30‏/06‏/2010

حسام الدين بو عيسي / ماجستير علاقات دولية ودبلوماية

تقرير عن رسالة الطالب حسام الدين بو عيسي
تطور العلاقات الأمريكية الأوروبية
لنيل شهادة الماجستير في العلوم السياسية
سعت وتسعى الإدارة الأمريكية إلى خلق وضع دولي جديد بهدف التحكم في صنع القرار الدولي والمؤسسات الدولية والأنظمة السياسية، ولاسيما الأمم المتحدة والأجهزة التابعة لها.
في المقابل اتجهت أوروبا بقيادة فرنسا وألمانيا إلى العمل على استرجاع مكانتها الدولية، بخاصة بعدما حصل من تحولات على المستوى العالمي من متغيرات في الخريطة السياسية الدولية، أهمها انهيار الإتحاد السوفيتي السابق وبروز الإتحاد الأوروبي واندلاع الحروب الدولية والإقليمية (حروب البلقان، وحرب العراق...) وأحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001 وما تلاها من عدوان تدميري على أفغانستان والعراق.
وفي ضوء المعطيات السابقة حاول الطالب حسام الدين بو عيسي طرح الإشكالية التالية:
ما هي الدوافع والأسباب التي أدت إلى ظهور اختلاف في العلاقات الأوروبية الأمريكية ؟ وهل يمكن أن ينتهي التحالف الأوروبي الأمريكي وتحل محله ثنائية قطبية أوروبية؟ وما هي الإجراءات والتدابير التي يجب أن تتخذها الدول العربية لمواجهة واستغلال هذا التطور في العلاقات الأوروبية الأمريكية ؟
لقد عالج الطالب حسام الدين بو عيسي الموضوع عبر فرضيات ثلاثة :
الفرضية الأولى:إن سياسة التفرد والسعي إلى الهيمنة الأحادية من جانب الولايات المتحدة الأمريكية هي احد العوامل الرئيسة التي زادت من حدة الاختلاف الأوروبي الأمريكي
الفرضية الثانية: كان لانهيار الاتحاد السوفيتي وقيام النظام الدولي الجديد أثر كبير في دفع الولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة على النظام الدولي وزيادة توتر العلاقات الأوربية الأمريكية
الفرضية الثالثة: اتخذت الولايات المتحدة أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر حجة لفرض سياستها وهيمنتها العالمية باستعمال القوة وما نتج منها من اختلاف في المصالح الأوروبية والأمريكية وصراع على مناطق النفوذ.
لقد هدف الأستاذ بو عيسي من خلال رسالته هذه إلى الكشف عن طبيعة العلاقات الأوروبية الأمريكية بعد أحداث أيلول/سبتمبر 2001، والأسباب التي دفعت إلى حدوث شرخ في التحالف السابق بين أوروبا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى سعي الإتحاد الأوروبي لأن يكون قطبا موازيا لأمريكا التي تسعى للإنفراد بصنع القرار الدولي.
اضافة إلى ذلك بحثت هذه الدراسة في انعكاسات الصراع الأوروبي الأمريكي على العالم وبخاصة الوطن العربي، وفي الإجراءات التي يمكن أن تتخذ للوقاية من الآثار السلبية لهذا الصراع.
لقد اعتمد الأستاذ بو عيسي على منهجية علمية موضوعية تمثلت باعتماده على المنهج التاريخي لدراسة التطور التاريخي للعلاقات الأوروبية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية والمراحل التي مرت بها.والمنهج المقارن من خلال التعرض لمقارنة الإمكانات والطاقات الأوروبية بمثيلاتها لأمريكية بغية الوصول إلى مدى قدرة القارة القديمة على منافسة القطب الأمريكي.والمنهج ألوصفي من خلال وصف وتشريح طبيعة العلاقات الأوروبية الأمريكية عبر المراحل التي مرت بها،.والمنهج الإحصائي من خلال تحليل بعض المعطيات الكمية والإحصائية التي تسهم في دعم البحث.
وفي محاولة منه لدراسة حيثيات الموضوع، وفي ضوء الإشكالية والفرضيات التي طرحها، قسم دراسته إلى خمسة أقسام:
تحدث في القسم الأول عن تاريخ العلاقات الأوروبية الأمريكية وطبيعتها. وتناول في القسم الثاني أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر والدعم الأوربي للإدارة الأمريكية. وشرح في القسم الثالث الوحدة الأوروبية والعلاقات الأوروبية الأمريكية. أما بالنسبة للقسم الرابع تحدث فيه عن حرب الخليج الثالثة والمعارضة الأوروبية لها. وختم الرسالة بالتطرق إلى الإستراتيجية الأمريكية والسياسة الأوروبية في ظلّ الوحدة المستقبلية.
ثمة تسلسل علمي وموضوعي في عرض الإشكالات المطروحة وكيفية الإجابة عليها،لجهة تقسيم الرسالة وما تضمّنتها من فصول،إضافة إلى اختيار المصادر والمراجع المثبتة بأسلوب علمي – تقني واضح،والتي شملت مروحة واسعة من المصادر والمراجع والدوريات والتقارير والقرارات باللغتين العربية والإنكليزية إضافة إلى مواقع الإنترنت.
أمَّا لجهة الشكل فقد تقيَّد الباحث في رسالته بالحجم المعقول للرسائل الجامعية،مع تقيّد متوازن في حجم الأقسام والفصول.
لذا تعتبر الرسالة من الناحية العلمية والإجابات التي قدمتها لافتة ومستوفية الشروط الأكاديمية شكلاً ومضموناً مقارنة بالدراسات والأبحاث المنشورة.
قبلت اللجنة المؤلفة من الاستاذ الدكتور محمد المجذوب رئيسا والاستاذ الدكتور خليل حسين والاستاذ الدكتور سناء حمودي الرسالة ومنحت صاحبها درجة الماجستير في القانون العام بدرجة جيد جدا.