05‏/09‏/2013

جواس حسن رسول / برلمان الاتحاد الأوروبي طريق إلى التكامل الأوروبي


اسم الطالب : جواس حسن رسول

عنوان الرسالة : برلمان الاتحاد الأوروبي طريق إلى التكامل الأوروبي

الشهادة : درجة الدكتوراه في الحقوق (تخصص القانون الدولي العام)
 
لم يكن في مقدور الدول الأوروبية النجاح، هذه المرة، في البدء بعملية التكامل والوحدة وتأسيس الاتحاد الأوروبي لولا تفاعل وتضافر عدة عوامل، منها السياسي والاقتصادي، ومنها ما يتعلق باختيار المنهج التكاملي الملائم لأوضاعها، ومنها ما يتعلق بالهيكلية المؤسسية الصحيحة والفعالة لمؤسسات الاتحاد. وفيما يتعلق بالعامل الأخير (البناء المؤسسي للاتحاد الأوروبي) فقد حرص الآباء المؤسسون، منذ البداية، على بناء مؤسسات ذات هياكل وصلاحيات واضحة، لإدارة العملية التكاملية على أحسن وجه، ولكي تحل تدريجيا محل الدول الأعضاء بالنسبة إلى ممارسة السيادة التي يتم التنازل عنها من قبل الدول الأعضاء، كلما كان ذلك ضروريا لتحقيق أهداف العملية التكاملية.
ويعتبر البرلمان الأوروبي من بين المؤسسات الرئيسية التي تم إنشاؤها منذ البداية في هذا الإطار، أملا في أن يسهم بشكل فعال، وكمؤسسة ديمقراطية، في رفع مستوى العلاقات بين المجتمعات البشرية إلى مستوى العلاقات الدولية التي لا تزال عملية صنع القرار فيها مقتصرة بشكل رئيس على الأروقة الدبلوماسية والدبلوماسيين. وقد لعبت هذه المؤسسة الفريدة، طوال مسيرة التكامل الأوروبي، دورا بارزا حتى أصبحت محط أنظار السياسيين والأكاديميين الأوروبيين، وأصبحت محل جدل واسع حول دورها وتأثيرها في عملية التكامل الأوروبي.
ان ميزة تجربة الاتحاد الأوروبي هي أنها حققت أهدافها من خلال تبنيها منهجاً وآليات مبتكرة وملائمة لأوضاع الدول المشاركة، ساعدتها على التغلب على معظم الصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتها الطويلة. وقد ابتكرت مؤسسات فريدة من نوعها على صعيد القانون الدولي، مثل البرلمان الأوروبي، لتصبح أدوات فعالة لإنجاح التجربة وإيصالها إلى عتبة الوحدة الكاملة، في الوقت الذي عجزت فيه محاولات تكاملية ووحدوية إقليمية أخرى، مثل جامعة الدول العربية، في الوصول إلى غاياتها الوحدوية، رغم أن عوامل الوحدة والاندماج بين الدول العربية، مثل اللغة والدين والأرض والتاريخ، هي أقوى من مثيلاتها في الدول الأوروبية المشاركة في الاتحاد الأوروبي، ورغم أن تجربة جامعة الدول العربية سابقة لتجربة الاتحاد الأوروبي بسنوات.
ومن هنا تبرز أهمية دراسة الاتحاد الأوروبي بشكل عام، وهيئاته التمثيلية (البرلمان الأوروبي بشكل خاص) بالنسبة لتجارب وحدوية أخرى، وذلك للوصول إلى أجوبة عن أسئلة جوهرية مثل: لماذا وكيف نجح الأوروبيون في تحقيق التكامل، بينما عجز الآخرون عن ذلك؟ وكذلك تبرز أهمية دراسة البرلمان الأوروبي ودوره في عملية التكامل الأوروبي في وقت قررت فيه جامعة الدول العربية منذ عام 1945 إنشاء برلمان عربي إقليمي على غرار البرلمان الأوروبي، الأمر الذي يضفي أهمية إضافية على دراسة البرلمان الأوروبي، وذلك من خلال استخلاص العبر والدروس من تجربة هذا البرلمان، والقيام، بالتالي، بعملية تقييم البرلمان العربي وتحديد جوانب الضعف والقوة في نظامه الأساسي والدور الذي من المؤمل أن يلعبه في تحقيق أهداف الجامعة.
