08‏/05‏/2016

سيلسة ايران الخارجية


الطالب علي دربج  
سيلسة ايران الخارجية
 
    ناقش الطالب علي دربج اطروحة الدكتوراه المهنونة سياسة ايران الحارجية امام اللجنة المكونة من الدكاترة خليل حسين ومحمد المجذوب وجورج عرموني ووليد عبد الرحيم وكمال حماد، وبعد المناقشة والمدداولة منحت اللجنة درجة الدكتوراه في العلوم السياسية بتقدير جيد.
تتمتع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأهمية استراتيجيه كبيرة وحيوية. وتزداد هذه الأهمية يوما بعد يوم نظرا للتطورات الإقليمية والدولية، كانت إيران، خلال الفترة الماضية التي سبقت نجاح الثورة الإسلامية، تمثل حجر الزاوية بالنسبة للسياسة الأميركية، فقد كانت السياسة الإيرانية في تلك المرحلة موجهة نحو حماية المصالح الغربية، وتحديدا الأميركية سواء أكانت هذه المصالح سياسية، أم اقتصادية، أم أمنية، أو جميعها معاً.
وبعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران في العام 1979، وما مثلت هذه الثورة من تغيير أساسي وجذري في سياساتها الخارجية، سواء على المستوى الداخلي أم الخارجي، انتقلت إيران من مرحلة المدافع عن المصالح الغربية في المنطقة، إلى دولة تتبع سياسة إسلامية مستقلة بعيدة عن المحاور والتحالفات. وطرحت هذه الثورة أفكاراً جديدة اتصفت بخصوصية وتوجهات مغايرة ومختلفة لما هو سائد في البيئة الإقليمية والدولية على حد سواء.
وبالمقابل اعتبرت هذه الثورة نقطة تحول جديدة في نظر إيران بالنسبة إلى علاقاتها الخارجية، أدّت إلى بلورة سياسة خارجية تمثل ردة فعل قوية على السياسة الخارجية، التي اتبعها الشاه، وألغت الدور الذي وضعه لإيران بهدف حماية المصالح الغربية.
أما السياسة الخارجية الإيرانية تجاه المنطقة العربية، فقد تأثرت بفعل التطورات الكثيرة والمتلاحقة، على الصعيدين الإقليمي والدولي، وأدت إلى حدوث أزمات مختلفة أثرت في مسار العلاقات العربية - الإيرانية.
وارتبط التنوع في أنماط التفاعل الإيراني العربي، بشكل كبير، بتطور المستجدات المختلفة الداخلية والخارجية على حد سواء، وخاصة ما يتعلق منها بالتطورات الدولية التي أدت إلى بروز أميركا كقوة متفردة تسعى للسيطرة على النظام الدولي الجديد، كما تسعى  إيران بالمقابل لمواجهة السياسة الأميركية في المنطقة.
وتحاول إيران أن تستغل ما لديها من أوراق تؤهلها لبسط نفوذها داخل محيطها الإقليمي، بغية لعب دور قيادي، يمثل قدراتها وإمكانياتها الحقيقية، وثقلها الحضاري والتاريخي. وهذا ما يعتبر إحدى الإشكاليات التي واجهت إيران في سياستها الخارجية، إذ إن بعض العرب لا‏ ‏يستسيغ‏ ‏ ‏الحديث‏ ‏عن‏ ‏مشروع‏ ‏إيراني‏ ‏لمنطقة‏ ‏الشرق‏ ‏الأوسط‏. وهذا لا‏ ‏يعني‏‏ ‏بالضرورة‏ ‏أن البعض‏ ‏لا‏ ‏يرى‏ ‏التمدد‏ ‏الذي‏ ‏يحدث‏ ‏في‏ ‏نفوذ‏ ‏إيران‏ ‏الإقليمي، ‏وسعيها‏ ‏إلى‏ ‏تجميع‏ ‏أوراق‏ ‏عربية‏ ‏من‏ ‏العراق‏ ‏إلى‏ ‏لبنان‏ ‏وفلسطين‏. ‏فمشروع‏ ‏طهران‏ ‏الرامي إلى إعادة ‏صوغ‏ ‏منطقة‏ ‏الشرق‏ ‏الأوسط‏ ‏على‏ ‏مقاسها‏ ‏ووفق‏ ‏مصالحها‏، ‏لا‏ ‏يخفي‏ ‏على‏ ‏أي‏ ‏متابع‏ ‏لما‏ ‏جرى‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏المنطقة‏ ‏خلال‏ ‏الفترة‏ ‏الماضية‏.‏
لقد ظهر المشروع الإيراني وكأنه مشروع هجومي بسبب الفراغ العربي.  ولما‏ ‏كان‏ ‏المشروع‏ ‏الإيراني‏، ‏سياسياً‏ ‏واستراتيجيا،‏ ‏يهدف‏ ‏إلى‏ ‏تغيير‏ ‏منطقة‏ ‏الشرق‏ ‏الأوسط‏ ‏بما‏ ‏يحقق‏ ‏مصالح‏ ‏طهران‏ ‏كما‏ ‏يراها‏ ‏حكامها‏ ‏الآن‏، ‏فمن‏ ‏الطبيعي‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏إيجابياً‏ ‏بالنسبة‏ ‏إليهم كونه يقوم على عدد من المرتكزات الأساسية أبرزها:
1)   التعاون الإقليمي.
