02‏/02‏/2013

رولا مرتضى / الاستراتيجية التركية في الشرق الأوسط منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة

اسم الطالبة : رولا مرتضى
عنوان الرسالة: الاستراتيجية التركية في الشرق الأوسط منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة
 الشهادة المستهدفة : الماجستير في العلاقات الدولية والدبلوماسية
تاريخ التسجيل : 28/1/2013  
 
      ظلت تركيا مركزاً للحكم العثماني حتى عام 1922م، وفي  تلك السنة ، تم خلع آخر السلاطين محمد السادس. وفي العام 1924ألغى مصطفى كمال أتاتورك الخلافة نهائياً بعد أن ألغى السلطنة في العام 1922. وشهدت تركيا بعد الحرب العالمية الأولى حركة قومية قادها مصطفى كمال أتاتورك وأعلن تركيا الجمهورية فتولى رئاستها عام 1923، حتى وفاته عام 1938، وقد قام باستبدال المبادئ الإسلامية بأعراف قومية علمانية واستبدل الكتابة في تركيا من العربية إلى اللاتينية. وظلت تركيا محايدة خلال معظم الحرب العالمية الثانية ، ولكنها دخلت إلى جانب الحلفاء في 23 شباط 1945 كبادرة حسن نية، وأصبحت في عام 1945 عضواً في ميثاق الأمم المتحدة.

