02‏/02‏/2013

محمد فرحات / دبلوماسية الجمهورية الإسلامية الإيرانية بين الثابت الإيديولوجي والمتحول البراغماتي

اسم  الطالب : محمد فرحات
موضوع الرسالة : دبلوماسية الجمهورية الإسلامية الإيرانية بين الثابت الإيديولوجي والمتحول البراغماتي
الشهادة المستهدفة : شهادة الماجستير في العلاقات الدولية والدبلوماسية
تاريخ التسجيل: 28/1/2013
 
أولاً : الهدف من البحث
     تهدف هذه الرسالة الى محاولة تلمس موقع دبلوماسية الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإقليمي والدولي , الديني و العلماني , التراثي والعصري , القانوني والتشريعي الإلهي , الإستراتيجي والتكتيكي,  في ظل ثبات إيديولوجي منشؤه الثورة الإسلامية بقيادة روح الله الخميني ومتحولات براغماتية إقليمية ودولية متسارعة.
     من هنا كان لا بد من تحديد هذا الدور ، تحديداً واضحاً إن أمكن ، ورسم أبرز معالمه وخطوطه العريضة وحيثياته ، من خلال نظرة موضوعية شاملة تسبر آفاق المرحلة السياسية الحالية المفصلية والهامة التي تؤثر بدبلوماسية الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتتأثر بها , وما يمكن أن تحمل مستقبلاً من عناصر ومكونات وتجارب سياسية إيديولوجية وغيرها ، ترتسم من خلالها أبرز الخطوط الإستراتيجية لمرحلة ما بعد الإنتفاضات الشعبية المخترقة من قبل القوى الدولية العظمى
     لذلك كانت الحاجة ماسة إلى معرفة كنه هذا الدور الدبلوماسي وحقيقته ، وإبراز هويته قدر المستطاع , علنّا نتمكن من إستخلاص فهم أكثر واقعية وموضوعية لهذا الدور المتوازن والمحوري في مواجهة هذا الكم الهائل من الضغوط الدولية ، بشتى صنوفها وأنواعها ، وكذلك الأزمات الدبلوماسية المفتعلة ، علَّ هذا العمل يسهم في مراحل قادمة على مد جسور الثقة والتواصل أكثر فأكثر بما يعود على منطقة الشرق الأوسط عموماً وعلى لبنان خصوصاً بالخير و النفع والفائدة . 
ثانياً : أسباب إختيار البحث
1-                إن دبلوماسية الجمهورية الإسلامية الإيرانية المتمايزة من حيث الخلفيات الإيديولوجية والهيكليات السياسية والآليات القانونية ، تمثل حالة بارزة تجذب الباحثين والدارسين في الأوساط السياسية والقانونية والشرعية.
2-                مما يلفت أنظار الباحثين أيضاً قدرة دبلوماسية الجمهورية الإسلامية الإيرانية على المبادرة وتقديم الطروح وسط أشد الأزمات ، والدخول في مفاوضات والخروج منها بحسب ما تقتضيه المصلحة بخطوات واثقة رغم الإمكانيات المتواضعة والمحدودة نسبياً. .
3-                الإنجازات المتتالية التي حققتها هذه الدبلوماسية حتى الآن ، والتي تخطت بواسطتها أزمات وتجارب متعددة لا يستهان بها منذ بدء تشكل النظام الإسلامي في إيران والتي حوّلت أنظار الباحثين إليها جاعلة من نفسها مادة بحث ودراسة .
4-                المرونة والحيوية والتفاعل الذي تبديه هذه الدبلوماسية و أعضاء السلك في الأوساط الدولية،مما يجعلها محط أنظار القريب والبعيد , ومحوراً بحثياً يستحق الإهتمام والدراسة بعمق إن أمكن ، و بذل الوقت والجهد في سبيل التعرّف على دقائق وتفاصيل العملية الدبلوماسية في الجمهورية الإسلامية ، التي تأخذ بعداً رسالياً عالمياً حسب توجيهات المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي.
ثالثاً : أهمية البحث
      تكمن الأهمية الأولى للبحث في إستخلاص وفهم أكثر عمقاً للسياسات الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية ، لاسيما الدبلوماسية منها مما يساعد على إيجاد السبل الملائمة لتقريب وجهات النظر بين البلدين اللبناني و الإيراني و القوميتين العربية و الفارسية ،والنزعتين العلمانية والدينية ، وإرساء أجواء من الإلفة والتواصل المستمر ، مما يقوي أواصر التعاون والتبادل على الصعد كافة.
