اغتيال مغنية ومستقبل الصراع بين إسرائيل وحزب الله د. خليل حسين
مدير الدراسات في مجلس النواب اللبناني
أستاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية
مفارقة عدوان إسرائيل على لبنان في تموز 2006 انه لا زال مستمرا ولا وقف لإطلاق النار من الناحية القانونية رغم وجود قوات اليونيفل وفقا للقرار 1701 المغطى قانونا بمزيج بين الفصلين السادس والسابع من ميثاق الأمم المتحدة.والمفارقة في استمرار العدوان الخروق الإسرائيلية للسيادة اللبنانية واختطاف المواطنين اللبنانيين والتهديد باغتيال قيادات المقاومة تلميحا وتصريحا،كل ذلك توجته إسرائيل باغتيال عماد مغنية في ظروف غير عادية لتقلب قواعد اللعبة وتفتح أبواب المنطقة على احتمالات من الصعب التنبأ بنهاياتها، فماذا في عملية الاغتيال؟ وما هو الأثر الذي سيتركه؟ وأين وكيف سيكون الرد وبأي حجم؟ أسئلة ستطول بطول لائحة الإنجازات التي حققها للمقاومة ومن يحتضنها. وبأي حال ثمة العديد من الملاحظات التي يمكن إظهارها ومنها:
- لم تكن عملية الاغتيال سابقة يتيمة في بنية المقاومة الإسلامية في لبنان بل سبقه إليها قادة وكوادر كثيرين ومن مختلف المستويات، بل باتت عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل تعكس النجاحات الفارقة التي تمكنت المقاومة من تحقيقها على مدى ربع قرن من الزمن في المواجهات العسكرية والأمنية والاستخبارية، وبالتأكيد كان الشهيد العماد من ابرز مخططيه ومن ابرز المشرفين على تنفيذها.
- أتت عملية الاغتيال في ظروف استثنائية تمر فيها المنطقة وبالتحديد إسرائيل، فالإرباك الذي تعيشه القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية بعد تقرير فينوغراد جعلها تفكر بضربة فارقة تغطي هزيمتها الموصوفة في التقرير فكان الاغتيال ترجمة إسرائيلية البصمات والهوية.
- وبالتأكيد أن الصيد الثمين من وجهة النظر الأميركية والإسرائيلية سيصرف في الواقع الداخلي الأميركي والإسرائيلي بشكل جيد، هو المطلوب الأول والأغلى ثمنا وتأتي عملية الاغتيال في وقت تحتاج فيه الساحتين الأميركية والإسرائيلية لصيد كبير تغطي تداعيات هزائم متتالية من أفغانستان إلى العراق إلى لبنان، باختصار ورقة دعم يمكن على صعيد المقاومة صرفها في اتجاهات ومواقع مختلفة.
- وإذا كان زمن عملية الاغتيال يبدو لافتا فان مكانها يبدو فارقا أيضا، فقد اغتيل في عاصمة تعتبر الأشد أمنا في الشرق الأوسط، ما يرخي علامات استفهام كثيرة حول اختيار هذا المكان بالتحديد، وبالتالي يثار السؤال أيضا هل لم يكن بالامكان تنفيذ العملية بغير هذا المكان تحديدا وإذا كان الأمر كذلك ما هي خلفياته وأبعادة وآثاره على علاقات سوريا بالمقاومة وبإيران، وما هي الإجابات التي يمكن أن تقدم حول عملية الاغتيال وبأي اتجاه يمكن أن تسير الأمور في الكشف عن تفاصيل العملية وتنفيذها.هل أن عملية التنفيذ في هذا المكان يعتبر ضربة معلم الهدف منها زرع بذرة الفراق بين طهران ودمشق وبالتالي بين دمشق والمقاومة في لبنان، ربما أسئلة ينبغي التوقف عندها ومحاولة الإجابة عليها.
