30‏/06‏/2010

ميلود بن عارية بن غربي / ماجستير علاقات دولية ودبلوماسية

تقرير حول رسالة الطالب ميلود بن عارية بن غربي
"مستقبل منظمة الأمم المتحدة في ظل العولمة"
لنيل درجة الماجستير في العلوم السياسية
(العلاقات الدولية والدبلوماسية)
إتجه المجتمع الدولي إلى التنظيم الدولي الذي تتبوأ فيه الأمم المتحدة الصدارة باعتبارها الصرح والملاذ الأخير الذي أرادت مختلف دول وحكومات العالم أن تترجم فيه آمالها بهدف تحقيق التعاون والرفاه وتجسيد الأمن والسلم، بعدما اكتوت بنيران ومآسي الحرب العالمية الثانية التي أسفرت عن ظهور نظام دولي قدر له أن يسود ويستمر لغاية التسعينات من القرن العشرين.
لقد أدى انهيار ذاك النظام في بداية التسعينيات إلى مجموعة من التطورات العالمية والإقليمية التي فرضت على القيادات السياسية في جميع دول العالم وعلى المهتمين بشؤون الفكر والاستراتيجية والاقتصاد والدراسات المستقبلية، أن ينكبوا على استشراف سمات الوضع العالمي الجديد، المتجلي في ظاهرة العولمة ودور ومستقبل منظمة الأمم المتحدة فيه كونها المنظمة الأهم في التنظيم الدولي المعاصر.
إن من أهم وأبرز نتائج زوال ذلك النظام الذي اتسم بالحرب الباردة ذاك التبدل الجذري الذي طرأ على المحور الأساسي للنظام الدولي والذي أتى كنتيجة للتطور الطبيعي والمتوقع الذي أصاب موازين القوى في العالم، فبعد أن كان هذا المحور في زمن الحرب الباردة يتمثل في الاستقطاب الذي قسَّم دول العالم إلى كتلتين رئيسيتين: كتلة وارسو بزعامة الإتحاد السوفيتي السابق، وكتلة حلف الأطلسي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية. ومع نشأة كتلة حركة عدم الانحياز تغيّر بصورة مباشرة وسريعة وضع موازين القوى في النسق الدولي. فلم يعد التنافس العدائي بين القطبين والسباق نحو التسلح وهامش المناورة، والتعايش السلمي والحروب بالنيابة والحوار الاقتصادي بين الشمال والجنوب المتغيرات الرئيسية على الساحة الدولية، بل ظهرت حقائق ووقائع جديدة راحت تأخذ مكانها في الوضع العالمي الراهن، خاصة بعد أحداث 11أيلول/ سبتمبر 2001، لتعطي للنظام الدولي الحالي خصائص وميزات أخرى مختلفة عن تلك التي كانت موجودة في فترات سابقة. ولكن هذه السمات الجديدة لا تمس ذلك الجوهر الذي اتسمت به العلاقات الدولية منذ نشأة الأمم المتحدة من حيث طغيان بعض المفاهيم والمصطلحات.
لقد هدف الطالب الإحاطة بوضعية منظمة الأمم المتحدة ورصد واستشراف مستقبلها في ظل المتغيرات المستجدة ،ولذلك قسَّم دراسته إلى خمسة فصول، وقسَّم كل فصل إلى قسمين رئيسيين محاولا في كل فصل الإجابة عن مجموعة من التساؤلات والفرضيات.
لقد خصص الفصل الأول للتعريف بماهية التنظيم الدولي وطبيعة منظمة الأمم المتحدة من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية: ما مفهوم التنظيم الدولي؟ وما هي أغراضه وخصائصه؟ وكيف تطور؟ ثم كيف نشأت منظمة الأمم المتحدة وما هي مبادئها وأهدافها التي أتت لتجسدها على أرض الواقع؟ وما أهم مظاهر نشاط عملها؟
وخصص الفصل الثاني لدراسة ظاهرة العولمة وما جلبته على الأمم المتحدة من آثار وتداعيات. وتسائل عن: مفهوم العولمة. والفرق بينها وبين العالمية، ونشأة ظاهرة العولمة وأهم تجلياتها وموقف الأمم المتحدة من العولمة وانعكاسات هذه الظاهرة عليها.
وتناول في الفصل الثالث الأدوار المستجدة، أو التي باتت لها الأولوية في جدول أعمال الأمم المتحدة وسياساتها في إطار العولمة، واستقصاء الميادين والمجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي غدت المنظمة العالمية تنشط فيها.
واستعرض في الفصل الرابع بنية وطبيعة العلاقة التي تربط الولايات المتحدة الأمريكية بالأمم المتحدة من خلال الإجابة عن الاستفسارين التاليين: ما هو التصور الأمريكي للأمم المتحدة قبل نهاية الحرب الباردة وبعدها؟ وما هو التصور الأمريكي للأمم المتحدة بعد إحداث 11 أيلول /سبتمبر 2001؟
ورصد في الفصل الخامس الرهانات المستقبلية الملقاة على عاتق منظمة الأمم المتحدة انطلاقاً من تحديد سبل وطرق التطوير. وحاول الإجابة عن السؤالين التاليين: ما هي العوامل التي تقف حاجزاً أمام الأمم المتحدة من أجل إنجاز مهامها؟ وما هي أهم المشاريع المقترحة لإصلاح منظمة الأمم المتحدة، سواء أكانت هذه المشاريع رسمية أم غير رسمية؟.
ثمة تسلسل علمي وموضوعي في عرض الإشكالات المطروحة وكيفية الإجابة عليها،لجهة تقسيم الرسالة وما تضمّنتها من فصول،إضافة إلى اختيار المصادر والمراجع المثبتة بأسلوب علمي – تقني واضح،والتي شملت مروحة واسعة من المصادر والمراجع والدوريات والتقارير والقرارات باللغتين العربية والإنكليزية إضافة إلى مواقع الإنترنت.
أمَّا لجهة الشكل فقد تقيَّد الباحث في رسالته بالحجم المعقول للرسائل الجامعية،مع تقيّد متوازن في حجم الأقسام والفصول.
لذا تعتبر الرسالة من الناحية العلمية والإجابات التي قدمتها لافتة ومستوفية الشروط الأكاديمية شكلاً ومضموناً مقارنة بالدراسات والأبحاث المنشورة.
وبعد المناقشة والمداولة التي تمّت نهار الثلاثاء الواقع في 4-12-2007 ،قررت اللجنة برئاسة وإشراف الأستاذ الدكتور محمد المجذوب وعضوية كل من الدكتورين كمال حماد وخليل حسين،منح الطالب ميلود بن عارية بن غربي شهادة الماجستير في العلوم السياسية (العلاقات الدولية والدبلوماسية) بدرجة

بيروت د.خليل حسين
4-12-2007