30‏/06‏/2010

ميساء محمد فرحات / دكتوراه في الحقوق

تقرير حول اطروحة الدكتوراه في الحقوق للطالبة ميساء محمد فرحات
بعنوان التعـاون البيئي الدولـي في إطـار الإتفـاقيات الـدولية
اعداد :الدكتور خليل حسين

باتت مشكلة التلوث البيئي تؤرق فكر المصلحين والعلماء والعقلاء وتقض مضاجعهم، ما دعاهم الى دق نواقيس الخطر ، ويدعون لوقف أو الحد من هذا التلوث الذي تتعرض له البيئة نتيجة للنهضة الصناعية والتقدم التكنولوجي في هذا العصر،فالتلوث مشكلة عالمية ،لا تعترف بالحدود السياسية لذلك حظيت باهتمام دولي ،باعتبارها فرضت نفسها فرضاً، ولان التصدي لها يجاوز حدود وإمكانيات التحرك الفردي لمواجهة هذا الخطر المخيف.
وكان للمتغيرات السلبية المتزايدة التي أثرت في صحة الإنسان ، دور حاسم في تحريك وعي المجتمع الدولي ، فقد أخذت مسألة تلوث البيئة طابعاً دولياً متخطياً الحدود الجغرافية التي تعاني منها جميع الدول المتقدمة منها والنامية ، مهددة الجنس البشري بالزوال بما في ذلك الكائنات الحية والنباتات.
وتأتي أهمية التعاون الدولي ضرورية لحماية البيئة سواء في ما يختص بوقايتها أو علاجها مما قد تتعرض له من منطلق أن أعداد الملوثات يمكن أن تنتقل من وإلى مسافات بعيدة عبر البحار والانهار والهواء وأن كلفة علاج البيئة مرتفعة جداً فإذا لم يتوافر التعاون الدولي في قضية حماية البيئة لا بد أن تعم النتائج السلبية دولاً عدة وعلى جملة مستويات : بيئية ، واقتصادية ، في وقتنا الحاضر وفي المستقبل.
لقد توصلت الطالبة الى إن مواجهة المشكلات البيئية من خلال الاتفاقيات الدولية هو حلّ لا بد منه ، وذلك بعد الاستغلال الهائل للثروات الطبيعية في الدول المتقدمة صناعياً ، وأيضا استخدام التكنولوجيا الحديثة أثناء الحرب العالمية الثانية وتأثيرها في النمو الاقتصادي .فالتلوث يضرب في كل الإتجاهات : الماءـ الهواء ـ والأرض ، والموارد الطبيعية تُستنفذ ، وقد علت صيحات العلماء لتحذر من تدهور أحوال بعض الأنظمة البيئية المهمة، كحزام الغابات الإستوائية ، وانقراض أنواع من الكائنات الحية .إضافة إلى مناخ العالم الذي تتغيَر أحواله ، وانبعاث الغازات الدفيئة التي أدت إلى الاحتباس الحراري الذي يعد قنبلة موقوتة للبشرية.انطلاقاً مما تقدم قسمت الطالبة اطروحتها الى ثلاثة اقسام :
وقد تطرقت في القسم الاول الى دراسة مصادر ومبادئ القانون البيئي الدولي، اضافة الى ذكر التعاريف المتنوعة للقانون البيئي الدولي. اما في القسم الثاني فقد عرضت للإتفاقيات الدولية في مجال حماية البيئة وفقاً للفصول الثلاثة: الفصل الاول :مؤتمر الامم المتحدة حول البيئة البشرية استوكهولم 1972.الفصل الثاني :مؤتمر ريو دي جانيرو 1992.الفصل الثالث :الاتفاقيات الدولية المتعلقة بتغير المناخ.اما في القسم الثالث فقد تحدثت عن المسؤولية البيئية الدولية وفقاً لفصلين: الفصل الاول :اساس المسؤولية الدولية .الفصل الثاني :مصادر واركان المسؤولية الدولية .
لقد عالجت الاطروحة بأقسامها وفصولها معالجة موضوعية اكاديمية، واعتمدت منهجاً تاريخياً علمياً ،محاولة استقاء المعلومات من مصادر عربية وأجنبية ، اضافة الى المواقع الالكترونية المتخصصة في المجال البيئي ،كما تضمنت عددا من الاقتراحات والتوصيات الهامة.وبالتالي فان الاطروحة تتمتع بالمواصفات العلمية والاكاديمية المطلوبة.
ولذلك،اجتمعت اللجنة المؤلفة من الاستاذ الدكتور محمد المجذوب رئيسا،والاستاذ الدكتور كمال حماد مشرفا،والاستاذ الدكتور خليل حسين عضوا، في قاعة المحكمة بجامعة بيروت العربية ،حيث ناقشت الطالبة اطروحتها،فقبلت الاطروحة ومنحت صاحبتها درجة الدكتورة في الحقوق بدرجة جيد جدا.


بيروت:11/6/2010 د.خليل حسين