2)   قيام منظومة امن إقليمية تضم دول المنطقة فقط.
3)   دعم القضية الفلسطينية وحركات المقاومة.
4)   مواجهة الإرهاب.
‏ وفي المقابل‏ لم ير العرب في المشروع الإيراني سوى الهيمنة وتوسيع النفوذ الإيراني على حساب مصالح العرب ‏‏الذين‏ ‏يطمحون‏ ‏إلى‏ ‏دور‏ ‏أكبر ‏في‏ ‏صوغ‏ ‏مستقبل‏‏ ‏المنطقة‏، ‏ويرون‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏المستقبل‏ ‏يصنعه‏ ‏العمل‏ ‏والبناء‏ ‏والإصلاح‏ ‏والمشاركة‏ ‏والعلم‏ ‏والمعرفة، ‏وليس‏ ‏السلاح‏ ‏النووي‏ ‏ومعاداة‏ ‏الغرب‏.‏
وبقي المشروع‏ الإيراني‏‏ ‏محبطاً ‏لفترة‏ ‏طويلة، ثم ما لبث أن‏ ‏بدأ‏ ‏يؤتي‏ ‏بعض‏ ‏ثماره‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏تخلى‏ ‏أصحابه‏ ‏عن‏ ‏طموحاتهم الأولى‏ ‏التي‏ ‏رافقت‏ ‏سعيهم‏ ‏إلى‏ ‏تصدير‏ ‏ثورتهم‏ ‏عبر‏ ‏إثارة‏ ‏القلاقل‏ ‏والاضطرابات‏ ‏في‏ ‏كثير‏ ‏من‏ ‏البلاد‏ ‏العربية‏. ‏وقدمت‏ إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن،‏ ‏بأخطائها‏ ‏الفادحة‏ ‏في‏ ‏المنطقة، خدمات كبيرة‏ لهم‏‏ ‏أدى‏ ‏إخفاقها‏ ‏في‏ ‏العراق‏ ‏إلى‏ ‏جعل‏ ‏جنوبه‏ ‏ووسطه‏ ‏منطقة‏ ‏نفوذ‏ ‏إيراني.