وعلى الرغم من إن فكرة الوحدة الأوروبية ترجع بجذورها إلى القرن الثالث عشر، إلا أن تحويل هذا الحلم إلى واقع قد بدأ بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك بفضل اختيار منهج الوظيفية الجديدة الذي غدا يلائم الأوضاع السياسية والاقتصادية التي كانت تمر بها الدول الأوروبية في تلك الفترة. وهو المنهج الذي طرحه جان مونيه، وتبناه روبرت شومان، وزير خارجية فرنسا، من خلال إنشاء الجماعة الأوروبية للفحم والصلب عام 1950، وأدى إلى إنشاء الاتحاد الأوروبي عام 1992، الذي أصبح أساساً للتكامل السياسي بعد أن كانت عملية التكامل الأوروبي، قبل إنشائه، تقتصر على المجالات الاقتصادية.
والجدير بالذكر أن إتّباع منهج الوظيفية الجديدة انعكس على البناء المؤسسي واختصاصات المؤسسات التكاملية الأوروبية. ومن أبرز معالم هذا المنهج هو وجود مؤسسات فوق وطنية في عملية التكامل، مثل البرلمان الأوروبي. وهنا تبرز عدة أسئلة حول هذه المؤسسة الفريدة، أي البرلمان الأوروبي، مثل:
1)    ما هو دور البرلمان في تطبيق منهج وإستراتيجية الاتحاد الأوروبي في التكامل الأوروبي؟
2)  ما هو دور البرلمان الأوروبي في عملية التكامل الأوروبي من حيث إعطائها قوة الدفع الذاتي باتجاه المزيد من التكامل والاندماج؟
3)  هل كان لوجود البرلمان الأوروبي، كمؤسسة تعمل على دمقرطة الاتحاد الأوروبي، أثر في العملية التكاملية باتجاه المزيد من الوحدة والتكامل؟
اعتمد الطالب في كتابة الأطروحة على المناهج التالية:المنهج التاريخي والمنهج التحليلي  والمنهج المقارن .
تكونت الأطروحة من قسمين، وكل قسم تكون من فصلين، وتليها الخاتمة. عالج القسم الأول شؤون الاتحاد الأوروبي وبرلمانه، من خلال التعرف على الاتحاد من حيث نشأته وتطوره والسياسات التي يقوم بإدارتها في الفصل الأول، والتعرف على البرلمان الأوروبي من حيث تشكيلته وأعضائه وهيئاته وصلاحياته في الفصل الثاني.أما القسم الثاني فقد خصصه لدراسة دور البرلمان الأوروبي في التكامل الأوروبي والدروس المستفادة منه للبرلمان العربي. وقد عالج الفصل الأول من مسألة دور البرلمان الأوروبي في عملية التكامل الأوروبي، من ناحية البرلمان الأوروبي وتطور التكامل الأوروبي ودمقرطة الاتحاد الأوروبي. وقد خصص الفصل الثاني منه لبحث البرلمان العربي في ضوء تجربة البرلمان الأوروبي، وذلك من خلال التطرق إلى تجربة جامعة الدول العربية أولاً، والبرلمان العربي في ضوء تجربة البرلمان الأوروبي فيما بعد وتضمنت خاتمة الأطروحة عدة استنتاجات وتوصيات.
ناقش الطالب جواس رسول اطروحته برلمان الاتحاد الأوروبي طريق إلى التكامل الأوروبي بتاريخ  26/6/2013 ،امام اللجنة المكونة من الدكاترة محمد المجذوب خليل حسين وجوروج عرموني وسامي سلهب ووليد عبد الرحيم، وبعد المناقشة والمداولة قبلت اللجنة الاطروحة ومنحت صاحبها درجة الدكتوراه في الحقوق تخصص القانون الدولي العام بتقدير جيد جدا.
بيروت: 26/6/2013         أ.د. خليل حسين