08‏/05‏/2016

تأثير اقتصاد الولايات المتحدة الأميركية على مكانتها عالمياً في القرن الحادي والعشرين

تقرير عن أطروحة الطالبة عطارد عوض عبد الحميد الشريفي
" تأثير اقتصاد الولايات المتحدة الأميركية
على مكانتها عالمياً في القرن الحادي والعشرين"
لنيل درجة الدكتوراه في العلوم السياسية
 
ناقشت الطالبة عطارد عوض عبد الحميد الشريفي، أطروحتها المعنونة:" تأثير اقتصاد الولايات المتحدة الأميركية على مكانتها عالمياً في القرن الحادي والعشرين" بتاريخ 11-1-2016 أمام اللجنة المكونة من الدكاترة ، خليل حسين ومحمد حسن قاسم ، والعميد طوني عطالله ومجمد وليد عبد الرحيم، وفوزت فرحات وجهت للإطروحة العديد من الملاحظات في الشكل والمضمون، وطرحت على الطالبة عدة أسئلة أجابت عنها بموضوعية وبسياق أكاديمي وعلمي جيد. وبعد المناقشة والمداولة رأت اللجنة أن الطالبة تستحق درجة الدكتوراه في العلوم السياسية بتقدير جيد جدا.

تنبع أهمية البحث من تراجع اقتصاد الولايات المتحدة الأميركية الذي يكاد يكون منتظماً، ويعد الأسوأ على مدى نصف عقد، إذ أدت السياسات التي اعتمدها جورج بوش الابن إلى ظهور أزمتين متتاليتين، خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وهي حالة نادرة الحدوث في التاريخ الاقتصادي للأزمات الاقتصادية الدولية، وهو ما يعني أن الولايات المتحدة تواجه سنوات عجاف، سيكون مردها مكانتها في النظام العالمي وتراجع في مستوى معيشة مواطنيها، طالما أنها غير قادرة على معالجة الأزمة المالية التي ضربت اقتصادها بقوة في العام 2008، واكتفت بمعالجات تلطيفية أريد منها إسناد المصارف والبنوك، التي أعلنت إفلاسها، إلا أن تعاظم ارتدادات الأزمة على واقع اقتصاد الولايات المتحدة الأميركية، والمتغذية أصلاً من استحقاقات الهيمنة المفترضة، زادت من حجم الدين وبخاصة الداخلي منه، بحيث سجل أواخر العام 2012، مستوى من الدين هو الأكبر على مر تاريخها، ومتجاوزاً لأول مرة الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يأذن ببدء مرحلة جديدة من السياسات المستهدفة للتمدد المالي، والتي من شأنها أن تترك أخاديد في نمط الحياة والتطلع الأميركي القائم على الاستهلاك الواسع في الداخل والأنفاق العسكري بلا حدود في الخارج، وهذا كله لن يمر من دون كلفة على موقعها في النظام العالمي خلال القرن الحالي.
فالي جانب الاختلالات الاقتصادية الداخلية للولايات المتحدة الأميركية، يشهد العالم تنافس شرس ما بين القوى الكبرى، القوى المتطلعة لقيادة العالم ونظامه، ويَعد صراعاً مفتوحاً ما بينها، وصولاً إلى الحرب ، وبالنظر للتعقيدات التكنولوجية التي أضيفت أواخر القرن العشرين، وبخاصة في جوانبه العسكرية بما فيه الردع النووي، أضحت القوة العسكرية ليست القوة الوحيدة القادرة على صوغ معطيات القوة، فقد دخلت الجوانب الاقتصادية والمعلوماتية والإعلامية لُتكمل أنموذج القوة الشاملة المتعددة الجوانب. فضلاً عن أن أهمية الأطروحة بحسب الطالبة تكمن في عدم البحث سابقا في موضوع بهذا التخصص والشمول للاقتصاد الأميركي، وإنما تم التطرق إلى جزئيات منفردة منه، أو إلى مواضيع ذات متغير سياسي. لذا حاولت الطالبة الوصول إلى مجموعة أهداف من بينها
-     كشف مدى الترابط بين القدرات الاقتصادية للولايات المتحدة الأميركية ومكانتها العالمية ما بعد الحرب الباردة.
-     تحديد وتحليل مقومات اقتصاد الولايات المتحدة الأميركية ومشكلاته في مطلع القرن الحادي والعشرين.
-     معرفة وتحليل إمكانات القوى الكبرى وأدوارها من الأحداث وأهم القضايا الدولية والإقليمية أي على مستوى الشرق الأوسط.
-     تقديم مشاهد محتملة لمستقبل المكانة العالمية للولايات المتحدة الأميركية في القرن الحادي والعشرين.
ويسعى البحث إلى إثبات فرضية مفادها: "وجود علاقة طردية بين اقتصاد الولايات المتحدة الأميركية ومكانتها عالمياً، وأن مكانتها كقطب منفرد في القرن الحادي والعشرين لابَّد أن تتراجع لصالح قوى عالمية صاعدة منافسة لها بقوة". ولغرض أثبات فرضية البحث، سعت الطالبة الإجابة عن التساؤلات الآتية:
1.       ما هو تأثير القوة والقدرة على مكانة الولايات المتحدة الأميركية الاقتصادية والسياسية في العقد الأخير من القرن العشرين؟
2.       ما هي مقومات اقتصاد الولايات المتحدة الأميركية ومشكلاته في القرن الحادي والعشرين؟
3.       ما هي عوامل تراجع مكانة الولايات المتحدة الأميركية في القرن الحادي والعشرين؟
4.       ما هو مستقبل مكانة الولايات المتحدة الأميركية عالمياً في القرن الحادي والعشرين؟
   اعتمدت الطالبة التقسيم الثنائي ، فتضمنت الأطروحة بابين، وكل باب احتوى على فصلين، كالتالي: الباب الأول: مكانة الولايات المتحدة الأميركية في النظام العالمي: المضامين والممكنات وبواقع فصلين ، الفصل الأول: التحليل النظري والعملي لقدرات الولايات المتحدة الأميركية في تعزيز مكانتها العالمية لما بعد الحرب الباردة، والمتضمن الإطار المفاهيمي في المبحث الأول منه، والمبحث الثاني تضمن الجانب العملي لمكانة الولايات المتحدة الأميركية في تسعينات القرن الماضي.أما الفصل الثاني، فركز على مقومات اقتصاد الولايات المتحدة الأميركية ومشكلاته في القرن الحادي والعشرين، من خلال مبحثين، تطرق الأول إلى مقومات الاقتصاد الأميركي في تلك الفترة، وأهتم الثاني بالمشكلات التي واجهت اقتصادها في المدة نفسها.في حين ركز الباب الثاني على القوى الكبرى.. وإشكالية احتفاظ الولايات المتحدة الأميركية بالمكانة العالمية "دراسة في التفاعلات واتجاهات المستقبل"، وفق فصلين هما، الفصل الأول والمتضمن التفاعلات الدولية وتأثيرها على مكانة الولايات المتحدة الأميركية في القرن الحادي والعشرين، من خلال مبحثين، الأول تضمن حروب الولايات المتحدة الأميركية وأزمة الرهن العقاري، والثاني تأثير الفواعل الدولية في مكانة الولايات المتحدة الأميركية عالمياً في القرن الحادي والعشرين.أما الفصل الثاني، فأكد على الاتجاهات المستقبلية لمكانة الولايات المتحدة الأميركية في النظام العالمي، من خلال مبحثين هما، الأول التفاعلات الدولية الجديدة وفرص الاحتفاظ بالمكانة وصولاً إلى المبحث الثاني وهو المشاهد المستقبلية لمكانة الولايات المتحدة الأميركية. ومن ثم الخاتمة متضمنة الاستنتاجات والتوصيات.
     ثمة العديد من الملاحظات التي يمكن إن توجه للأطروحة ومنها:
 أولا: في الشكل:
1.     جاء التقسيم الثنائي للأطروحة موفقا من حيث المبدأ ومتلائما مع طبيعة الموضوع ووسائل البحث المفترضة.
2.    ثمة توازن مقبول بين البابين والفصول وبعض المباحث والمطالب.
3.    ثمة أغلاط مطبعية ولغوية من الممكن تفاديها بسهولة.
4.    التوثيق والهوامش جيدة، وطرق الإسناد إلى المعلومات واضحة.
5.    رغم وضوح المعنى في غالب الأطروحة، ثمة حاجة لإعادة صياغة بعض الفقرات لتزداد سباكة.
6.    ثمة بعض الأغلاط في ترتيب بعض المراجع نهاية الأطروحة وفي المراجع العربية والأجنبية.
 