ولأن‏ ‏معظم‏ ‏أهل‏‏ ‏المنطقة‏ ‏عرب‏، ‏فمن‏ ‏الطبيعي‏ ‏والضروري‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏للمشروع‏ ‏الإيراني‏ ‏أبعاد‏ ‏عربية‏ ‏أساسية‏ ‏تتجلى‏ ‏في‏ ‏معظم‏ أوراق القوة الاستراتيجية ‏التي‏ ‏يعتمد‏ ‏عليها‏ ‏هذا‏ ‏المشروع‏. ‏فالأداة‏ ‏الأولى‏ ‏لهذا‏ ‏المشروع‏ ‏هي‏ ‏الإمساك‏ ‏بأوراق‏ ‏عربية‏ ‏مهمة‏ ‏ومؤثرة‏ ‏في‏ ‏مستقبل‏ ‏المنطقة‏ ‏عامة‏. ‏وبعد‏ ‏أن‏ ‏كان‏ ‏العراق‏، ‏رغم‏‏ ‏كل‏ ‏أخطاء الرئيس نظام السابق‏ ‏صدام‏ ‏حسين، ‏حاجزاً‏ ‏أمام‏ ‏إيران‏، ‏صار‏ ‏هو‏ ‏الممر ‏الذي‏ ‏تتمدد‏ ‏عبره‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏أصبح‏ ‏منطقة‏ ‏نفوذ‏ ‏لها‏ ‏على‏ ‏نحو‏ ‏لم‏ ‏يحلم‏ ‏به‏ ‏أبداً‏ ‏ النظام الديني المتعاقب‏ ‏ولا‏ ‏النظام‏ ‏الشاهنشاهي‏ السابق.‏
وإلى‏ ‏جانب‏ ‏هذه‏ ‏الورقة، ‏والورقة‏ ‏اللبنانية‏ ‏المهمة‏ ‏المتمثلة‏ ‏في‏ "‏حزب‏ ‏الله"‏ ‏وحلفائه، ‏أمسكت‏ ‏إيران‏ ‏أخيراً‏ ‏بالورقة‏ ‏الفلسطينية‏، ‏ليس‏ ‏فقط‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏المزايدة‏ ‏على‏ ‏الدول‏ ‏العربية‏ ‏المعتدلة‏، ‏ولكن‏ ‏أيضاً‏ ‏عبر‏ ‏تنمية‏ ‏علاقاتها‏ ‏مع‏ ‏حركة‏ "حماس" ‏التي‏ ‏استولت‏ ‏على‏ ‏قطاع‏ ‏غزة‏ ‏ليصبح‏ ‏امتداداً بدرجة ما ‏لمناطق‏ ‏النفوذ‏ ‏الإيراني‏.‏
أما‏ ‏الأداة‏ ‏الثانية‏ ‏لمشروع‏ ‏إيران‏ ‏فهي‏ ‏الإصرار‏ ‏على‏ ‏تنمية‏ ‏البرنامج‏ ‏النووي‏ الذي عملت طهران على تحويله إلى ‏قضية‏ ‏كفاحية‏ ‏ورمز‏ ‏لمواجهة‏ ‏الهيمنة‏ ‏الأميركية‏ ‏من‏ ‏ناحية‏. وفيما كان الهدف الأساسي ‏هو مواجهة الأخطار الخارجية ولا سميا  اخطار أميركا وإسرائيل اللتين كانتا تجاهران على الدوام بالسعي لتغيير النظام الإسلامي في إيران، إضافة إلى إظهار‏ ‏تفوقها‏ ‏على‏ ‏دول‏ ‏المنطقة‏ ‏الأخرى.
وليس‏ ‏مهماً ‏بالنسبة‏ ‏للمشروع‏ ‏الإيراني‏ ‏أن‏ ‏يصل‏ ‏البرنامج‏ ‏النووي‏ ‏إلي‏ ‏إنتاج‏ ‏سلاح‏ غير‏ ‏تقليدي‏، ‏فالأهم‏ ‏هو‏‏ ‏الإصرار‏ ‏على‏ ‏هذا‏ ‏البرنامج‏ ‏الذي‏ ‏من المجرح ‏أن‏ ‏يبقى‏ ‏لفترة‏ ‏طويلة‏ ‏في‏ ‏حالة‏ ‏غموض‏ ‏مقصود‏، ‏لأنه‏ ‏يؤدي‏ ‏دوراً ‏سياسياً‏ ‏واستراتيجياً‏ ‏في‏ ‏دعم‏ ‏مشروع‏ ‏إيران‏ ‏الإقليمي‏ ‏ الذي أدى هدفه المنشود، بالاتفاق النووي، في تشرين الثاني في العام 2014، بين إيران ومجموعة 5 +1. 
