30‏/06‏/2010

ايوب نايف مهنا / ماجستير علوم سياسية

تقرير حول رسالة الطالب ايوب نايف مهنا
الازمات الدولية:حرب 2006 على لبنان نموذجا
اعداد :أ.د.خليل حسين
لعل الحديث عن استخدام المنهج العلمي كأسلوب للتعامل مع الأزمات أصبح أكثر من ضروري وأكثر من حتمي، ليس فقط لما يحققه من نتائج إيجابية في التعامل مع الأزمات، ولكن أيضاً لأن البديل غير العلمي قد تكون نتائجه مخيفة ومدمرة بشكل كبير. ومن هنا فإن إدارة الأزمات هي إدارة مادية وعينية وأخلاقية وروحية معاً، وهي إدارة تفاعل دائم ومستمر تتصل بجودة الحياة وإرادة التقدم التنموي، سواء للمنشأة أو للدولة وفقاً للمستوى الذي تعمل فيه الإدارة.
وانطلاقاً من هذه القناعات ومن أهمية إدارة الأزمات، ومعالجة الأزمات بالفكر الإداري العلمي المتقدم، وأهمية اللحاق بالعالم المتطور الذي استوعب وابتكر أدوات علم إدارة الأزمات وطورها. وأهمية نقل هذه المعارف وتطويعها في عالمنا العربي، وبما أن الشرق الأوسط تحدق به سلسلة من الأزمات، ويعتبر منطقة خطر داهم ، وتتراوح المسائل المطروحة بين الإرهاب والإنتشار النووي وأسلحة الدمار الشامل، وبين الأصولية والإفتقار إلى الديمقراطية، لهذا جاء بحث الطالب ايوب مهنا بعنوان الأزمات الدولية (الحرب على لبنان في تموز 2006 نموذجاً) ليلقي الضوء على علم إدارة الأزمات مركزاً على إدارة الصراع العربي – الإسرائيلي،متخذا من حرب إسرائيل على لبنان تموز / يوليو عام 2006 نموذجاً.
انطلاقاً مما تقدم اعتبر الطالب ان إشكالية الرسالة تكمن في البحث عن ماهية علم إدارة الأزمات الدولية ، متخداً حرب تموز عام 2006 على لبنان نموذجاً نظراً لتداخل المسارات المحلية والإقليمية والدولية لتوجيه مسار هذه الازمة وإدارتها . إذ شكلت الأزمة نقطة تحول في العلاقات الدولية وفي المشاريع المطروحة في منطقة الشرق الأوسط ، وأثرت في قوة الردع الإسرائيلية .
واتبع الطالب في بحثه المنهج التاريخي المقارن في دراسة التطورات التاريخية لعلم إدارة الأزمات وللصراع العربي _ الإسرائيلي ، بالاضافة الى المنهج الوصفي التحليلي في معالجة أهم النقاط التي رافقت مسيرة الصراع العربي _ الإسرائيلي وحرب تموز 2006 على لبنان .
إعتمد البحث على دراسات ومراجع علمية عربية وأجنبية تخص موضوع البحث ، إضافةً إلى التقارير الدولية والعسكرية والدوريات ،كما إعتمد البحث على مراكز أبحاث عالمية ، إضافة إلى عدد من المواقع الإلكترونية .
لجهة التقسيم ، يقسم البحث إلى قسمين ، يشتمل الاول على فصلين ، يحتوي كل فصل على مبحثين . في القسم الأول إدارة الأزمات ، تناول في الفصل الأول مفهوم الأزمة وإدارتها. من خلال تعريف ما هية الأزمة وأنواعها، ومراحل وأسباب نشوئها، وخصائصها. ومن خلال تعريف مفهوم إدارة الأزمات، ومبادئ ومراحل ووسائل إدارة الأزمات، والفرق بين إدارة الأزمات والإدارة بالأزمات.
أما في الفصل الثاني مفهوم الأزمة في الصراع العربي – الصهيوني، حاول دراسة العوامل التي حددت عوامل الصراع وكيفية إدارة الأزمات التي تولدت عنه من قبل الأطراف المعنية من خلال تبيان طبيعة الصراع العربي الصهيوني بدراسة العرب وإدارة الأزمات واسرائيل وإدارة الأزمات وتطورات الصراع والأزمات الناجمة عنه. واشتمل هذا الفصل على النظريات الأميركية في إدارة الأزمات بدراسة الأساليب الأميركية الجديدة في إدارتها وما هي نظرية الفوضى البناءة أو الخلاقة ومدى تأثير السيطرة الأميركية على المنطقة العربية.وفي القسم الثاني التي أتى بعنوان الأزمة والحرب على لبنان عام 2006، كذلك قسمه إلى فصلين، حيث احتوى الفصل الأول على الأزمة في لبنان من خلال تقديم أسباب نشوء الأزمة وكيف تحولت إلى حرب وكيف تم إدارتها داخلياً، وكذلك كيف تم إدارة الأزمة دولياً وإقليمياً وصولاً إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701.وجاء في الفصل الثاني بعنوان تداعيات الأزمة واشتمل تداعيات الأزمة على الصعيد الداخلي اللبناني وامكانيات تنفيذ القرار 1701 وآثارها الإقتصادية وتداعيات الأزمة على الصعيد الدولي والإقليمي والإسرائيلي.
الرسالة تتمتع بالمواصفات الاكاديمية والعلمية المطلوبة،وقد ناقشت اللجنة المؤلفة من الاساتذة محمد المجذوب وفوزت فرحات وسناء حمودي وخليل حسين،بتاريخ 4-6-2010 ،الرسالة حيث قبلتها ومنحت صاحبها الماجستير في العلوم السياسية بدرجة جيد جدا.


أ.د.خليل حسين
بيروت:4-6-2010