       انتهى حكم الحزب الواحد في عام 1945. وتبع ذلك الإنتقال إلى الديمقراطية التعددية التي ظلت حاضرة بقوة على مدى عدة عقود، حيث تعطلت من جراء الإنقلابات العسكرية في أعوام 1960، 1971، 1980 و1997. خلف أتاتورك في الحكم عصمت انينو حتى عام 1950، وسيطر الحكم المدني على البلاد حتى عام 1973، وبعد مشاركة تركيا في قوات الأمم المتحدة في الحرب الكورية، انضمت لحلف شمال الأطلسي في عام 1952، وأصبحت حصناً منيعاً ضد التوسع السوفياتي في البحر المتوسط.
      غزت تركيا قبرص في 20 تموز / يوليو عام 1974 وحتى شهر آب / أغسطس من نفس العام، رداً على دعم المجلس العسكري اليوناني للإنقلاب على نظام الحكم في قبرص. وقد انتهت العملية العسكرية بانتصار القوات التركية، بعد انزال تركيا لجنودها في الجزء الشمالي من جزيرة قبرص في بداية الحرب (20 تموز / يوليو عام 1974)، وسقوط المجلس العسكري اليوناني في أثينا، بعدها بتسعة سنوات تم تأسيس جمهورية قبرص الشمالية التي لم تعترف بها سوى تركيا. عاد حكم العسكريين بعد عام 1973 فأدى ذلك إلى وضع غير مستقر  ، فاندلعت أعمال العنف عام 1980، وفي عام 1984، بدأ حزب العمال الكردستاني تمرداً مسلحاً ضد الحكومة التركية، الصراع الذي أودى بحياة أكثر من  40 ألف شخص، ولا يزال حتى اليوم حيث تعاني الحكومة التركية من معارضة الأكراد ، إذ أن الأكراد يمثلون بين 20-25 مليون نسمة، وفي عام 1911 سمح الرئيس التركي أوزال بلجوء الأكراد إلى الأراضي التركية إثر ثورتهم في العراق عام 1993.
      سقطت الدولة العثمانية بعد أن استمرت حوالي 600 سنة، وانهارت معها الخلافة الإسلامية بعد أن استمرت ما يزيد عن ألف سنة. بالرغم من ذلك، فإن إرث الامبرطورية العثمانية يشكل عمقاً تاريخياً لدى تركيا الأمر الذي يجعلها دائماً ذات حراك سياسي نشط.
اولا: اهمية البحث:
       هذا الحراك السياسي في الاستراتيجية التركية هو العامل الااساسي الذي يبرز اهمية الموضوع، اضافة الى ان مازال موضوعاً راهناً، فتشكل تركيا بذلك دوراً هاما على صعيد الشرق الاوسط، ومن خلال  دراسة الدور التركي يمكن فهم  وتحليل الادوار الاساسية لللاعبين الاساسسين في الاستراتيجية الشرق اوسطية.
ثانيا : دوافع اختيار موضوع البحث:
- اضافة الى انه موضوعاُ اقليمياً ساخناً وحيوياً على الساحة السياسية الاقليمية والدولية.
 - كون تركيا اليوم تشكل مداراً هاماً في ساحة المتغيرات الدولية، ولعل هذا الحراك السياسي لدى تركيا وانعكاساته على منطقة الشرق الأوسط  كان الدافع لاختيار هذا الموضوع.
ثالثا : الاشكالية:
    يبدو ان توجهات تركيا الحالية تتبلور كلاعب اقليمي رئيس في الشرق الاوسط من جهة ، وتشكيل قوة توازن لابد منها في مواجهة الدور الذي تلعبه ايران او ان تكون موازية ومنافسة لها من جهة اخرى لتكون بمثابة نموذج لاستراتيجية امريكية جديدة تراهن على لاعبيين محليين اكثر من الرهان على التورط العسكري المباشر في قضايا المنطقة وتعقيداتها الساخنة. وفي الاتجاهين تنشط الدبلوماسية التركية في عدة اتجاهات فمنها مايذهب الى الشرق الاوسط عبر العراق وسوريا ومحاولة التوسط مع اسرائيل.
الفرضيات او الاشكاليات التي يستلزمها هذا البحث:
- ما هي الإستراتيجية التركية في محيطها الاقليمي وانعكاساتها على الساحة الإقليمية والدولية
- هل هناك صلة ما لتركيا في تنفيذ المشروع الشرق الاوسطي الكبير؟
- ما هي اهم آثار الثورات العربية الراهنة على عملية التوازن للدور التركي-الايراني في الشرق الاوسط؟
رابعا : منهجية البحث:
        لمعالجة هذه الاشكالية انتهجت منهجاً مزدوجاً بين التحليل والاستقراء، لذا فكان لابد لي في هذه الدراسة أن اعمد إلى استقراء الأحداث والتحولات التي مرت بها تركيا منذ إلغاء الخلافة وقيام الجمهورية العثمانية، مروراً بالتغيرات الدولية متل إنهيار الأتحاد السوفياتي، وبروز الإتحاد الأوروبي، وصولاً إلى تحولها نحو الشرق، ومن ثم انتقلت الى تحليل دور تركيا في محيطها الإقليمي. ولذلك لضرورة المنهجين معاً في دراسة موضوع يتواصل فيه الماضي والحاضر والمستقبل، وخصوصاً انه موضوع يترابط فيه البعد التاريخي والسياسي، مما يفرض عدم التقيد بمنهج واحد.
خامسا : الاستنتاجات: الاوليّة
شكَل صعود الدور التركي في المنطقة بعض التحديات ومنها :
1-   إن السياسة الخارجية التركية في الشرق الأوسط كانت تخالف الموقف النطام العربي الرسمي في العديد من القضايا وأبرزها القضية الفلسطينية.
2-   برز تعارض النظام العربي للسياسة التركية في أكثر الملفات سخونة وهو الدور الإيراني. حيث كانت هذه الانظمة تأمل ان يكون الدور التركي عنصر توازن في مواجهة النفوذ الايراني، وهو الامر الذي لم يحصل .
3-   تدخل تركيا مع دخول حرب العدالة والتنمية الى منطقة الشرق الأوسط بعد انكفاء دام عقود منذ الحرب العالمية الأولى عن لعب دور ايجابي، منطقة بكراً، إذا جاز التعبير، وتسعى للتأسيس من الصفر وهذا يمثل صعوبة ويمكن أن تدفع تركيا الى التخبط والإرتباك في العديد من الملفات .