     وتبرز الأهمية الثانية للبحث ، من خلال تظهير الصراع الخفي بين الإيديولوجيا والمصلحة في دول العالم النامي منها والمتقدمة, وإنعكاساته في دبلوماسيات الدول التي تتفاعل ضمن منظومة أممية مؤسسة على مفاهيم براغماتية و تحولات مصلحية .
     وتتأتى الأهمية الثالثة للبحث، بدراسة الجوانب العملية لدبلوماسية الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، وعدم الإقتصار على الحيثيات النظرية من خلال تقديم نموذجا بارزا أو أكثر، للتعاطي الدبلوماسي الثابت والمستقر في بعض المحطات السياسية والمتأرجح في محطات أخرى، في محاولة لتوضيح عوامل الثبات والإستقرار وعوامل التأرجح وعدم الإستقرار , إن في الجمهورية الإسلامية أو  في غيرها .
     ومما يزيد البحث أهمية ، محاولة إجتراح نظرية دبلوماسية مستمدة من التراث الإسلامي العريق ، لنبينا الأعظم محمد (ص) و الأئمة الأطهار (ع) - مع فائق إحترامنا للنظريات المطروحة – ومن الواقع المعاصر والتجربة العملية للدبلوماسية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، ملائمين وموائمين بين هذا وذاك عسى أن يكون التوفيق حليفنا و الله ولي التوفيق .
رابعاً : نقد المصادر والمراجع
       لم يتحدث الكثيرون حول هذا الموضوع " دبلوماسية الجمهورية الإسلامية الإيرانية ... " في الأوساط البحثية السياسية ، إذ لا زال هذا الموضوع غضاً طرياً يحتاج إلى مزيد من البحث والنقاش و الدراسة , وقد تناولته بعض المؤلفات والمصنفات بشكل جانبي أو حتى هامشي من باب إستكمال البحث فقط , و في الحقيقة أنّا وجدنا صعوبة في الحصول على المادة البحثية الكافية إلا أننا يمكن أن نذكر بعض المؤلفات التي قد تساعدنا في بحثنا منها
1-                دبلوماسية النبي محمد (ص) (دراسة مقارنة بالقانون الدولي المعاصر ) ل"سهيل حسين الفتلاوي"
2-                خليل حسين، التنظيم الدبلوماسي، منشورات الحلبي الحقوقية،بيروت،2010..
3-                خليل حسين،قضايا دولية معاصرة ،دار المنهل اللبناني،بيوت،2006.
4-                محمد المجذوب،التنظيم الدولي،منشورات الحلبي الحقوقية،بيروت،2006.
5-                القانون الدولي العام ل"محمد المجذوب" .
6-                دستور الجمهورية الإسلامية في إيران .
7-                صحيفة الثورة الإسلامية ( نص الوصية السياسية الإلهية للإمام الخميني قائد الثورة الإسلامية ) .
8-                الإمام الخميني وإستراتيجيا المستقبل ( أبحاث و دراسات في وصية الإمام الخميني ) ل"فرح موسى" .
9-                حزب الله ( المنهج .. التجربة .. المستقبل ) ل"نعيم قاسم" .
10-           مجتمعنا ( بين عالمية الإسلام و العولمة الغربية ) ل"علي حسن طه" .
11-           الإعلام الدولي والرأي العام ( الدعاية السياسية , أساليب الإقناع , الدعاية الرمادية ) ل"محمد مصطفى كمال " .
      وأما البحث الذي بين أيدينا ( دبلوماسية الجمهورية الإسلامية الإيرانية بين الثابت الإيديولوجي و المتحول البراغماتي ) فهو يرتكز إلى أمورأربعة :
أولاً – مفهوم الدبلوماسية بشكل عام .
ثانياً – مفهوم الدبلوماسية الإسلامية .
ثالثاً – مفهوم الدبلوماسية الإسلامية لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية       ( المبادئ و المنطلقات , الرؤى و الأهداف ) .
رابعاً _ مفهوم الدبلوماسية الإسلامية لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية بين الثابت الإيديولوجي والمتحول البراغماتي ( النظرية والتطبيق ) .