‏وتتمثل‏ ‏الأداة‏ ‏الثالثة‏ ‏لهذا‏ ‏المشروع‏ ‏في‏ ‏رفع‏ ‏شعار‏ ‏الممانعة‏ ‏ومقاومة‏ ‏النفوذ‏ ‏الأميركي‏ ‏الإسرائيلي، ‏باعتباره‏ ‏شعارا‏ ‏براقاً‏ ‏يدغدغ‏ ‏مشاعر‏ ‏شعوب‏ ‏المنطقة‏، ‏بما‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏القطاعات‏ ‏الأوسع‏ ‏من‏ ‏الشعوب‏ ‏العربية، ‏ويجعل‏ ‏إيران‏ ‏في‏ ‏موقع‏ ‏القائد‏ ‏الفعليّ‏ ‏لكل‏ ‏من‏ ‏يرفض‏ ‏السياسة‏ ‏الأميركية‏ ‏ويسعى‏ ‏إلى‏ ‏مواجهة‏ ‏إسرائيل‏.‏
ونأتي‏ ‏إلى‏ ‏الأداة‏ ‏الرابعة‏ ‏التي‏ ‏توافرت‏ ‏لإيران‏ ‏من‏ ‏دون‏ ‏أدنى‏ ‏جهد‏، ‏وهي‏ ‏استغلال‏ ‏الأخطاء‏ ‏الأميركية‏ ‏والإسرائيلية‏ ‏للحصول‏ ‏على‏ ‏مكاسب‏ ‏تدعم‏ ‏دورها‏ ‏وتدفع‏ ‏مشروعها‏ ‏إلى‏ ‏الأمام‏. ‏فقد‏ ‏تكفلت‏ ‏الولايات‏ ‏المتحدة‏ ‏بإزاحة‏ ‏عدو‏ ‏إيران‏ ‏الأول‏ ‏في‏ ‏المنطقة‏، ‏وهو‏ ‏نظام‏ الرئيس السابق ‏صدام‏ ‏حسين، ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏أراحتها‏ ‏من‏ ‏عدوها‏ ‏الثاني ‏ ‏في‏ ‏أفغانستان،‏ أي من "حركة طالبان"، التي كانت توازي في خطورتها نظام صدام إن لم يكن أكثر، بسبب الاختلاف العقائدي بين إيران وطالبان. ‏وأدى‏ ‏فشل‏ ‏إسرائيل‏ ‏في‏‏ عدوانها على لبنان في تموز العام‏ 2006، ‏إلى‏ ‏دعم‏ ‏نفوذ‏ "‏حزب‏ ‏الله"‏ ‏وحلفائه‏، ‏وبالتالي‏ ‏تقوية‏ ‏المشروع‏ ‏الإيراني أكثر فأكثر. ‏‏
‏هكذا‏ ‏يبدو‏ ‏المشروع‏ ‏الإيراني‏ ‏في‏ ‏حالة‏ ‏تقدم. ‏لكن‏ ‏هذا‏ ‏لا‏ ‏ينفي‏ ‏عنه‏ ‏طابعه‏ ‏المغامر، ‏لأنه‏ ‏كان‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يتحول‏ ‏إلى‏ ‏كارثة‏ ‏على‏ ‏إيران‏ ‏لو‏ ‏أن‏ ‏الولايات‏ ‏المتحدة‏ ‏نجحت‏ ‏في‏ ‏العراق‏. ‏غير‏ ‏أن‏ ‏فشلها‏ ‏هناك‏ ‏أضعف‏ ‏مشروعها‏ ‏في‏ ‏المنطقة‏ (‏مشروع‏ ‏الشرق‏ ‏الأوسط‏ ‏الكبير) ‏وفتح‏ ‏أبواباً‏ ‏للمشروع‏ ‏الإيراني‏ ‏لكي‏ ‏يتمدد‏ ‏ويكتسب‏ ‏أرضاً ‏جديدة‏ ‏ويتطلع‏ ‏إلى‏ ‏إعادة‏ ‏صوغ‏ ‏المنطقة‏. ‏ولا‏ ‏يعنى‏ ‏ذلك‏ ‏أنه‏ ‏في‏ ‏طريقه‏ ‏إلى‏ ‏النجاح‏ ‏حتما‏.
وعليه فإن الدور الذي تلعبه إيران في المنطقة منذ قيام الثورة الإسلامية والنفوذ الذي نجحت في فرضه بدءاً من لبنان ومرورا بفلسطين وانتهاء  بالعراق  واليمن وصولا إلى سوريا التي تعتبر صلة الوصل الرئيسية بين هذه المناطق. كل ذلك شكل دافعاً قوياً لنا لاختيار موضوع البحث، باعتبارنا مواطنين عرباً يعيش في المنطقة تعنى بالتطورات التي تطالها ونتأثر بها. وهناك من ناحية ثانية، الفضول العلمي للبحث والدراسة الذي دفعنا للغوص في أعماق السياسة الخارجية الإيرانية في محاولة منا للوقوف على حقيقة الأحداث والتطورات والصراعات والحروب التي خاضتها إيران في المنطقة، والخروج بنتائج علمية وافية عن ماضيها وحاضرها ومستقبلها.