- ربما مقتضيات تنفيذ عملية الاغتيال لا تعير اهتماما للزمان باعتبارها فرصا من الصعب تكرارها، غير أن التنفيذ قبل يوم من الذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس الأسبق رفيق الحريري يعطي لعملية الاغتيال أبعادا وأثارا محتملة، بخاصة أن تشييع الشهيد سيكون متزامنا مع الذكرى في ظل حشد كبير لطرفي الموالاة والمعارضة في لبنان، فماذا لو حصل صدام ما فإلى أين ستذهب الأمور وفي أي اتجاه، شارعين معبأين ينتظران لحظة الصدام ربما بفارغ الصبر.
- المستفيد الوحيد من الاغتيال هي إسرائيل ومن يقف ورائها وبالتحديد الولايات المتحدة ما يظهر بشكل واضح هوية المخطط والمنفذ، وبالتالي كيف يمكن الرد على هذه العملية التي تعتبر ضربا من ضروب النجاحات الاستخبارية الإسرائيلية، ما يستدعي الردَّ من قبل المقاومة بالعيار نفسه، وان كان الزمان والمكان غير معلومين إلا أن الجزم بالتنفيذ سيكون مؤكدا وبالنوع تحديدا.
ثمة الكثير من الآثار التي ستتركها عملية الاغتيال على مختلف أطراف الصراع إقليميا ودوليا ومن بينها يمكن تسجيل التالي:
- ثمة ضربة قوية وجهت للمقاومة الإسلامية في لبنان فهو عصب المقاومة وعقلها المدبر، صحيح أن بنية المقاومة بنية مؤسساتية تمتلك من الخبرات والطاقات ما يكفيها من الانطلاق دون عناء يذكر، إلا أن الاغتيال له أبعاده المعنوية، ورغم ذلك ثمة مقولة لدى المقاومة وحاضنوها، انه كلما سقط راية للمقاومة ارتفع بدل منها رايات، وكلما وُجهت لها ضربة، وَجهت لعدوها مفاجآت.
- إسرائيليا يمكن أن تكون العملية قد حققت سبقا استخباريا من النوع الثقيل، لكنها ستنشغل في يقظتها كما غفوتها بنوعية الرد وحجمه ومكانه، لقد اعتادت تل أبيب على الرقص فرحا على دماء الشهداء لكنها تعلم أنها لم تتمكن يوما من إكمال رقصتها قبل أن تُلكم مجددا بضربة تضرب توازنها لفترات طويلة وغير محسوبة، وفي هذا الإطار ثمة صولات وجولات بين الاستخبارات الإسرائيلية وأمن المقاومة، منها ما هو معلوم ومنها ما هو غير معروف، لكن الأكيد أن الشهيد كان ابرز أعمدة من خطط ونفذ لتلك المنازلات.
- وعطفا على ما سبق ونظرا لتركيبة وبنية وعقلية الرد عند المقاومة لا يستغربن أحدا أن الرد ونوعيته ومكانه هو من صنع وتخطيط العماد نفسه رغم أن توقيته طبعا ليس له. فمن المعروف عنه أن بنية تفكيره انشغاله بالتخطيط للعمليات التي يمكن أن تنشأ عن عملية سينفذها الإسرائيليون، فلماذا لا يكون قد اعدّ! الرد مسبقا على عملية اغتياله وهو الذي ينتظرها منذ ربع قرن ونيف!
- إيرانيا ربما خسرت ذراعا هاما في سياساتها الخارجية باغتيال عماد مغنية سيما ما هو معروف عنه بصلته الوثيقة مع بنية الحرس الثوري الإيراني، الأمر الذي يعتبر ضربة موجعة لإيران لكنها ليست قاضية بالطبع بقدر ما هي كسب بالنقاط.
- سوريا مهما يكن توصيف عملية الاغتيال والنهايات التي يمكن أن تصل أليها، تعتبر رسالة واضحة لسوريا بأن مسرح العمليات الإسرائيلية هي متاحة في سوريا رغم البيئة الأمنية الشديدة التعقيد التي تتمتع بها، كما أنها رسالة سياسية واضحة لجهة الضغوط التي تمارس على دمشق لجهة فك تحالفها مع إيران والمقاومة في لبنان.
