08‏/05‏/2016

تأثير العوامل الداخلية على السياسة الخارجية في العراق

تقرير عن رسالة الطالب ناسو رسول
تأثير العوامل الداخلية على السياسة الخارجية في العراق
لنيل شهادة الماجستير في العلوم السياسية
 
ناقش الطالب ناسو رسول رسالته بتاريخ 19-1-2016 أمام اللجنة المكونة من الدكاترة كمال حماد وخليل حسين وميريام يونس، ووجهت للرسالة بعض الملاحظات والأسئلة التي أجاب عنها الطالب بوضوح وبموضوعية، وبعد المناقشة والمداولة، رأت اللجنة إن الطالب ناسو رسول، يستحق شهادة الماجستير في العلوم السياسية بتقدير جي
يعتبر الموضوع المختار من المواضيع المهمة في إطار معالجة القضايا العراقية، لا سيما الفترة التي تم اختيارها ، والمتعلقة أساسا بالفترة المتعلقة باحتلال العراق من  قبل الولايات المتحدة الأميركية. إضافة إلى أن معالجة الموضوع المتعلق بالسياسة الخارجية قد تم ربطه بأثر العوامل الداخلية على السياسة الخارجية، وهي كثيرة بطبيعة الحال.
      ثمة عوامل داخلية كثيرة أثرت في رسم السياسة الخارجية العراقية، ومن بينها أولا قضية الاحتلال الأميركي وما تركه من آثار على علاقات العراق بغيره من دول الجوار ، كإيران وسوريا وتركيا وغيرها من الدول إضافة إلى ذلك ثمة عوامل متعلقة بالتنوع الديني والمذهبي والعرقي والقومي، ما جعل آليات رسم السياسة الخارجية تبدو أكثر تعقيدا، بالنظر لضرورات مراعاة هذه العوامل.
      فالسياسة الخارجية لأي دولة انعكاساً واضحاً لمجموعة من العوامل الداخلية والخارجية، الأمر الذي يقتضي تفاعل مجموعة من العوامل والمعطيات داخلَ الدولة، وبذلك تنعكس العوامل الداخلية للدولة انعكاساً واضحاً على مستوى السياسة الخارجية وينطبق هذا القول خاصةً على السياسة الخارجية العراقية، إذ باتت محكومة بجملة من العوامل الداخلية منذ العام (2003)؛ فمع تهاوي أركان النظام السابق ، ترك رحيله تغيراً جذرياً في التوجهات السياسية على مستوى الداخل والخارج، وأدى هذا التحول إلى ظهور عوامل داخلية مؤثرة بشكل ملحوظ في المشهد السياسي العراقي مع ظهور عدد من المشاكل والصراعات الداخلية وعلى كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية داخل العراق وخارجه.
      فالوضع الداخلي العراقي، يشكل تحديا كبيرا ومردّ ذلك إلى تزايد الطموحات لدى الزعماء السياسيين الطامعين في السيطرة على السلطة وفرضها بالقوة. فالواضح أن بعض هذه الزعامات مثلت العقبة الأساسية أمام تشكيل الحكومة الوطنية، التي تعكس رغبات وطموحات المجتمع العراقي ككل، ما أدى إلى جعل العملية السياسية تزداد سوءاً.
       ورأى الطالب في رسالته ،أن السياسة الخارجية هي امتداد للسياسة الداخلية، فقد أثرت العوامل الداخلية في العراق بشكل واسع على سياستها الخارجية، إذ يفترض أن تسعى جميع الدول عبر سياستها الخارجية إلى حماية مصالحها على الصعيد الوطني، بالإضافة إلى حماية الأمن الداخلي، وتحقيق وحدة فكرية إيديولوجية واقتصادية، حيث لا يمكن تحقيق هذه الأهداف إلا من خلال التعاون السليم مع الأمم والشعوب الأخرى. وإن المتتبع لمسيرة السياسية الخارجية العراقية يتبين له أنها جرت في سياق مليء بالتحولات، التي عصفت بالبلاد والمنطقة برمتها نحو انعطافات حادة، تمثلت في جملة من التحديات الكبيرة وأعباء واضحة لا يستهان بها من أجل رسم متوازن للابتعاد عن سياسة الانغلاق والعزلة لدى صناع السياسة الخارجية العراقية، نظراً لكون العراق قد واجه تغيرين جذريين في مرحلة ما بعد العام (2003) على الصعيدين الداخلي والخارجي وقد تجّليا من حيث هيمنة القطب الأوحد- أمريكا- على القرار السياسي الدولي وعلى القرار السياسي الداخلي العراقي .وعلى الصعيد الداخلي، فقد بدأ واضحاً أن تغيير نظام الحكم في العراق من نظام شمولي مركزي إلى نظام ديمقراطي فيدرالي نيابي ، أسفرَ عن اعتماد السياسة الخارجية العراقية بصورة مباشرة على المنهج التوجيهي ، بغية تنفيذ أهداف ووسائل السياسة الخارجية العراقية.
      تكمن أهمية هذا البحث في بيان مدى تأثير العوامل الداخلية في العراق على سياسته الخارجية، وذلك في أطار المتغيرات التي فرضت تغيير النظام السياسي ، كما تتطرق الدراسة إلى مدى تأثير البيئة الداخلية والخارجية للعراق على المستويين الإقليمي والدولي.وفي هذا الصدد، إن الإشكالية المرتبطة بهذه الدراسة تكمن في مدى تأثير العوامل الداخلية على السياسة الخارجية العراقية في فترة بعد الاحتلال ؟ وما هي المتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية ذات التأثير الضاغط على السياسة الخارجية العراقية؟ وما هي المتغيرات البيئية الإقليمية والدولية التي أثرت بشكل مباشر على السياسة الخارجية العراقية؟. كما أن التصدي لهذه الإشكالية يقتضي مناقشة التساؤلات الآتية وفقا لرأي الطالب:
1-      ما هو تأثير العوامل الداخلية على السياسة الخارجية العراقية بعد العام (2003)؟
2-      ما هو تأثير العامل الإقليمي على السياسة الخارجية العراقية؟
3-      ما هو تأثير العامل الدولي على السياسة الخارجية العراقية؟
          وللإجابة على هذه الإشكالية اتبع الطالب المنهج التحليلي والمنهج التاريخي بهدف الإحاطة بالمتغيرات الإقليمية والدولية على مستوى السياسي بالمنطقة العربية بشكل عام والعراق بشكل خاص، وقسم الطالب هيكلية الدراسة إلى مقدمة وفصلين وخاتمة ، حيث تمحور الفصل الأول حول طبيعة العوامل الداخلية في ضوء السياسة الخارجية العراقية بعد العام 2003 ، وتمحور الفصل الثاني حول المتغيرات في السياسة الخارجية العراقية على المستوى الإقليمي والدولي.
     ثمة العديد من الملاحظات التي يمكن إن توجه للرسالة ومنها:
 أولا: في الشكل:
1.     جاء التقسيم الثنائي للرسالة موفقا من حيث المبدأ ومتلائما مع طبيعة الموضوع ووسائل البحث المفترضة.
2.    ثمة توازن مقبول بين الفصلين وبعض المباحث والمطالب.
3.    ثمة بعض الأغلاط المطبعية واللغوية من الممكن تفاديها بسهولة.
4.    التوثيق والهوامش جيدة، وطرق الإسناد إلى المعلومات واضحة.
5.    ثمة بعض الأغلاط في ترتيب بعض المراجع نهاية الأطروحة وفي المراجع العربية والأجنبية.
 
