تحديات قمة
المناخ 2021
د.خليل حسين
رئيس قسم
العلاقات الدولية والدبلوماسية في الجامعة اللبنانية
26-10-2021
قبل ست سنوات وفي قمة مؤتمر باريس
2015 للمناخ ، وضع قادة القمة انفسهم امام
تحديات عالية السقف ؛ واليوم يعيد مؤتمر غلاسيكو للقمة السادسة والعشرين في
اسكوتلندا(COP26) ، بين 31 أكتوبر/ تشرين الأول و12 نوفمبر/ تشرين الثاني ، وضع تصورات طموحة وعالية السقف، تصل الى صفر
انبعاث في منتصف القرن، في وقت تظهر
العديد من التقارير ذات المصداقية العالية، صعوبة تحقيق هذه الطموحات في ظل الظروف
القائمة وتواضع التقديمات لتحفيز آليات التنفيذ التي تتطلب موازنات فلكية ، إضافة
الى تنازلات وفهم أكثر واقعي من الدول الغنية تجاه ما يجب تقديمة
للمجتمع الدولي بهدف تأمين الحد الأدنى للاستمرار المقبول.
ويحظى كوب 26 باهتمام عالمي لافت، من قبل
الدول المتقدمة واالنامية ، حيث اخذت ترصد ميزانيات مالية واعدة من أجل صفر انبعاثات، فثمة 131
دولة حددت أو تفكر في وضع هدف خفض الانبعاثات إلى صافي صفري بحلول منتصف القرن
وفقاً للأمم المتحدة .
وعلى الرغم من ان صفر انبعاث يعتبر هدفا
طويل الأمد، فإن تخفيضات الانبعاثات بخاصةً من قبل أكبر مصادر انبعاثات الغازات
الدفيئة، تعتبر امرا لازما وضروريا في السنوات الخمس إلى العشر المقبلة بهدف
الحفاظ على الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية لتأمين شروط وحماية المناخ الصالح
لاستمرار البشرية .
وقد قدمت أكثر من 80 دولة حاليا خطط عمل
وطنية محدثة وفقا لاتفاقية باريس ، فلا تزال
التخفيضات المجمعة للانبعاثات المخطط لها بحلول العام 2030 متواضعة وأقل بكثير من مستوى الطموح المطلوب
لتحقيق هدف 1.5 درجة مئوية . ففي لغة الأرقام تسهم عشرة دول في انبعاثات غازات
الاحتباس الحراري بنسبة تتجاوز ثلثي الانبعاثات العالمية ؛ وتأتي في طليعة هذه
الدول الصين والولايات المتحدة، يليهم الاتحاد الأوروبي، والهند، وروسيا،
واليابان، والبرازيل، وإندونيسيا، وإيران، وكندا وفقا لمعهد الموارد العالمية ،
وتعتبر الدول الثلاثة الأولى الأكثر مساهمة في تصدير انبعاثات غازات الاحتباس
الحراري بنسبة 46% عالميا، بمعدل يفوق 16 مرة الـ 100 دولة الأقل تصديرا للانبعاثات، وتسهم المائة
دولة فقط بنسبة 3% في تصدير مجمل الانبعاثات.
ففي مؤتمر الأطراف المشاركة في الاتفاقية
الإطارية 21 بمؤتمر باريس ، تم تحديد الأهداف الرئيسة لتفادي تداعيات وكوارث تغير
المناخ، وتعهد جميع الموقعين على تخفيض
انبعاث الغازات الدفيئة ، وزيادة إنتاج الطاقة المتجددة ، والحفاظ على ارتفاع درجة
الحرارة العالمية إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين مع وضع هدف التوصل إلى 1.5 درجة
مئوية أي (2.7 فهرنهايت) ، إضافة الى الالتزام بمساعدة الدول النامية على التعامل
مع تأثير تغير المناخ عبر مليارات الدولارات ، كما تم الاتفاق على إجراء مراجعة عامة
كل خمس سنوات. الا ان مراجعة العام 2020، لم تحصل بسبب تفشي فيروس كورونا، اذ أُجلت
إلى العام الحالي 2021 في غلاسكو.
ان عدم تحقيق أهداف قمة باريس، سيصبح الوصول
الى صفر انبعاث امرا ضروريا وملحا، فنسبة انخفاض انبعاثات الغازات في حلول العام
2030 كما هو محدد ستصل الى 12% فقط.فيما
نسبة انخفاض الانبعاثات المطلوب الوصول اليها في العام 2030 هي 45%.
للبقاء على مستوى 1.5 درجة فقط ؛ في الوقت الذي لا يزال هناك مئة مليار دولار لم
تدفعها الدول الغنية للدول النامية وفقا لالتزامات سابقة.
وقد شاركت الامارات العربية المتحدة بقوة
في فعاليات المفاوضات عبر
وزارة التغير المناخي والبيئة لتعزيز مصالح الدولة في جهود العمل المناخي العالمي،
بهدف مواجهة تحدي التغير المناخي وخفض انبعاثاته والتكيف مع تداعياته على
المستويين المحلي والعالمي، ووفائها بالتزاماتها الطوعية بموجب الاتفاقية الإطارية
للأمم المتحدة ، واتفاق باريس للمناخ، وتوجهاتها واستراتيجياتها المستقبلية
وجهودها الخاصة بنشر واستخدام حلول الطاقة المتجددة وخفض انبعاثات الكربون محلياً
وعالمياً ، واستقطاب التأييد اللازم لطلب دولة الإمارات استضافة مؤتمر دول الأطراف
في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ «كوب 28» في 2023.