أما الأمرالأول و الثاني فهما مشتركان بين معظم المصادر والمراجع مع تفاوت في النظرية .
     أما الأمر الثالث والرابع فقد تمايز بهما بحثنا عن سائر البحوث , إن من حيث الطرح النظري أو من حيث التجربة العملية , لا سيما وأن الأمر الرابع هو قلب البحث ولبّه .
خامساً : منهجية البحث المعتمدة
       أما منهجيتنا في البحث فهي منهجية البحث الفلسفي التي تعتمد على التحليل والتركيب وتمتزج فيها بشكل أو بآخر ، كل المناهج العلمية المعروفة من إستقراء وإستنباط وفرض وجدل ... إلخ ، والتي تعتمد على آلة لغوية محددة تتميز بالدقة في الألفاظ (الحدود) والتعاريف , والوضوح في المعنى والتماسك في الفكر والأفكار المساقة , هي المنهجية التي تسود كل العلوم بعامة وتحتاجها . إذ أنه المنهج الذي يعنى بإتفاق الفكر مع نفسه ومع الواقع ويعتمد من أجل ذلك مجموعة من القواعد والقوانين والشروط التي يتحقق بها هذا الإتفاق المزدوج بين الفكر نفسه من ناحية , وبين الفكر و الواقع من ناحية     أخرى [1] .
     ولعل إختيارنا لهذا المنهج البحثي الفلسفي مرتبط إرتباطاً وثيقاً بموضوع البحث القريب جداً من ما يمكن تسميته بفلسفة السياسة الخارجية للدول , والدبلوماسية جزء من السياسة الخارجية ، إذ أن هذا المنهج يسمح لنا بالتطرق إلى عدة مواضيع ممتزج بعضها ببعضها الآخر،  في الواقع العملي منها والإيديولوجي والديني ومنها القانوني الوضعي ومنها التاريخي والتراثي ... إلخ . 
سادساً : التصميم العام للبحث
      يتشكل بحثنا من مقدمة تكون بمثابة نبذة تاريخية لأبرز السياسات الخارجية لإيران ماقبل الثورة الإسلامية ولعلاقاتها الدبلوماسية الإقليمية والعالمية من ناحية ، ولأبرز السياسات الخارجية لإيران الجمهورية الإسلامية ولعلاقاتها الدبلوماسية الإقليمية والعالمية من ناحية أخرى.
ويتبع المقدمة باب أول في النظرية الدبلوماسية يتشكل من فصلين , نتحدث في فصل أول عن الدبلوماسية بجانبها التاريخي والفني , وفي فصل ثان نتحدث عن الدبلوماسية الإسلامية بجانبها التراثي الإيديولوجي والفني أيضاً , وهذا يعني تشكل كل فصل من هذين الفصلين من مبحثين، المبحث الأول يتطرق للجانب التاريخي والمبحث الثاني للجانب الفني في فصل أول , وكذلك الفصل الثاني يتشكل من مبحثين الأول تراثي إيديولوجي إسلامي والآخر فني مع الأخذ بعين الإعتبار الصبغة الإسلامية  .  
      ويتبع الباب الأول باب ثان في التجربة الدبلوماسية ، يتشكل أيضاً من فصلين وكل فصل من مبحثين ، الفصل الأول في التجربة الدبلوماسية لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، نبحث في مبحث أول الخلفية الإيديولوجية للدبلوماسية الإيرانية وفي مبحث ثان الهيكليات السياسية والآليات القانونية .
     اما الفصل الثاني فيتشكل أيضاً من مبحثين، الأول في التجربة العملية مع ذكر أبرز العقبات والصعوبات وتقديم نماذج ومصاديق من الواقع السياسي العملي ، والثاني مقارنة التجربة بتجارب مشابهة مع نقد بناء وهادف .
     ويتبع الباب الثاني خلاصة البحث وفيها نذكر أبرز النقاط التي وردت في البحث والخروج بنتائج وتوصيات نافعة , والإلفات إلى الآفاق الجديدة التي تفتحها هذه الدراسة للباحثين المهتمين .
ثم قاموس لأبرز المصطلحات الواردة في نصوص البحث .
ثم فهرست المصادر و المراجع .
 ثم فهرست المحتويات.                                                                                                                             


[1] مهدي فضل الله ، أصول كتابة البحث وقواعد التحقيق، دار الطليعة ، بيروت ، ط 4 ، 2006 ، ص 15 .