30‏/06‏/2012

صباح محمد صالح / ماججستير في العلاقات الدولية والدبلوماسية

اسم الطالب صباح محمد صالح
موضوع الرسالة :أسباب تعثر الوحدة في ظل جامعة الدول العربية
الشهادة :الماجستير في العلاقات الدولية والدبلوماسية
تاريخ المناقشة: 18/6/2012
الدرجة الممنوحة: جيد جدا

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وحصول معظم الدول العربية على استقلالها، تجسّد لدى المفكرين العرب الفكر القومي وضرورة قيام تكتل أو تنظيم عربي يضم البلدان العربية التي تمتلك من المقومات الو
حدوية مثل اللغة والتاريخ والثقافة المشتركة ما يؤهلها لإنشاء تكتل عربي واسع وهذه التطلعات الوحدوية أدت في عام 1944، إلى قيام الحكومة المصرية بالدعوة إلى عقد اجتماع تحضيري في الإسكندرية لإقرار إنشاء جامعة للدول العربية.
وقد سعت فئة من الدول العربية إلى إقامة اتحادات وتكتلات فيما بينما تحت إطار التعاون العربي المشترك كان الغرض منها الحصول على مكاسب أمنية أو اقتصادية أو سياسية، ففي عام 1958 أقيمت (الجمهورية العربية المتحدة) بين مصر وسوريا ، وجرت محاولات لإقامة وحدة بين العراق والأردن (الإتحاد الهاشمي) ووحدة بين الجمهورية العربية المتحدة من جهة واليمن من جهة أخرى (اتحاد الدول العربية المتحدة). إلا أن الوحدة المصرية – السورية (الجمهورية العربية المتحدة)، هي الوحدة الحقيقة التي طبقت على أرض الواقع بشكل دستوري وقانوني . وإلى جانب هذه التكتلات الثنائية نشأت تكتلات إقليمية، منها مجلس التعاون الخليجي عام 1981، الذي ضم الدول الست في الخليج العربي، والإتحاد المغاربي عام 1989 الذي ضم الدول الخمس في المغرب العربي
وكل تلك التجارب والمشاريع الوحدوية بين الدول العربية لم تستمر طويلاً وفشلت في تحقيق التعاون العربي .وحتى تلك التي بقيت، مثل مجلس التعاون الخليجي، فإن دورها كان ضعيفاً ولم يتمكن من تحقيق الوحدة المنشودة، رغم الإمكانات المالية الكبيرة التي يملكها.
وكان فشل التجارب الوحدوية والتكتلات الإقليمية نتيجة عوامل متعددة، منها ما هو سياسي داخلي تمثل بعدم الاستقرار السياسي نتيجة الانقلابات العسكرية المتكررة داخل البلدان العربية ومحاولات العسكريين السيطرة على السلطة والحكم، ومنها ما يتعلق ببنية الأنظمة السياسية العربية المستبدة، فقد كان غياب الديمقراطية عاملاً مهماً من عوامل التفكك وسبباً لاندلاع النزاعات الحدودية بين الدول العربية . أما العوامل السياسية الخارجية فيشكل التدخل الخارجي العامل الأبرز في عرقلة مسيرة الوحدة . وشكل العامل الاقتصادي كذلك عامل عرقلة في التوحّد العربي نتيجة عدة أسباب، منها التبعية الاقتصادية للخارج، واختلاف الأنظمة والتشريعات الاقتصادية بين الدول العربية . ولا ننسى عامل التفاوت في الثروة بين الدول العربية الذي أدى إلى شعور الدول الغنية منها بأن الدول الفقيرة سوف تشاركها في اقتسام ثرواتها. وهذا بالإضافة إلى غياب الإرادة الحقيقية للوعي القومي العربي نتيجة اختلاف الثقافة بين الأقطار العربية، ومحاربة اللغة العربية من قبل الأعداء باعتبارها مكوناً أساسياً من مقدمات القومية العربية. فكل هذه العوامل أسهمت في تغييب المشروع العربي الوحدوي وأدى بالتالي إلى إفشال المشاريع الوحدوية والتكتلات الإقليمية التي أقيمت في الوطن العربي.
أهمية الدراسة:
تكمن أهمية الموضوع في دراسة نماذج التجارب الوحدوية التي قامت بين الدول العربية، سواءً على شكل اتحادات أو تكتلات وحدوية، وتحديد أسباب فشلها وعدم تلبيتها لآمال الشعوب العربية في الوحدة والترابط والتعاون، ودراسة العوامل التي أسهمت في فشل هذه التجارب، وبالتالي الوصول إلى الأسباب التي أدت إلى تعثر قيام الوحدة العربية، فقد يسهم ذلك في الاستفادة من عبر الماضي وتهيئة السبل لإنجاح المحاولات الوحدوية التي من الممكن أن تقوم في المستقبل بين البلدان العربية.
إشكالية الدراسة:
إن فشل معظم التجارب الوحدوية التي قامت بين البلدان العربية على أسس اتحادية وحدوية أو تكتلات إقليمية ضمن إطار جامعة الدول العربية دفع الطالب إلى التساؤل الآتي: هل يعني فشل التجارب الوحدوية التي أُقيمت بين الدول العربية أن الوحدة العربية حلم لا يمكن تحقيقه؟
منهجية الدراسة:
اعتمد الطالب في رسالته على مجموعة من مناهج البحث العلمي، مثل المنهج التأريخي لأهميته في إيضاح تطور الأحداث التاريخية التي أدت إلى قيام التجارب الوحدوية، والمنهج التحليلي لمعرفة الأسباب التي أدت إلى فشل قيام الوحدة العربية، والمنهج الوصفي للإطلاع على مختلف جوانب مشاريع الوحدة العربية وهياكلها التنظيمية والأجهزة والمؤسسات التابعة لها
تقسيم الدراسة:
قسَّم الطالب بحثه إلى فصل تمهيدي وفصلين، وذلك على النحو الآتي: في الفصل التمهيدي تناولنا نشأة جامعة الدول العربية، والهيئات التابعة لها، ومعرفة مبادئها وأهدافها، وغاياتها وأنشطتها وانجازاتها . وتطرق البحث في الفصل الأول إلى مشاريع الوحدة العربية من خلال مبحثين، تضمن المبحث الأول التجارب والمشاريع الوحدوية لإقامة وحدة عربية، أما المبحث الثاني فقد تضمن التكتلات الإقليمية الوحدوية. أما الفصل الثاني فقد بيّنا فيه أسباب فشل تجارب الوحدة العربية وكيفية النهوض والتغلب على هذه الأسباب، وذلك عبر مبحثين أيضاً، تضمن المبحث الأول أسباب فشل تجارب الوحدة العربية، وعالج المبحث الثاني أفضل الوسائل لتحقيق وحدة عربية. ثم انتهينا بخاتمة أورد فيها جملة من الاستنتاجات والتوصيات الضرورية لبناء الوحدة العربية.
ناقش الطالب صباح محمد صالح رسالته "أسباب تعثر الوحدة في ظل جامعة الدول العربية"،بتاريخ 18/6/2012،أمام اللجنة المكوّنة من الدكاترة محمد المجذوب وخليل حسين وجورج عرموني،حيث قبلت اللجنة الرسالة ومنحت صاحبها شهادة الماجستير بدرجة جيد جدا.
بيروت: 18/6/2012 أ.د.خليل حسين