معجزة
الامارات
د.خليل حسين
رئيس قسم
العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية
3-12-2022
نادرة هي المجتمعات والدول التي
تتمكن من بناء دولة المؤسسات في أوقات قياسية مقارنة مع حجم الانجازات المقدمة
لمواطنيها. ومن بين هذه الدول ، دولة الامارات العربية المتحدة التي أسسها المغفور
له سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في العام 1971، في ظروف إقليمية ودولية شهدت
الكثير من التحولات، وصولا الى الرئيس سمو
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي اكمل مسيرة البناء والصعود الى مستويات غير
مسبوقة عربيا وخليجيا.
في العام الماضي احتفلت الامارات بيوبيلها
الذهبي وسط انجازت نوغية رفيعة المستوى
على الصعد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعلمية، وحققت ما وصف بمعجزة النقلات النوغية؛ خمسون عاما من البناء
في ظل تحديات إقليمية ودولية كثيرة وكبيرة، لكن بناء المؤسسات والانسان كان مسارا
مستداما ذات تصميم رؤيوي استراتيجي، دعمته ثبات الاستراتيجيات التنموية التي اتسمت
بالشمولية واحتواء الواقع والبناء عليه،
ومواجهة الصعاب بروح التصميم والمواجهة بالقدرات النوعية.
في نصف قرن من الزمن بنى المغفور المؤسس ومن
تابع خطاه اتحادا وسط جغرافيا سياسية اتسمت بالحساسية وضجت بالنزاعات والصراعات
وشهدت حروبا قاسية تمكنت الامارات من تجاوزها بحنكة سياسييها، وبنت شبكة آمان
إقليمي ودولي يُشهد له، ولم تكتف بذلك بل ينت سياسات وصفت ببناء جسور الثقة
والحلول لقضايا كبرى لها من العمر عقود من الزمن، ووفقت في علاقاتها وسياساتها
بناء مجتمع مؤسساتي متماسك في الداخل ، ومنفتح بوعي في الخارج، اطلقت مبادرات
وشاركت بفعاليات ذات وزن إقليمي ودولي بنيت عليها سياسات ومشاريع لامعة، وحجزت من خلالها موقعا رياديا وازنا في
السياسات التكاملية العربية والإقليمية والدولية، جعلت من دولة الخمسين عاما دولة يحتذى برؤاها واستراتيحياتها.
واطلقت دولة الامارات مجتمع السعادة ،
وحققت من خلاله مجتمعا طليعي بين دول العالم، سيما وان متطلبات هذه الرؤى التي
باتت واقعا في زمن قياسي، وفي ظروف إقليمية ودولية ضاغطة جدا، بحيث بدا المجتمع
الاماراتي كضوء امل وسط عتمة عانت فيها الدول والمجتمعات الكثير من تحديات الأوبئة والامراض والانهيارات
الاقتصادية، فيما بدت الامارات تشق طريقها نحو القمم بثبات وتصميم، وصولا الى
مواقع ذات بعد يوصف بالمعجزة.
ووسط تلك المتابعات الفارقة، اهتمت
الامارات بالمسارات العلمية والاكاديمة
وبنت إنجازات ذات طبيعىة عالية النوعية، فدخلت عالم الفضاء بثقة علمية عالية توجها
الشباب المتسلح بقدرات علمية نوعية، فانضمت الى مجتمع الدول الفضائبة وأوصلت مسبار الامل الى المريخ بقدرات علمية
إماراتية خالصة، وبنت لبنة صلبة للمزيد من اسنكشاف الفضاء وانجزت مشروع الوصول الى
القمر، تلك الانجازات النوعية المحققة
رسخت صورة الدولة المصممة على ريادة المواقع المتقدمة بين الدول ذات الإمكانات العلمية التي تتطلب جهودا
ومسارات خاصة ليست متاحة للعامة من الدول.
ومؤخرا في عهد سمو الشيخ محمد بن زايد
آل نهيان شاركت الامارات برئاسة رئيسها سمو الشيخ في فعاليات مؤتمركوب 27 العالمي حول المناخ، وايمانا من قدرات الامارات
النوعية ، ستستضيف دولة الامارات مؤتمر كوب 28 الذي تبنى تحديات حلول لقضايا
المناخ العالمي عمرها عقود من الزمن، دلك ايمانا من قدرات ورؤى الامارات في
قيادة المشاريع الدولية التي تتطلب
إمكانات وقدرات متميزة تتوفر في دولة الامارات وبكفاءة وبفعالية عالية.
احتفلت الامارات بعيدها الواحد والخمسين
ربيعا مؤزرا بصور وانجازات مؤسسيها ورئيسها وقياداتها وشعبها المتسامح ، وسط تصميم
على المضي فس مسيرة التقدم والعطاء، المجتمعي المحلي والإقليمي والدولي، حيث
الامارات التي تشغل مواقع ريادية مؤثرة في الأمم المتحده وبخاصة مجلس الامن وفي
العديد من الوكالات التنموية الدولية .