 
أولاً ــــ إشكالية البحث:
سيركز هذا البحث على عدد من المعطيات التي يمكن، من خلال المنهجية العلمية، التأكد من صحة وقائعها، وذلك في إطار الأحداث والوقائع التاريخية التي جرت في إيران ومحيطها في العقود الماضية، إضافة إلى المتغيرات الدولية الحالية وما ستؤول إليه أوضاع المنطقة، والدور الإيراني المهم في صياغة مستقبل المنطقة انطلاقا من الفرضيات الآتية:
1.   ذكر مراحل السياسة الخارجية الإيرانية وأبعادها السياسية والإستراتيجية في إيران والمنطقة.
2.   استعراض المحددات السياسية لسياسة إيران الخارجية وتحولاتها.
3.   ذكر أهمية موقع إيران وخصائصها الجغرافية، فضلا عن أهميتها السياسية والاقتصادية، وخصوصاً بعد اكتشاف النفط فيها.
4.   تحليل الثورة الإيرانية وتداعياتها على السياسة الخارجية وقضاياها.
5.   التطرق إلى التحولات الإقليمية بعد انهيار الإتحاد السوفياتي.
6.   قراءة تداعيات أحداث 11 أيلول 2001، على إيران والمنطقة، إضافة إلى الإستراتيجية الأميركية التي اتبعها المحافظون الجدد تجاه إيران والمنطقة.
7.   عرض العلاقات الإيرانية مع الأقطاب الدوليين، خصوصا روسيا والصين.
8.   استعراض الاحتلال الأميركي للعراق في العام 2003، والتركيز على الدور الإيراني، والتطرق إلى المحاولات الأميركية لإعادة رسم خارطة المنطقة والموقف الإيراني  من احتلال العراق.
9.   ذكر الأسباب الكامنة وراء النفوذ الإيراني في العراق.
10.    تشريح الدور الإقليمي لإيران بعد احتلال العراق، والتطرق إلى العلاقات العربية الإيرانية، خصوصا مع دول الخليج ومصر.
11.    شرح الأزمة السورية والموقف الإيراني منها.
12.    التطرق إلى إستراتيجية المواجهة الإيرانية - الأميركية.
13.    وأخيرا عرض للموقف الإيراني من الثورات والتحركات الشعبية في الوطن العربي، انطلاقاً من عدة تساؤلات، أبرزها:
أ‌.      هل  تمكنت إيران من تحقيق مشروعها  الإقليمي؟
ب‌.  هل نجحت طهران فعلا ًفي تطويع المنطقة العربية وفرض نفوذها الإقليمي؟
ت‌.  ما هي الأهداف الحقيقة  لطهران التي تدخلت على أساسها في المنطقة؟
ث‌.   هل  أصبحت إيران شريكا للولايات المتحدة في إستراتيجيتها في المنطقة العربية القائمة على إعادة ترتيب أوضاعها وهيكليتها، خصوصا بعد الاتفاق النووي الإيراني - العربي؟
ج‌.    هل مشروع إيران في تقدم مقابل أفول النظام الإقليمي العربي؟
 
ثانياً ــــ أهمية البحث:
إن أهمية هذا البحث تكمن في أن إيران دولة مؤثرة وفاعلة في منظومة العلاقات الدولية، فهي تقبع على موقع استراتيجي في غاية الأهمية، يزخر بالثروات الطبيعية بسبب إطلالته وإشرافه على مضيق هرمز وسيطرته على بعض الجزر الموجودة فيه، فقد يعدّ هذا المضيق من أهم المعابر المائية عالميا. كما أن إيران تمتلك نفوذا وتأثيراً قوياً في المنطقة يبدأ بالعراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن والعربية السعودية وبلدان الخليج كلّها وينتهي  بفلسطين، فضلاً عن حدودها الشمالية التي تمتد من القوقاز إلى بحر قزوين الذي يشهد تنافساً بين الدول المحيطة به بسبب وجود ثروات نفطية هائلة فيه.