- أميركيا التي اعتبرت "أن العالم اليوم أفضل بكثير من دون عماد مغنية" ستكون منغمسة في نصر موهوم، فاعتبرت أنها سددت ضربة لشخص يحمل الرقم الأول بين المطلوبين في لوائحها، لكنها تجهل أو تتجاهل أن أعمدة بدل العماد ستنتصب غضبا في وجهها
مع استشهاد عماد مغنية ربما طويت صفحة حافلة بالحروب الاستخبارية المعروفة بين المقاومة وإسرائيل لتفتح صفحة جديدة ستكون اشد قسوة وأكثر هولا ورعبا على إسرائيل. ومهما يكن من أمر الاغتيال وتداعياته على مختلف ساحات الصراع فان استشهاد عماد مغنية سيعيد خلط أوراق كثيرة ويعيد ترتيب خرائط الصراع في الزمان والمكان الذي بات من الصعب تحديدهما في ظل تعقيدات ظروف المنطقة وضوابطها.
لقد حدد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة،ورسم حدودا لآفاق الصراع والمنازلة،وتتلخص بالمنازلات الأمنية والاستخبارية التي اعتاد الطرفان عليها في ربع قرن من الصراع،لكن الجديد فيها ربما ستبدأ خارج نطاق المنطقة لكنها بالتأكيد ستنتقل مجددا إليها،ما يعني أن البيئة التي توفرت لحماية عمل اليونيفل سوف تتلاشى وبالتالي سيكون الوضع مفتوحا على نوع من الصراع يصعب التحكم بنهاياته سيما وانه سيربط بالتأكيد بملفات المنطقة برمتها بدء من تفاصيل الصراع العربي الإسرائيلي وصولا إلى الملف النووي الإيراني.
في السياسة والاستخبارات أشياء كثيرة تقال، لكن في العاطفة يصعب القول دون إحساس، عائلة بثلاثة إخوة نذروا أنفسهم للشهادة، فلم يستو جهاد المقاومة وفؤادها إلا بعمادها، وتبقى الكلمة الفصل للرد الآتي الذي سيكون مفاجئا بحجم مفاجآت العماد في ثغور الأنصارية واختطاف الجنديين الإسرائيليين واستدراج الحنان تننباو وغيرها من المجهول المعلوم والمعلوم المجهول!
مدير الدراسات في مجلس النواب اللبناني
أستاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية
مفارقة عدوان إسرائيل على لبنان في تموز 2006 انه لا زال مستمرا ولا وقف لإطلاق النار من الناحية القانونية رغم وجود قوات اليونيفل وفقا للقرار 1701 المغطى قانونا بمزيج بين الفصلين السادس والسابع من ميثاق الأمم المتحدة.والمفارقة في استمرار العدوان الخروق الإسرائيلية للسيادة اللبنانية واختطاف المواطنين اللبنانيين والتهديد باغتيال قيادات المقاومة تلميحا وتصريحا،كل ذلك توجته إسرائيل باغتيال عماد مغنية في ظروف غير عادية لتقلب قواعد اللعبة وتفتح أبواب المنطقة على احتمالات من الصعب التنبأ بنهاياتها، فماذا في عملية الاغتيال؟ وما هو الأثر الذي سيتركه؟ وأين وكيف سيكون الرد وبأي حجم؟ أسئلة ستطول بطول لائحة الإنجازات التي حققها للمقاومة ومن يحتضنها. وبأي حال ثمة العديد من الملاحظات التي يمكن إظهارها ومنها:
- لم تكن عملية الاغتيال سابقة يتيمة في بنية المقاومة الإسلامية في لبنان بل سبقه إليها قادة وكوادر كثيرين ومن مختلف المستويات، بل باتت عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل تعكس النجاحات الفارقة التي تمكنت المقاومة من تحقيقها على مدى ربع قرن من الزمن في المواجهات العسكرية والأمنية والاستخبارية، وبالتأكيد كان الشهيد العماد من ابرز مخططيه ومن ابرز المشرفين على تنفيذها.
- أتت عملية الاغتيال في ظروف استثنائية تمر فيها المنطقة وبالتحديد إسرائيل، فالإرباك الذي تعيشه القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية بعد تقرير فينوغراد جعلها تفكر بضربة فارقة تغطي هزيمتها الموصوفة في التقرير فكان الاغتيال ترجمة إسرائيلية البصمات والهوية.