ثانيا:  في المضمون:
1.    جاء اختيار الموضوع موفقا في مرحلة تمر فيها الولايات المتحدة الأميركية بأزمة خفوت السيطرة على النظام العالمي، وهذا ما تم التعبير عنه بشكل واضح في معظم مراحل الأطروحة وأقسامها.
2.    كما أتى عنوان الأطروحة والعناوين الأساسية والفرعية متطابقة مع المضمون ومتفقة في الإطار العام لسياق الأطروحة.
3.    المنهجية والفرضيات التي تمت صياغتهما، كانتا واضحتين، وأدتا الدور المفترض لانجاز كتابة الأطروحة.
4.    الاستنتاجات والمقترحات التي تم التوصل إليها كانت واضحة وتعبّر عن استيعاب الطالبة لدقائق الأمور في الأطروحة.
5.    لقد أثرت بعض الصياغات الركيكة في الأطروحة على سلاسة التعبير في صياغة الأطروحة.
6.    استعملت الطالبة مروحة واسعة من المراجع العربية والأجنبية المهمة والحديثة ذات الصلة بموضوع الأطروحة.
7.    استندت الطالبة إلى جداول إحصائية جيدة ومعبرة عما توصلت إليه الطالبة من استنتاجات.
      ناقشت الطالبة عطارد عوض عبد الحميد الشريفي، أطروحتها المعنونة:" تأثير اقتصاد الولايات المتحدة الأميركية على مكانتها عالمياً في القرن الحادي والعشرين" بتاريخ 11-1-2016 أمام اللجنة المكونة من الدكاترة ، خليل حسين ومحمد حسن قاسم ، والعميد طوني عطالله ومجمد وليد عبد الرحيم، وفوزت فرحات وجهت للإطروحة العديد من الملاحظات في الشكل والمضمون، وطرحت على الطالبة عدة أسئلة أجابت عنها بموضوعية وبسياق أكاديمي وعلمي جيد. وبعد المناقشة والمداولة رأت اللجنة أن الطالبة تستحق درجة الدكتوراه في العلوم السياسية بتقدير جيد جدا.
 
بيروت: 11-1- 2016                                            أ.د.خليل حسين