26‏/03‏/2025

 

الامارات ومؤتمر كوب 28  المناخي

د.خليل حسين

رئيس قسم العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية

21-11-2022

       تستضيف الامارات العربية المتحدة قمة المناخ الاطارية كوب 28 التي تنظمها الأمم المتحدة نهاية العام القادم 2023، وهي بذلك ستستقطب جملة تحديات عالمية بعد انتهاء قمة كوب 27 في شرم الشيخ على بيان ختامي يعتبر امتدادا لجملة وعود تتطلب المزيد من المتابعة والعناية من اطراف تمتلك الإرادة والنية والإمكانات لذلك وفي طليعتها دولة الامارات العربية المتحددة التي حققت العديد من الإنجازات والتحديات النوعية التي لها صلة مباشرة بحياة البشرية  ذات الصفة الإنسانية.

       فالامارات التي شاركت بفعالية حضورا وبرامج في فعاليات مؤتمرات المناخ الاطارية في غلاسبو 26 والتي فيها تقرر استضافة الامارات لكوب 28، كان لها اللمسات النوعية خلال مؤتمر كوب 27 التي شارك فيها رئيس الذولة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التي أكد في خلالها على التزام الامارات العربية المتحدة في الوصول الى صفر انبعاث في العام 2050، وهو تحد نوعي عالي المستوى ويتطلب جهودا نوعية اعتادت الامارات ان تتبناها وتصل اليها.

        وما ميّز مؤتمر كوب 27 آليات الاطر التنفيدية التي تم التوافق عليها سيما وان التحديات المناخية التي يمر فيها كوكبنا تحتاج الى تحرك جدي قابل للتنفيذ وسط تعدد وتكرار الكوارث المناخية في معظم المناطق حول العالم من احترار وفيضانات وتغيرات متسارعة يصعب ضبطها والسيطرة عليها.

      واستعدادا لمواجهة هذه التحديات اطلقت الامارات اول مشروع مستقل في الشرق الأوسط  لمسرعات العمل لتفادي التغير المناخي بقيادة الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان في سبتمبر/ أيلول الماضي وهو مشروع مستقل ومحايد يجمع بين القطاعين الخاص والعام في هذا الاطار ، ويعتبر سابقة يمكن البناء عليها في مشروع الامارات الطموح للمؤتمر القادم وللعقود الثلاثة القادمة، انطلاقا من تسهيل عملية التحوّل الى الاقتصاد الأخضر الذي تسعى اليه الامارات تنفيذا لمشاريع اممية لاقتصاد منخفض اتبعثات الكربون، وهو ما يعزز مكانة الامارات كمركز دولي في مجالات البيئة والاجتماع والحوكمة واحد رواد العمل المناخي على المستوى الدولي؛ ولتهيأة البيئة المناسبة لانجاز الطموحات أنشأت الامارات آليات وهيئات عالية المستوى تضم أصحاب قرار وخبراء من مستويات رسمية عامة ومشاركة الجمعيات غير الحكومية ، وهي رؤية بنيوية مسؤولة لاعطاء المجتكع المدني دوره في المشاركة لاتخاذ وتنفيذ القرارات.

       لقد شكل حضورالامارات الفعال في مؤتمر كوب 27  مناسية مهمة للمشاركة في صياغة مقررات البيان الختامي باعتباره سيكون نقطة الوصل لقمة 2023 والتي يعوّل عليها آمالا كبيرة باعتبارها ستكون القمة التنفيذية المفصلية بعد مقررات قمة 2015 التي عقدت في باريس، والتي ظلت منطلقا لمراجعات دورية للقضايا المناخية العالمية.

       ان مراجعة سريعة لما تم التأكيد عليه في المسارات الدولية السابقة يظهر كما هائلا من الوعود الدولية وبالتحديد من الدول الفنية التي تعتبر المسؤول الأكبر عن الاحتباس الحراري والتقيرات المناخية، وبالتالي حجم المسؤولية التي ينبغي ان تتحملها الى جانب الدول الأخرى المستعدة والقادرة على تقديم مسارات مفيدة في هذا الاطار وفي طليعتها الامارات التي هيأت فرص النجاح لهذه الالتزامات في قمة كوب 28، سيما وان هذه التحديات ليست بجدبدة على دولة اعتادت على مواجهة مصاعب الطموحات ومتطلباتها، لكن دولة تمكنت من الوصول الى المريخ وبناء مجتمع السعادة ستكون قادرة بقياداتها ومؤسساتها من تقديم الأفضل لأكبر معضلة تواجهها البشرية تلك المتصلة بالمناخ الذي بات يشكل الخطر الأكير والداهم على حياة البشرية جمعاء، والتي لم تتمكن كل الجهود السابقة من تسجيل اختراقات وازنة في هذا المجال.