وإضافة إلى ذلك، فإن المشروع الأميركي للسيطرة على المنطقة اصطدم بإيران التي حاولت، ولا تزال، الوقوف بوجه هذا المشروع، بسبب تعارض مصالح ورؤى الطرفين حول آلية بناء المنطقة، فكلّ طرف منهما يسعى لإعادة تشكيل المنطقة وفق مصالحه الخاصة، فقد تسعى الولايات المتحدة إلى الهيمنة على ثروات المنطقة دون شريك وتنصيب إسرائيل وكيلاً لها فيها، بينما تسعى إيران إلى تحسين موقعها وبسط نفوذها السياسي والديني لتكون القوة العسكرية الأولى في الشرق الأوسط نتيجة الفراغ الذي أحدثه سقوط النظام العراقي.
 
ثالثاً ـــــ منهج البحث:
إن الأسلوب المتبع في هذا البحث يعتمد على المنهج التاريخي التحليليّ، إضافة إلى المنهج المقارن خصوصاً في استخدام الجيوبوليتيك، إضافة إلى أسلوب التحليل الاستقرائي في تتبع مسار الأحداث الماضية والتطورات المستقبلية.
 
رابعاً ــــ نطاق البحث:
- النطاق المكاني: إيران.
- النطاق الزماني: فترة الاحتلال الأميركي للعراق العام 2003 حتى العام 2013.
 
خامساً ــــ هيكلية البحث:
يـتألف هذا البحث من مقدمة وبابين، يحتوي كل باب على فصلين، ويضم الفصل الأول من الباب الأول ثلاثة مباحث، فيما يحتوي الفصل الثاني على أربعة مباحث. أما الفصل الأول من الباب الثاني فيضم ثلاثة مباحث، ويحتوي الفصل الثاني من الباب الثاني على سبعة مباحث. ويتناول الفصل الأول من الباب الأول السياسة الخارجية الإيرانية وأبعادها ومحدداتها والموقع وأثره في هذه المحددات، إضافة إلى تداعيات الثورة الإيرانية على السياسة الخارجية، والتحولات الإقليمية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. ويعالج الفصل الثاني من الباب الأول تداعيات أحداث 11 أيلول، على إيران والمنطقة، إضافة إلى الاستراتيجية الأميركية التي اتّبعها المحافظون الجدد تجاه إيران والمنطقة، والعلاقة مع كل من روسيا والصين.
أما في الباب الثاني فنستعرض الاحتلال الأميركي للعراق في العام 2003، ونركّز على الدور الإيراني، ونتطرق إلى المحاولات الأميركية لإعادة رسم خارطة المنطقة والموقف الإيراني  من احتلال العراق. ونتطرق في الفصل الثاني من الباب الثاني إلى الدور المهم لإيران في المنطقة والأوراق التي تملكها، وكذلك إلى علاقات طهران مع الدول العربية، وخصوصا دول الخليج ومصر، إضافة إلى الموقف الإيراني من المشاريع والحركات والانتفاضات الثورية في الوطن العربيّ  ومن ضمنها الأزمة السورية.
وقد استخدمنا عند إعداد هذا البحث عدداً من المراجع العربية والمراجع الأجنبية المترجمة إلى العربية، فضلاً عن المراجع الإنكليزية والدوريات والصحف العربية والأجنبية ومواقع الإنترنت الخاصة بالمواقع الإخبارية ومراكز الدراسات العربية والأجنبية.  
وبالرغم من توافر كم كبير من المراجع التي تناولت سياسة إيران الخارجية بعد احتلال العراق، إلا أننا واجهنا صعوبة في كشف تضارب المعلومات الواردة في مختلف المراجع، إضافة إلى وجود عدد كبير من الكتب الفارسية غير المترجمة  إلى العربية التي تركز على هذا الموضوع، وعدم إمكانية الحصول على كل هذه الكتب للاستفادة منها، و صعوبة استعارة الكتب، لأن المكتبات في الجامعات تفرض نظاماً خاصاً صارماً يمنع نظام الاستعارة.غير أنه، بفضل الله تعالى، تمكنا من تخطي نسبيا هذه الصعوبة.
وأخيرا نتوجه بالشكر الجزيل إلى أعضاء اللجنة الموقرة على الجهد الذي بذلوه معنا، وخصوصاً الوقت الذي كرسوه  لقراءتهم قراءتهم البحث، وتكرمهم بإبداء الملاحظات وتوجيه الإرشادات التي ستضفي قيمة علمية عليه، مع  تعهدنا الشديد بالأخذ بها والمبادرة إلى معالجتها، على أمل أن أكون قد وفقنا في بحثنا وحققنا الغاية العملية المرجوة منه.