- وبالتأكيد أن الصيد الثمين من وجهة النظر الأميركية والإسرائيلية سيصرف في الواقع الداخلي الأميركي والإسرائيلي بشكل جيد، هو المطلوب الأول والأغلى ثمنا وتأتي عملية الاغتيال في وقت تحتاج فيه الساحتين الأميركية والإسرائيلية لصيد كبير تغطي تداعيات هزائم متتالية من أفغانستان إلى العراق إلى لبنان، باختصار ورقة دعم يمكن على صعيد المقاومة صرفها في اتجاهات ومواقع مختلفة.
- وإذا كان زمن عملية الاغتيال يبدو لافتا فان مكانها يبدو فارقا أيضا، فقد اغتيل في عاصمة تعتبر الأشد أمنا في الشرق الأوسط، ما يرخي علامات استفهام كثيرة حول اختيار هذا المكان بالتحديد، وبالتالي يثار السؤال أيضا هل لم يكن بالامكان تنفيذ العملية بغير هذا المكان تحديدا وإذا كان الأمر كذلك ما هي خلفياته وأبعادة وآثاره على علاقات سوريا بالمقاومة وبإيران، وما هي الإجابات التي يمكن أن تقدم حول عملية الاغتيال وبأي اتجاه يمكن أن تسير الأمور في الكشف عن تفاصيل العملية وتنفيذها.هل أن عملية التنفيذ في هذا المكان يعتبر ضربة معلم الهدف منها زرع بذرة الفراق بين طهران ودمشق وبالتالي بين دمشق والمقاومة في لبنان، ربما أسئلة ينبغي التوقف عندها ومحاولة الإجابة عليها.
- ربما مقتضيات تنفيذ عملية الاغتيال لا تعير اهتماما للزمان باعتبارها فرصا من الصعب تكرارها، غير أن التنفيذ قبل يوم من الذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس الأسبق رفيق الحريري يعطي لعملية الاغتيال أبعادا وأثارا محتملة، بخاصة أن تشييع الشهيد سيكون متزامنا مع الذكرى في ظل حشد كبير لطرفي الموالاة والمعارضة في لبنان، فماذا لو حصل صدام ما فإلى أين ستذهب الأمور وفي أي اتجاه، شارعين معبأين ينتظران لحظة الصدام ربما بفارغ الصبر.
- المستفيد الوحيد من الاغتيال هي إسرائيل ومن يقف ورائها وبالتحديد الولايات المتحدة ما يظهر بشكل واضح هوية المخطط والمنفذ، وبالتالي كيف يمكن الرد على هذه العملية التي تعتبر ضربا من ضروب النجاحات الاستخبارية الإسرائيلية، ما يستدعي الردَّ من قبل المقاومة بالعيار نفسه، وان كان الزمان والمكان غير معلومين إلا أن الجزم بالتنفيذ سيكون مؤكدا وبالنوع تحديدا.
ثمة الكثير من الآثار التي ستتركها عملية الاغتيال على مختلف أطراف الصراع إقليميا ودوليا ومن بينها يمكن تسجيل التالي:
- ثمة ضربة قوية وجهت للمقاومة الإسلامية في لبنان فهو عصب المقاومة وعقلها المدبر، صحيح أن بنية المقاومة بنية مؤسساتية تمتلك من الخبرات والطاقات ما يكفيها من الانطلاق دون عناء يذكر، إلا أن الاغتيال له أبعاده المعنوية، ورغم ذلك ثمة مقولة لدى المقاومة وحاضنوها، انه كلما سقط راية للمقاومة ارتفع بدل منها رايات، وكلما وُجهت لها ضربة، وَجهت لعدوها مفاجآت.