ثانيا:  في المضمون:
1.    كما أتى عنوان الرسالة والعناوين الأساسية والفرعية متطابقة مع المضمون ومتفقة في الإطار العام لسياق الأطروحة.
2.    المنهجية والفرضيات التي تمت صياغتهما، كانتا واضحتين، وأدتا الدور المفترض لانجاز كتابة الأطروحة.
3.    الاستنتاجات والمقترحات التي تم التوصل إليها كانت واضحة وتعبّر عن استيعاب الطالبة لدقائق الأمور في الأطروحة.
4.    لقد أثرت بعض الصياغات الركيكة في الرسالة على سلاسة التعبير في الصياغة.
5.    استعملت الطالب مروحة واسعة من المراجع العربية والأجنبية المهمة والحديثة ذات الصلة بموضوع الأطروحة.
      ناقش الطالب ناسو رسول رسالته بتاريخ 19-1-2016 أمام اللجنة المكونة من الدكاترة كمال حماد وخليل حسين وميريام يونس، ووجهت للرسالة بعض الملاحظات والأسئلة التي أجاب عنها الطالب بوضوح وبموضوعية، وبعد المناقشة والمداولة، رأت اللجنة إن الطالب ناسو رسول،
يستحق شهادة الماجستير في العلوم السياسية بتقدير جيد
 
بيروت: 19-1- 2016                                               أ.د.خليل حسين