4-   إن المنطقة العربية والشرق أوسطية التي تدخلها تركيا حديثاً ليست خالية من تأثيرات وأدوات لقوى إقليمية غير عربية، كالولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل وإيران، والتي لن تتخلى عن أية حصة من أدوارها لقاء أن تفسح موطئ قدم لقوة جديدة ناهضة، وحتى إن كانت كل قوة تتحفظ أو تعارض الدور التركي الجديد من زاوية مختلفة عن الأخرى
        ومع توجهات حزب العدالة والتنمية راعى الدور التركي الجديد الذي يحمل توجهات إسلامية، لكن مع استمرار النظام العلماني في تركيا والترويج للنموذج التركي في الجمع بين الإسلام والعلمانية الذي يثير حفيظة التيارات الدينية الإسلامية في المنطقة ،التي تعتقد أن تركيا لبست ثوباً بنسج الإدارة الأميركية وينظر اليها على انها الوكيل الإقليمي لمشروع الشرق الأوسط الأميركي
       بالرغم من كل التحديات هذه لا يمكن أن نغفل بأن تركيا قد حققت دوراً هاماً في المنطقة ولقد وضعت بالتأكيد مرتكزا قويا في المنطقة ونجحت في إقامة علاقات متينة مبدئية ومصلحية مع معظم الدول العربية.
       إلا أن الحراك الشعبي الذي يحصل اليوم في أغلب العواصم العربية مثل : مصر ،ليبيا، البحرين وتونس وصولاً الى سوريا جاء ليقع تركيا تحت الإختبار الجدي والقاسي ولتشكل بالتالي حداً فاصلاً بين مرحلتين من سياسة تركيا الخارجية في ظل سلطة حزب العدالة والتنمية، إن ما حصل لم يكن متوقع لذا اتسمت أداء الدبلوماسية التركية بالإرتباك واختلطت المصالح بالمبادىء .
       تباينت المواقف التركية من الثورات العربية واتبعت تجاهها سياسة مركبة، فلكل بلد حالة معينة، إلا أن الثابت في سياستها تجاه الثورات هو أن تركيا ترى نفسها لاعباً من حقه أن يتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية .
       ولعل إحساس تركيا الوهمي بوجود فائض قوة لديها وفائض ثقة بالنفس يدفعها احياناً الى التصدي لملفات أكبر من قدرتها الدبلوماسية، وهو ما سيكون له آثار سلبية في صورة تركيا ودورها في المنطقة العربية .

خطة البحث:
وطبقاً لما طرحته من الإشكاليات، وللإلمام بأكثر عناصر البحث، قمت بتقسيم البحث إلى ثلاث فصول:

الفصل الاول: قيام الجمهورية التركية.

اولاً: سياسة أتاتورك الداخلية.
ثانياً:وصول حزب العدالة والتنمية الى السلطة.
ثالثاً: التوجه نحو أوروبا.
رابعاً: موقع تركيا ودورها في الساحة الاقليمية.

الفصل الثاني: المتغيرات الدولية والتحوّل التركي نحو الشرق.

اولاً:اسس السياسة الخارجية التركية.
ثانياً: المتغيرات الدولية
ثالثاً:الإهتمام بالشرق الأوسط.
رابعاً: صلة تركيا بمشروع الشرق الوسط الكبير.

الفصل الثالث:الصراع الإقليمي في الشرق الاوسط والدور التركي.

اولاً: الدور التركي تجاه المحيط العربي.
 ثانياً: النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.
 ثالثاً: أثر الثورات العربية على عملية التوازن للدور التركي_ الإيراني.
رابعاً: مستقبل الدور التركي في المنطقة.

خاتمة
لائحة اولية للمصادر والمراجع:
كتب:
-         داود اوغلو أحمد، العمق الإستراتيجي:موقع تركيا ودورها في الساحة الدولية، الدار العربية للعلوم ناشرون،بيروت،مركز الجزيرة للدراسات، الدوحة،2010.
-      ضوان، وليد، العلاقات العربية التركية،الطبعة الأولى،شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، بيروت،2006.
-         صبح،علي،الصراع الدولي في نصف قرن1945-1995،الطبعة الأولى،دار المنهل اللبناني،بيروت،2006.
-         نور الدين،محمد،الدور التركي تجاه المحيط العربي،مركز دراسات الوحدة العربية،بيروت،2011.
-         نور الدين،محمد،تركيا الصيغة والدور،الطبعة الأولى،كتب رياض الريس، بيروت،2006.
-         نوفل،ميشال،عودة تركيا الى الشرق،الطبعة الأولى،الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت،2010.

تقارير ودوريات:
-         مجلة شؤون الأوسط، مركز الدراسات الإستراتيجية،العدد116،119،121،130، بيروت.

مواقع الكترونية: