14‏/02‏/2008

قراءة في خطاب سيد المقاومة

قراءة في خطاب سيد المقاومة
د.خليل حسين
أستاذ القانون الدولي ي الجامعة اللبنانية
مدير الدراسات قي مجلس النواب اللبناني

المواجهة الأخيرة في مزارع شبعا المحتلة لتضفي طابعا خاصا على الخطاب السياسي الداخلي ولتعطيه أبعادا مغايرة عن المواقف السياسية للفترة السابقة،ذلك أن ظروف المرحلة الراهنة ربما بنظر البعض تستدعي او تؤسس لمواقف ستسهم بشكل او بآخر إلى إعادة تموّضع سياسي جديد على قاعدة الاستثمار السياسي الشائع في لبنان لكل واقع مستحدث.وبصرف النظر عن دقة القراءة السياسية إو عدمها لبعض الأطراف الداخلية فان ما يعاد تدويره من مواقف تجاه قضايا حساسة يحمل في طياته خلفيات وأمور خطرة جدا على قواعد وشروط قوة الوحدة الوطنية واستمرارها. فخلال الشهرين الماضيين وتحديدا في الفترة التي سبقت تقرير ميليس الثاني ارتفعت وتيرة المطالية بالاستعجال لتقطيع ما سميَّ المرحلة الانتقالية،بمعنى أن ما حدث من تغيّرات تستوجب الانتقال من خطاب الى آخر وما يستدعي بنظر بعض الأطراف من خطوات عملية تثبّت المتغير الحاصل للبناء عليه لاحقا.في المقابل وان كانت هناك ردود فعل للطرف الآخر فقد ظلّت إلى حد كبير تستشعر دقة الظرف الداخلي والخارجي في محاولة للمّلمّة الوضع لعدم جر البلد الى أماكن خطرة تلامس المحظور.
لا احد يمكن أن يُنكر أو يتجاهل أن الظروف التي يمر بها لبنان والمنطقة هي دقيقة جدا ما يوجب التعامل مع أي واقع أو حالة بمنتهى الدقة والحكمة،وهذا ما تمّ التعامل معه من جانب القيادة السياسية للمقاومة في مختلف مراحل الأزمات اللبنانية المتلاحقة وبخاصة في الفترة الأخيرة؛فرغم الضغوط الخارجية الهائلة والداخلية المتنامية ظل الخطاب السياسي للحزب يحافظ على الثوابت السياسية التي أعلنها سابقا في غير مناسبة،وحتى أن عمليات المقاومة في المزارع المحتلة ومنها الأخيرة لم تكن من صنف القابل للصرف السياسي الداخلي رغم مقدرة الحزب على ذلك،وهذا ما تؤكده السيرة الذاتية للمقاومة في مختلف مراحل عملها قبل الطائف وبعده.وقد أتت المواجهة الأخيرة لتؤكد تمسك المقاومة وقيادتها السياسية لهذا النهج في التعامل مع أي مستجد داخلي أو خارجي.وفي هذا الاطار نسجل إحاطة بظروف المواجهة الأخيرة وتداعياتها وابرزها:
- لقد أتت المواجهة في الاساس في سياق الرد الطبيعي والعملي التي تعتمده المقاومة لجهة تحديد المكان والزمان المناسبين الكفيلين بتحقيق النتائج المرجوة للمعركة،فالهدف ليس العملية بحد ذاتها بقدر ما يمكن ان تخدم تداعيات المواجهة على السياق العام لعمل المقاومة.
- كما ان العملية اتت في سياق الرد على العديد من الانتهاكات الجوية والبحرية والبرية الاسرائيلية للسيادة اللبنانية ولم تكن في سياق عرض العضلات كما يتخيل او يتوهم البعض،