- إسرائيليا يمكن أن تكون العملية قد حققت سبقا استخباريا من النوع الثقيل، لكنها ستنشغل في يقظتها كما غفوتها بنوعية الرد وحجمه ومكانه، لقد اعتادت تل أبيب على الرقص فرحا على دماء الشهداء لكنها تعلم أنها لم تتمكن يوما من إكمال رقصتها قبل أن تُلكم مجددا بضربة تضرب توازنها لفترات طويلة وغير محسوبة، وفي هذا الإطار ثمة صولات وجولات بين الاستخبارات الإسرائيلية وأمن المقاومة، منها ما هو معلوم ومنها ما هو غير معروف، لكن الأكيد أن الشهيد كان ابرز أعمدة من خطط ونفذ لتلك المنازلات.
- وعطفا على ما سبق ونظرا لتركيبة وبنية وعقلية الرد عند المقاومة لا يستغربن أحدا أن الرد ونوعيته ومكانه هو من صنع وتخطيط العماد نفسه رغم أن توقيته طبعا ليس له. فمن المعروف عنه أن بنية تفكيره انشغاله بالتخطيط للعمليات التي يمكن أن تنشأ عن عملية سينفذها الإسرائيليون، فلماذا لا يكون قد اعدّ! الرد مسبقا على عملية اغتياله وهو الذي ينتظرها منذ ربع قرن ونيف!
- إيرانيا ربما خسرت ذراعا هاما في سياساتها الخارجية باغتيال عماد مغنية سيما ما هو معروف عنه بصلته الوثيقة مع بنية الحرس الثوري الإيراني، الأمر الذي يعتبر ضربة موجعة لإيران لكنها ليست قاضية بالطبع بقدر ما هي كسب بالنقاط.
- سوريا مهما يكن توصيف عملية الاغتيال والنهايات التي يمكن أن تصل أليها، تعتبر رسالة واضحة لسوريا بأن مسرح العمليات الإسرائيلية هي متاحة في سوريا رغم البيئة الأمنية الشديدة التعقيد التي تتمتع بها، كما أنها رسالة سياسية واضحة لجهة الضغوط التي تمارس على دمشق لجهة فك تحالفها مع إيران والمقاومة في لبنان.
- أميركيا التي اعتبرت "أن العالم اليوم أفضل بكثير من دون عماد مغنية" ستكون منغمسة في نصر موهوم، فاعتبرت أنها سددت ضربة لشخص يحمل الرقم الأول بين المطلوبين في لوائحها، لكنها تجهل أو تتجاهل أن أعمدة بدل العماد ستنتصب غضبا في وجهها
مع استشهاد عماد مغنية ربما طويت صفحة حافلة بالحروب الاستخبارية المعروفة بين المقاومة وإسرائيل لتفتح صفحة جديدة ستكون اشد قسوة وأكثر هولا ورعبا على إسرائيل. ومهما يكن من أمر الاغتيال وتداعياته على مختلف ساحات الصراع فان استشهاد عماد مغنية سيعيد خلط أوراق كثيرة ويعيد ترتيب خرائط الصراع في الزمان والمكان الذي بات من الصعب تحديدهما في ظل تعقيدات ظروف المنطقة وضوابطها.
لقد حدد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة،ورسم حدودا لآفاق الصراع والمنازلة،وتتلخص بالمنازلات الأمنية والاستخبارية التي اعتاد الطرفان عليها في ربع قرن من الصراع،لكن الجديد فيها ربما ستبدأ خارج نطاق المنطقة لكنها بالتأكيد ستنتقل مجددا إليها،ما يعني أن البيئة التي توفرت لحماية عمل اليونيفل سوف تتلاشى وبالتالي سيكون الوضع مفتوحا على نوع من الصراع يصعب التحكم بنهاياته سيما وانه سيربط بالتأكيد بملفات المنطقة برمتها بدء من تفاصيل الصراع العربي الإسرائيلي وصولا إلى الملف النووي الإيراني.
في السياسة والاستخبارات أشياء كثيرة تقال، لكن في العاطفة يصعب القول دون إحساس، عائلة بثلاثة إخوة نذروا أنفسهم للشهادة، فلم يستو جهاد المقاومة وفؤادها إلا بعمادها، وتبقى الكلمة الفصل للرد الآتي الذي سيكون مفاجئا بحجم مفاجآت العماد في ثغور الأنصارية واختطاف الجنديين الإسرائيليين واستدراج الحنان تننباو وغيرها من المجهول المعلوم والمعلوم المجهول!