أشكال القضاء على سيادات الدول،وطرح نماذج عملية لذلك.
12. الهجرة غير الشرعية
التعرف على ظاهرة الهجرة ودلالاتها،والتدقيق في أسبابها وأبعادها، وكيفية مواجهتها ،لا سيما النموذج الأوروبي في هذا المجال.



أ.د. خليل حسين

بيروت:27/10/2009